الغارديان: تعليق عضوية كوربين يقود لحرب أهلية بحزب العمال

قالت صحيفة "الغارديان" إن تعليق حزب العمال البريطاني عضوية زعيمه السابق جيرمي كوربين لرفضه نتائج تحقيق لجنة المساواة وحقوق الإنسان قد يقود إلى حرب أهلية بين أنصار كوربين من نواب الحزب في البرلمان وأنصار الزعيم الحالي كير ستارمر.

وقال كوربين إن التقرير الذي أعدته مفوضية المساواة وحقوق الإنسان بالغ في تقدير حجم معاداة السامية وأن نتائجه مسيسة.

ورد زعيم الحزب ستارمر على تصريحاته بتعليق عضوية كوربين، مع أنه أخبر الصحافيين قبل ساعتين بأنه سينظر في تصريحات الزعيم السابق.

واعتبر كوربين تعليق عضويته "تدخلا سياسيا"، معلنا أنه يعارض ذلك بشدة.

وكتب كوربين في رده الأولي على تقرير حول وضع معاداة السامية في حزب العمال والذي أشرفت عليه مفوضية المساواة وحقوق الإنسان وجاء في 130 صفحة، إن معاداة السامية "بولغ في تقديرها لأسباب سياسية" من معارضيه والإعلام.

وجاءت تغريدة كوربين في تضاد مع خليفته ستارمر، الذي قال بعد لحظات من تصريحات كوربين إن من "يحاولون إنكار المشكلة هم جزء من المشكلة ومن يتظاهرون بأن هناك مبالغة أو فصائلية هم جزء من المشكلة".

وقالت مصادر عدة إن شعورا بالصدمة من تصريحات كوربين بدت في مقر الحزب. وقال متحدث باسم الحزب: "في ضوء التعليقات التي صدرت اليوم وفشله في التراجع عنها حالا قرر الحزب تعليق عضوية جيرمي كوربين من الحزب بانتظار التحقيق. وتم نزع حق التصويت في البرلمان".

ووجد تقرير المفوضية أن حزب العمال مسؤول عن عدة أعمال غير قانونية تتعلق بمعاداة السامية.

اقرأ أيضا: حزب العمال البريطاني يعلق عضوية جيرمي كوربين.. والأخير يرد

وذكر التقرير أن هناك "فشلا ذريعا من قيادة حزب العمال في معالجة مشكلة معاداة السامية وعمليات غير مناسبة في التعامل مع شكاوى معاداة السامية".

وأشار كوربين إلى أن قادة الحزب هم الذين عرقلوا جهوده لمعالجة الموضوع وقال: "معاد للسامية هو دليل على كثير ولكن تمت المبالغة في حجم المشكلة ولأسباب سياسية من المعارضين لنا داخل وخارج الحزب وكذا من الإعلام".

وقال: "هذا أضر باليهود ويجب ألا يتكرر. وأملي الصادق أن يتم إعادة بناء العلاقة مع المجتمع اليهودي وتجاوز الخوف. وفي الوقت الذي لا أقبل فيه بنتائج التقرير، فإنني أثق بالتوصيات التي يجب تطبيقها حالا".

وبعد تعليق عضويته قال كوربين إنه سيجادل وبقوة في صحة القرار، مشيرا إلى أن القرار اتخذ بناء على أوامر من ستارمر.

وقال كوربين: "كنت واضحا أن من ينكرون وجود مشكلة معاداة للسامية مخطئون. وسأواصل دعم سياسة عدم التسامح مع كل أشكال العنصرية".

وقالت نائبة رئيس الحزب السابقة هارييت هارمان إن تعليق كوربين كان قرارا صائبا، مضيفة: "لو قلت إن معاداة السامية مبالغ فيها لأسباب فصائلية فأنت تقلل منها وأنت كما قال كير ستارمر جزء من المشكلة".

وقالت أنغيلا رينير، نائبة زعيم الحزب والتي رفعها لهذا المنصب كوربين، إن كوربين يعاني من العمى ولا يعرف حجم المشكلة.

وأضافت: "لقد شعرت بالصدمة مما ظهر ويجب أن يكون اليوم خاصا بالاستماع والدراسة لما ورد في التقرير".

ورفضت رينير فكرة أن هناك مبالغة وأسبابا حزبية وراء المشكلة، ودعت الرافضين لقراءة التقرير: "أعتقد أنه يجلب العار علينا ولا شيء يخفف من هذا وعلينا الاعتراف بهذا وعمل شيء بشأنه".

وزادت بالقول إنها غاضبة للظروف ولعدم قدرة كوربين على رؤية ألم المجتمع اليهودي، مضيفة: "كوربين رجل شريف ولكنه كما قالت مارغرت هودج يعاني من العمى والإنكار عندما يتعلق الأمر بالقضايا وهذا أمر مدمر".

ووصف وزير مالية الظل السابق جون ماكدونيل موقف كوربين بـ"الخاطئ".

وقبل قرار الحزب قال بيتر ميسون، سكرتير حركة العمال اليهود إن كلام ستارمر وكوربين يتناقض ويكشف عن الحقيقة وهي أنه "لا مكان لكوربين في حزب العمال فهو رجل الأمس".

وقالت مارغرت هودج التي تترأس حركة العمال اليهود إن كوربين جلس في وسط الحزب وساعد على نشر معاداة السامية للخروج من الهامش إلى قلب الحزب. مضيفة أن كوربين لم يعد مهما للحزب.

وأردفت: "ما يهم هو التزام ستارمر اليوم وكوربين جزء من الماضي وأريد التقدم للأمام".

وقال كوربين إنه عندما تزعم الحزب في عام 2015 كانت إجراءات الحزب للتعامل مع الشكاوى غير مناسبة، موضحا: "تمت عرقلة الإصلاح من بيروقراطية الحزب".

وبين أن السكرتير العام جيني فومبي الذي عين عام 2018 والمسؤولين معه أحدثوا تغييرات مهمة جعلت من السهولة تحديد والتخلص من المعادين للسامية، مدافعا بالقول: "عمل فريقي لتسريع لا عرقلة الإجراءات".