ملفات وتقارير

ماذا وراء اعتقال سلطات السيسي لوزير سابق ورجلي أعمال؟

 أعلنت الصحف المصرية، السبت الماضي، نبأ توقيف رجل الأعمال سيد السويركي، مالك محلات "التوحيد والنور" الشهيرة- جيتي
أعلنت الصحف المصرية، السبت الماضي، نبأ توقيف رجل الأعمال سيد السويركي، مالك محلات "التوحيد والنور" الشهيرة- جيتي

توالت على مدار الأيام الماضية في مصر أنباء اعتقال رجلي الأعمال صفوان ثابت، وسيد السويركي، والوزير الأسبق خالد الأزهري، فيما وجهت لثلاثتهم اتهامات اعتادت السلطات المصرية على توجيهها للمعارضين، وهي تمويل جماعة إرهابية.

وقررت نيابة أمن الدولة العليا، الأربعاء الماضي، حبس صفوان ثابت، رئيس مجلس إدارة شركة "جهينة"، أكبر منتج للألبان والعصائر بمصر، 15 يوما على ذمة التحقيقات، بتهمة الانضمام وتمويل جماعة إرهابية، وتحفظت على أمواله. وسبق أن اعتقلت السلطات المصرية ثابت لذات الأسباب خلال عام 2016.

مراقبون ومتابعون مصريون ربطوا بين القبض على صفوان ثابت وبين اجتماع للسيسي، الثلاثاء الماضي، مع رئيس الوزراء ووزراء الزراعة والتموين، ومسؤول بالجيش، لمتابعة "المشروع القومي لإنشاء وتطوير مراكز تجميع الألبان"، والذي قرر فيه السيسي دعم كل مركز بـ50 ألف جنيه.

كذلك، أعلنت الصحف المصرية، السبت الماضي، نبأ توقيف رجل الأعمال سيد السويركي، مالك محلات "التوحيد والنور" الشهيرة، والتحقيق معه بتهمة "الانضمام لجماعة إرهابية وتمويل أنشطتها بملايين الجنيهات".

وآخر تلك الأنباء أمس الأحد، كانت عن إعلان نيابة أمن الدولة العليا عن حبس وزير القوى العاملة بعهد الرئيس الراحل محمد مرسي، خالد الأزهري، 15 يوما على ذمة التحقيقات بتهمة "التمويل والانضمام لجماعة إرهابية"، بعد أن كانت أوقفته الأربعاء دون إعلان في حينه.

 

اقرأ أيضا: الأمن المصري يعتقل رئيس إدارة "جهينة" صفوان ثابت

واقعة القبض على صفوان ثابت، وسيد السويركي، وخالد الأزهري، وضمهم في قضية واحدة، تأتي بعد القبض على رجل الأعمال صلاح دياب وبنفس الطريقة، مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، ليتم الإفراج عنه إثر تفاهمات مالية.

ماذا قالت أسرة الأزهري؟

"عربي21"، توجهت إلى أسرة الأزهري، لمعرفة ملابسات توقيفه، ووضعه القانوني، ومكان احتجازه، والتهم الموجهة إليه، إلا أن جواب أسرته كان بـ"عدم وجود أية معلومات أو أخبار، وأنهم لا يعرفون مكان احتجازه حتى الآن".

وأكدت أسرة الأزهري، أنه "لم يكن هناك أية مقدمات لهذه الأزمة، وأنها كانت غير متوقعة"، مشيرين لاستغرابهم من ربط قضية الوزير الأسبق بقضية تمويل مع رجلي الأعمال ثابت والسويركي.

وقالت إن "الأزهري محجوز على ممتلكاته سابقا، فكيف يتم اتهامه بقضية تمويل لجماعة إرهابية؟"، مؤكدة أنه "تم إدراج اسمه على قوائم الإرهاب منذ فض اعتصام رابعة العدوية وتم التحفظ على ممتلكاته".

"أحاديث عن التأميم"

وأشار مراقبون في حديثهم لـ"عربي21"، إلى أن الاعتقال مرتبط بمحاولات الحكومة المصرية "تأميم ممتلكات بعض رجال الأعمال بشكل أو بآخر".

من جانبه، قال الخبير المصري بمجال الإدارة والتخطيط، الدكتور هاني سليمان: "في عام 2014، اجتمع السيسي، برجال الأعمال الكبار وبينهم صفوان ثابت، ودار الحديث حول تأميم بعض شركات القطاع الخاص، لكن السيسي نفى هذا التوجه، وألمح بأن على رجال الأعمال التبرع لصندوق تحيا مصر، وفي تهديد ضمني بموضوع التأميم".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف أن "أكثر رجال الأعمال تبرعوا بمبالغ كبيرة للصندوق، وقدم صفوان ثابت 50 مليون جنيه، ولكن يبدو أن السيسي توقع منه أكثر، وجرت مفاوضات مع ثابت لإقناعه أو إجباره على التبرع بمبلغ أكبر، ولكن يبدو أنه رفض، فتم الحجز على أمواله عام 2015، واليوم يتم اعتقاله مع السويركي، وقبلهما صلاح دياب، وغيرهم".

وأشار سليمان، إلى أن "نجيب ساويرس صرح مرة بأنه لا يمكن لأحد أن يجبره على التبرع، ولكن يبدو أنه تلقى تهديدا صريحا، فعاد واستسلم للأوامر".

 

اقرأ أيضا: 20 منظمة حقوقية تدعو للتظاهر في باريس تنديدا بزيارة السيسي

ويعتقد أن "السيسي حاليا يواجه صعوبة بتدبير موارده المالية بعد نضوب المورد الخليجي، واضطراره لرفع الحظر عن 20 منظمة متهمة بالتمويل الأجنبي السبت، مع دعوات الإدارة الأمريكية إلى تقنين القروض التي تحصل عليها مصر من الصندوق الدولي، والذي تساهم فيه أمريكا بالنصيب الأكبر".

وقال سليمان، إن "السيسي لجأ فعلا لابتزاز رجال الأعمال، الذين يبدو أنهم لم يستجيبوا لابتزازه بالقدر الكافي، فبدأ باعتقالهم، وربما يلجأ فعلا إلى تأميم بعضهم، ويُظهر هذا على أنه عمل وطني لمصلحة شعب يعاني الفقر والعوز".

انفراد الجنرالات بالاقتصاد


وفي تقديره للموقف، يرى السياسي المصري حاتم أبو زيد، أن "السلطات تريد تدمير أي حركة اقتصادية بمصر، لتصبح خربة تماما، ولكي ينفرد الجنرالات بالسوق الاقتصادي بمجالات الألبان وغيرها".

المتحدث باسم حزب "الأصالة"، قال لـ"عربي21": "بالإضافة لما يتداول حول كونها عملية ابتزاز لأصحاب الأموال، للاستيلاء على جزء منها لاستكمال العاصمة الإدارية، وخاصة بعد توقف تمويلات الخليج"، لافتا إلى أنه "لم تعد هناك قروض ترجى من البنك الدولي".

"عقاب على قربهم من الإسلاميين"

وفي تعليقه قال الكاتب الصحفي قطب العربي: "السيسي يضرب أكثر من عصفور بحجر؛ فهو يلاحق رجال أعمال لهم وجود كبير بأسواق معينة مثل السويركي بسوق التجزئة، وثابت، بسوق الألبان؛ وهذان السوقان يريد الجيش الهيمنة عليهما".

وأضاف خلال حديثه لـ"عربي21"، أن "السيسي يريد أن يبتز رجال الأعمال لدفعهم للتبرع بمبالغ كبيرة لصندوقه (تحيا مصر) وصناديقه الأخرى".

ويعتقد العربي أن السيسي يريد "التخلص من بعض رجال الأعمال الذين يصنفهم الأمن بدرجات متفاوتة، باعتبارهم قريبين من الحالة الإسلامية، مهما فعلوا لنفي التهمة عن أنفسهم".

مراقبون ومتابعون أكدوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن أخبار القبض على شخصيات عامة أصبح "مانشيتا متعارفا عليه ومتوقعا"، كما قالت الكاتبة مي عزام، فيما تحدث المعارض المصري مصطفى جاويش، عن ما سماها "العسكرة: بعد اعتقال أصحاب جهينة، والتوحيد والنور، وتهديد صاحب توشيبا العربي".

 

 

 

 

 

وأكد الكاتب الصحفي عبدالفتاح فايد: "لم يعد الاعتقال بحق السياسيين والصحفيين والحقوقيين فقط. مصر كلها أصبحت جماعة إرهابية".

 

 


فيما أشار السفير المصري فوزي العشماوي، إلى التأثير الاقتصادي على المصريين من انهيار سلسلة محلات "التوحيد والنور" الذي يتضرر من انهيارها أبناء الطبقتين الوسطى والدنيا والطبقة العليا.

 

التعليقات (0)