ملفات وتقارير

ما أسباب وتداعيات حذف الآيات والأحاديث من مناهج مصر؟

محللون قالوا إن هناك خطأ في مناقشة الأمر مع لجنة الدفاع والأمن القومي- جيتي
محللون قالوا إن هناك خطأ في مناقشة الأمر مع لجنة الدفاع والأمن القومي- جيتي

في توجه غير مسبوق في تاريخ التعليم بمصر، كشف نائب وزير التربية والتعليم، الدكتور رضا حجازي، أن هناك توجيهات (في إشارة إلى الرئاسة) بحذف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة من مادة اللغة العربية والتاريخ، واقتصارها على مادة الدين فقط، بذريعة أن ذلك يعمل على نشر الأفكار المتطرفة.

تصريحات المسؤول المصري، جاءت أثناء مناقشة لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان، خطة وزارة التعليم في مواجهة التطرف، حيث أوضح أن هناك "توجيهات لاقتصار النصوص الدينية على مادة الدين فقط"، بحسب ما جاء بصحيفة اليوم السابع.

ولأول مرة أيضا، رحب حجازي، خلال اجتماع اللجنة، بمقترح تدريس مادة الدين ضمن كتاب يتضمن تدريس القيم المشتركة بين كل الأديان ومبادئ التسامح والمواطنة والعيش المشترك، مضيفاً أنه ستتم إضافة هذه المادة للمجموع لأهميتها، في حين أن مادة الدين لا تضاف للمجموع.

ووصف عضو لجنة الدفاع والأمن القومي، فريدي البياضي، وضع نصوص دينية في مواد اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا بأنه يشكل "خطورة كبيرة"، زاعما أن ذلك يعطي مجالاً لمدرسين غير مؤهلين أن يفسروا تلك النصوص تفسيرات متطرفة وهدامة، ونشر الأفكار المتطرفة.

 

 

أخطاء المناقشة والطرح
 
وانتقد بقوة عضو لجنة التعليم بمجلس الشعب سابقا، الدكتور محمود عطية، توجيهات نظام السيسي بشأن حذف آيات قرآنية وأحاديث نبوية من المناهج، قائلا: "هناك خطأ في مناقشة الأمر مع لجنة الدفاع والأمن القومي، وكان يجب مناقشته في لجنة التعليم التي تختص بتطوير المناهج، الخطأ الثاني، فإن مدرس اللغة العربية هو مدرس اللغة الدينية، فكيف يقوم المدرس بتفسير الأمور على هواه، والكتاب هو الشارح للآيات والأحاديث، ويأتي في سياق الموضوع".

وأضاف لـ"عربي21": "إذن هناك مراد آخر؛ وهو تفريغ المناهج الدراسية من المحتوى الديني والقرآني والنبوي؛ لأن ربط المواضيع بالنصوص القرآنية هو مكمل للغة العربية سواء من ناحية اللغة أو الفكرة، أما الكتاب المختلط فهو فكرة ليست بجديدة وقد حاولوا من قبل تدريس كتب الأخلاق".


اقرأ أيضا : بحجة الإرهاب.. السيسي يحذف القرآن والسنة من المناهج


وتوقع البرلماني المصري أن "يتحقق للنظام ما يريد؛ لأن الوضع بات مختلفا ومهيأ ولا صوت إلا صوت "موافقون"، ولكنه حذر من أن "الكتاب الجديد قد يناقش العديد من القيم والمبادئ غير الإسلامية بدعوى التعايش وسوف يلتبس الأمر على الطلاب، ومن حق المصريين أن يدرسوا ويفهموا أمور دينهم ويتفقهوا فيه في مدارسهم".

نزع الهوية الإسلامية

 

بدوره حذر وكيل وزارة الأوقاف سابقا، الشيخ سلامة عبد القوي، من أجندة السيسي، قائلا: "ليحذر الجميع من أجندة تغيير الهوية المصرية، وهي الهوية الإسلامية، ومن الواضح أنه ضد الإسلام منذ حديثه عما يسمى تطوير الخطاب الديني، وسخر كل إعلامه لمهاجمة الأزهر وشيخه والدين الإسلامي".

ووصف في حديثه لـ"عربي21" "قرارات السيسي بهذا الصدد كنزع الآيات القرآنية من اللغة العربية والتاريخ والجغرافية، بأنها لا تمنع فتنة إنما تصنع الفتن"، منوها إلى أن "القرار يأتي ضمن حملة السيسي لتغيير هوية مصر الإسلامية التي تتميز عن غيرها بوجود تنوع قل مثيله في العالم الإسلامي ما بين أزهر وتيارات إسلامية مختلفة".

السيسي كسر حالة التوازن الذي سار عليه السادات ومبارك، وفق وكيل وزارة الأوقاف سابقا، وتوقع أن "المؤسسات الرسمية الدينية كالعادة سوف ترحب بهذا القرار وتعتبره سابقة في عهده تضاف إلى إنجازاته وهو أخطر ما في الموضوع، كما أنه سيلقى قبولا لدى الكنيسة والغرب ومؤيديه بدعوى محاربة التطرف".

الدين يحمي المواطن والبلد

من جهته تساءل السياسي المصري، الدكتور أحمد عبد العزيز، "لا أدري ما علاقة لجنة الدفاع والأمن القومي بمنهج الدين في المدارس، حتى تنعقد لمناقشته دون غيره من المناهج! ما الذي أثار فزع اللجنة في منهج الدين، وجعلها ترى فيه تهديدا للأمن القومي؟! ومنذ متى كان دين البلاد (أي بلاد) يشكل خطورة عليها، أو تهديدا لها!".

وأكد المستشار السابق للرئيس محمد مرسي، أن "العكس هو الصحيح تماما.. إذ أن القيم التي يحض عليها الدين هي التي تصنع المواطن الصالح، الأمين، المجد الذي يذود عن أرضه وعرضه بكل قوة، فهل هذا هو الذي تخشاه لجنة الدفاع والأمن القومي؟! ألا تعرف هذه اللجنة أن افتقار الإنسان إلى هذه القيم الدينية، تجعل منه (في أحايين كثيرة) مواطنا فاسدا وخائنا ومرتشيا؟".

وتابع: "أرى أن الهدف من هذه الخطوة هو علمنة المجتمع، بعد أن تعلمنت الدولة! وذلك بتهميش الدين وتمييعه لدى النشء، وهذه جريمة شرعية ودستورية؛ فالدستور المصري ينص على أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام، ومن ثم، فالدولة ملزمة بتعليم النشء الدين الإسلامي على أصوله، ومن مصادره الصحيحة، وبمعرفة وإشراف الأزهر الشريف، وليس وزارة التعليم، ولا لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان".

 

ولاحقا للتصريحات التي أحدثت موجة جدل كبيرة، ردت الحكومة المصرية بالقول إن المركز الإعلامي بمجلس الوزراء قام بالتواصل مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، والتي نفت تلك الأنباء، مُؤكدةً أنه لا صحة لإصدار أي توجيهات بإلغاء تدريس الآيات القرآنية والأحاديث لطلاب المدارس.

 

وقالت الحكومة إنه لم تصدر أية قرارات بهذا الشأن وأن هذه الأخبار محض شائعات تأتي في إطار التشكيك الدائم في التزام الدولة واهتمامها بالدين وأهميته في تربية النشء، مشددة على أن تدريس الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في المناهج التعليمية يعزز مبدأ ترسيخ القيم الأخلاقية التي تتضمن مفاهيم التسامح وقبول الآخر والتعاون وعدم التعصب والوسطية.

 

التعليقات (4)
امازيغي
الخميس، 18-02-2021 05:12 م
الاسباب واضحة كل المشاكل تاتي من ابناء اليهود
من سدني
الخميس، 18-02-2021 12:18 م
لا السيسي ولا من هو اخبث منه قادر على نزع التدين من اهل مصر فان منع العلوم الشرعيه في المدارس فان غالبية المصريين عندهم البديل بتعليم ابناءهم العلم الشرعي في البيوت وربما هي فرصه للتغير إبتداءً من الاسره بعدها المجتمع وربما يكون هذا الحظر والمنع فرصة للاهالي لتعليم ابناءهم ضمن البيوت وربما يكون هناك غزاره علميه للطلاب بتلقي العلم الشرعي الصافي ومن غير شوائب دار الافتاء ورجال الافساء السيناوي.
تجفيف المنابع
الأربعاء، 17-02-2021 11:53 م
قرار السلطات المصرية بحذف الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية من المناهج الدراسية فى مراحل التعليم المختلفة يأتى استجابة للإملاءات الخارجية ، و تفعيلا لخطط العمل الأممية الخاصة بتجفيف منابع (التطرف) ، و الحرب العالمية على (الإرهاب) ! فقد استقر فى يقين صناع القرار فى الغرب و الشرق أن صعود مد " الجهاد العالمى " خلال العقدين الماضيين ، و الخسائر الفادحة التى ألحقها بقوى الاستكبار العالمى خلال تلك الفترة من الصراع ، يعود بالأساس إلى نشأة ذلك التيار الإسلامى فى بيئة فكرية ، و قيمية مهيأة لتقبل الصدام الحضارى مع غير المسلمين ، و أن المؤسسات التربوية و التعليمية فى مصر و سائر العالم الإسلامى هى الحاضنة الأولى لنمو الأفكار المناوئة للقوى المعادية للمشروع الإسلامى ، و الرافد الرئيسى للمناصرين و للمتعاطفين مع المد الجهادى ! و رغم أن وزارات التربية و التعليم فى بلدان عدة من العالم الإسلامى - من بينها مصر - قد قامت قبل بضع سنوات بحذف الروايات المدرسية التى تتناول الجهاد فى سبيل الله ، و سير كبار قادة المجاهدين ، و تاريخ الفتوحات الإسلامية بحجة أنها تحرض على " التطرف " و " الإرهاب " إلا أن ذلك لم يكن كافيا من وجهة نظر (المجتمع الدولى) ! فمقررات اللغة العربية بكافة مراحل التعليم الأساسى فى مصر تحتوى على نصوص قرآنية ، و أحاديث نبوية يدرسها المسلمون و غير المسلمين على السواء ، بينما تحمل مقررات الدراسات الاجتماعية ، و مقررات التاريخ فى مصر الرؤية الإسلامية لصراع الحضارات فى الشرق الأوسط خلال الأزمان الغابرة وصولا إلى العصر الحالى ، و تمجد الحضارة الإسلامية و منجزاتها على إمتداد العالم الإسلامى ، و هو ما يدرسه المسلمون و غير المسلمين منذ أجيال بطبيعة الحال ! فاعتبرت القوى الكبرى أن تطعيم المناهج الدراسية بالنصوص الدينية الإسلامية ، و الرؤية الإسلامية للتاريخ ترسخ " فوقية " الإسلام على سائر العقائد ، و " استعلاء " المسلمين بدينهم على غير المسلمين بشكل يعزز مستقبلا الصدام بين المسلمين و غير المسلمين ! و بطبيعة الحال فإن نظام (السيسى) لا يملك إلا الانصياع لإملاءات الدول المانحة التى تمول ميزانيات التربية و التعليم المصرية منذ عقود ، و أن تكون سياسات (تجفيف المنابع) التى انتهجها طواغيت العلمانية فى تونس من قبله - دون جدوى - هى الملاذ الأخير لمواجهة صعود المد الجهادى فى أرض الكنانة !
قاطعوا فرنسا....
الأربعاء، 17-02-2021 07:57 م
اللغه العربيه بدون القرآن لاتساوى شئ..من امر بحذف القران فهو جاهل..اعتقد ان نهايته قد قربت