كتاب عربي 21

السيسي ينتج فيلمه الديني الثاني: قيامة المومياوات

أحمد عمر
1300x600
1300x600
لم يطلق السيسي قمراً صناعياً كما فعلت تونس، ولم يرسل رائداً جذَّابا إلى الفضاء، كما فعلت السعودية بأموالها، والأسد بعلاقاته مع الاتحاد السوفييتي وخدماته لهم. فتلك أعمال استشراف للمستقبل، وتحتاج إلى أموال وعلوم وخبرات، بل إنَّ السيسي لم يشحط السفينة الجانحة إلا بالعافية الهولندية.

يدرك السيسي أنَّ إنجاز مصر الأشهر هو الأهرام، وهي قبور ملكية، وهو صاحب حيلة، ويلعب بالبيضة والحجر والسبع ورقات، فاهتدى إلى حفلة تحضير أرواح الموتى، وهي أقل كلفة من إطلاق قمر صناعي، ولا يحتاج في أداء ذلك سوى إلى مخرج سينمائي محترف، فجمع في جنازة الفرعون أقمار الفن ونجوم السينما. وكان هو بطل الفلم الأوحد مع بعض المساعدين ورجال المخاطر والفطائر، وتواضعاً منه، ولخلقه الحسن، وتربتيه القومية وسجايا أهل حارته المعروفة، لم يدَّعِ إحياء الموتى، فأنعم به وأكرم.

السيسي منّاً آل فرعون:

كان الملوك العرب يدّعون النسب إلى آل البيت تشرّفاً وجمعاً للدنيا والدين، فعل ذلك صدام حسين، والأسد (مروان شيخو زعم ذلك، وسكت عنه الأسد،) وغيرهما من الملوك العرب. وقد ابتدع السيسي بدعة جديدة، فانتسب إلى الفراعنة والمومياوات المحنّطة. نحن في جمهورية "الموم".

النخبة المصرية السعيدة بموكب الفراعنة:

فوجئتُ بالنخبة المصرية الليبرالية التي أبدعت في السخرية من السفينة الجانحة، غيارى من السيسي أحياناً، وعاتبة عليه أحياناً أخرى، إنها معجبة بالعرض الجميل، وتمنَّت لو لم يكن السيسي بطل العرض، وأنَّ الماضي رائع وعريق، بل إنَّ بعض النخبة السورية انبرت تمجّد السيسي والجنازة، ومولد سيدي آمون. وقال صحافي "شجاع" نازح في تركيا: إن "الحكومة المصرية كانت سخيّة مع الموتى وبخيلة مع الأحياء"، وذكر قنواتي (يوتيوبر) معروف أنه لا بأس بذلك العرض الماتع لكن بعد إشباع الناس، وكنت أنتظر من أحدهم أن ينبري فيقول: إنَّ السيسي يحتفل بمذبحة رابعة يا معشر كنانة، وإنَّ قتل الأحياء في رابعة يقابله إحياء الفراعنة في الفسطاط نكاية بعمرو بن العاص، والرجل يقتدي بالسنّة النبوية، فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يبقِ صنما في الجزيرة إلا وحطمه، والسيسي لن يبقِ صنما في الكنانة إلا ويحييه!

وأنَّ الفراعنة ذمّهم الله في كتابه أشد الذمّ، لأنهم ادّعوا الألوهية، واستعبدوا الناس، وقتلوا الأبناء واستحيوا النساء. وقال صحافي معروف: إنَّ السيسي يسرق مومياوات الشعب المصري، وإنَّ الذين بنوا الأهرامات وحنّطوا الفراعنة مصريون مدنيون. وأكثر من أثق بحكمته من النخبة المصرية اتهم السيسي بسرقة الآثار، والأمر أشدُّ من سرقة آثار، إنها سرقة للعقائد وتمهيد لعبادة الفرعون وهامان وجنودهما إنهما كانا خاطئين. كان مطرب السيسي يقول بصوته الشجي: "احنا شعب وانتو شعب لينا رب وليكم رب"، وتبيّن لنا في ضحى الغد أنَّ هذا هو ربهم الأعمى.

عنخ آمون على صدر عمرو بن العاص:

أصل المعركة أنَّ السيسي أراد أن يكيد العزّال، ويطمس ذكر فاتح مصر عمرو بن العاص، فبنى المتحف قريباً من جامعه، واحتفل السيسي بإحياء عظام زملائه الأكارم أو أسلافه، وأخرج فيلم موكب المومياوات الملكية.

وكانت أزمة "ايفر غيفن" قد انتهت بعد أن ادّعاها السيسي لنفسه، وهي كارثة، ولها أضرار مالية وغرامات سيدفعها المصريون من عرقهم، ونسي إعلام السيسي أو تناسى معركة مصر حول السدِّ الحبشي التي ما تزال قائمة، وقام بمعجزة إحياء الموتى وبعث من في القبور.

لنتخيل لو أنَّ السيسي الفرعون عمل هذا الموكب لمليوني مصري يعيشون في المقابر، وأخذهم على هذه المراكب الجميلة، وعلى ألحان الموسيقى الأوبرالية مكرمين معزّزين للإقامة في مدينته الإدارية، وفي المليون شقة. وكان وعدهم بمليون شقة، ثم نكص عن وعده وما أكثر الوعود والعهود التي قطعها وحنث بها، فقد نكثت الشركة الإماراتية عنها، ولو فعل لجعلَ مصر قدّ الدنيا، لكنه فضل أن يجعلها قدّ الآخرة، آخرة العالم السفلي.

يمكن أن نتخيّل أيضا أنَّ السيسي عمل جنازة لضحايا القطارين رحمة الله عليهم جميعا.

طلائع الأعور الدجال:

احتفلت فضائيات الامارات والخليج عموماً بالحدث العظيم، فيلم السيسي الديني الثاني بعد فيلم "مغامرات رابعة" الذي حطّم شباك التذاكر وأبواب مصر، وأخرجت برامج وتقارير إخبارية ملحمية النبرة والصورة، فوجدنا سكرتير الفراعنة وكاتم أسرارهم، زاهي حواس، الذي كثيراً ما نراه وهو يرتدي برنيطة كاوبوي وسط مصريين غلابة يحفرون القبور، فالغلابة هم الذين بنوا قبور الفراعنة، وهم الذين ينبشونها، فلم يجدوا راحة بالأمس، ولم يجدوها اليوم، وتلك هي لعنة الفراعنة.

ولعنة الفراعنة كذبة أشاعها المستشرق هوراد كارتر، فأنتجت هوليود عدة أفلام مثيرة، وهي غير أفلام المومياوات المثيرة التي ألهمتها قبور الفراعنة أيضا. فالغرب يحبُّ أفلام الرعب، لأنه بات بلا دين، أو إيمان، أو عقيدة، ولا بد من رعب مثير، ليس من اليوم الآخر لأنه يذكر بالحساب، وإنما من الأشباح والمومياوات لأنه رعب مسلٍّ.

إكرامُ الموتى بعثهم من قبورهم وإكرام الإحياء وأدهم:

أبطال الرعب الأمريكيون مومياوات وأشباح في السينما، وأبطال رعبنا ملوك طغاة في الحياة، وهي المرة الأولى التي نرى فيها مومياوات حقيقية تلعب دور البطولة في أفلام رعب على الهواء مباشرة. فهم يريدون لبلادنا أن تكون مقبرة، وآثارا، وأوابد، سرقوا نصفها أو جلّها. بلادنا بلاد سياحة للأجانب، ونياحة على الماضي التليد.

ظهر إمام المستحاثات الأكبر زاهي حواس متحدثاً مثل معلّق رياضي بصوت جهوري ونبرة مبشرة وواعدة، محتفلاً (بأعظم حدث في القرن الواحد والعشرين)، وذكّرنا محذّراً بأن الفراعنة لهم لعنة (غير سجون مصر)، وزعم أن الفراعنة بلعنتهم سيدحرون فيروس الكورونا (من غير لقاح)، ومن غير فول.

لقد جمع السيسي الجذَّاب، المحبوب من الأحياء والأموات، اثنين وعشرين ملكاً وملكة تحت سقف البانثيون المصري، مجمّع الآلهة في المتحف المصري الكبير، في تبات ونبات، ولن يخلّفوا صبياناً وبنات، لأنّ السيسي لا يحبُّ أن يخلّف المصري أكثر من "نصف واحد". وقد أفسد على السيسي حفله؛ الأمير حمزة من حيث لم يكن يتوقع أحد. قال حواس: إن المصري يستطيع أن يرى فراعنة مصر في المتحف جميعاً، ولو صدق لقال: إن المصري لن يستطيع أن يرى السيسي سوى في التلفزيون.

تجميع الآلهة وتفريق الشعب:

زعم حواس أنه سمع أمّاً مصرية تقول باكية في جنازة، عفواً في مولد سيدي الفرعون نادبةً: مع السلامة يا حبيبي، ح توحشني، فكدنا أن نبكي على الفرعون الضحية، وخُيّل إليَّ أني سأجد في عرض الموكب، الذي وُصف بالمهيب، مصريين يلطمون كما يلطم بعض الشيعة على الشهيد الحسين، فلم أجد، فلله الحمد والمنة. فليس عدلاً أن يُصفع المصري مرتين، مرّة من الشرطي، ومرّةً نفسه حزناً وندباً على الفرعون "الشهيد".

 وذكر حواس حكاية درامية مثيرة بنبرة المعلق الرياضي الذي فاز بكأس خمرة العظمة، أن الفرعون كان منفياً، ومنسياً في بيت مهجور في "ميت رهينة"، فأنقذوه في آخر لحظة، ولم يتّهم الإخوان بخطفه، وهذا تجديد مبشر بالخير. ولم يتّهم الإخوان المسلمون بقتل الفراعنة المساكين الذين كانوا يتعبدون في الصوامع والمعابد متبتّلين خاشعين، وتلك منّة كبيرة.

التوثين والإيقنة والتبتّل في مركز ترميم الآثار ونظم الخرز:

قال حواس في الفيلم الذي بُثّ على سكاي نيوز بجلال ومهابة، كأنه قس بن ساعدة تسلم الأيادي: إنك إذا لمست مشاعر المصري تستطيع أن تأخذ عينيه، وقد أخذوا عينيه بالإعلام، كان سحرة فرعون يسحرون أعين الناس، وما يزالون، وقد سحروا أعين نخبة سورية، تمنّتْ أن يقع مثل هذا الحدث في سوريا، وأن يبعث البعث العربي الاشتراكي زنوبيا، وجوليا دُمنا، ودمتم.

قال الإمام الأكبر في المستحاثات والرمم: إنَّ الحضارة المصرية هي حضارة الإنسان "اللي بهدوم وعيش طبعاً"، وإنَّ توت عنخ آمون العظيم حكم مصر سبعين سنة، ولا بد أنه حكمها وهو جنين في بطن أمه. ولم يذكر حال الشعب في عهده، رغدا أو عسفا. ولم يذكر إن كان توت ينام، أم أنه كان يسهر مثل السيسي أربعاً وعشرين ساعة بجانب الحبيب، ومن البرمائيات يعيش على الماء. وقالت سيدة مصرية تعمل في مركز ترميم الآثار، وطمس الأخبار، وجبر خواطر الفراعنة في نبرة عشق وخشوع: كنت عايزة آخذ قطعة من المومياء في الحضن.

توت عنخ آمون ديلفري وسفاري:

قال حواس يخبرنا آسفاً: إن توت "عنف" آمون، وهو يتجول سائحاً في الدول الأوروبية لاكتساب الخبرات وتعلم العلّوم، والتعارف بين الشعوب، فَقَدَ قطعة زينة كان يزيّن بها شعره، وهي المرة الأولى التي يسمع فيها الناس بمومياء ملكية تقدم عروضاً ملكيّة للفرجة والسيرك القومي، وتتسول في العواصم العالمية، فاجتمع البرلمان المصري على عجل حزناً على القطعة التي قد تعرّض أمن مصر القومي للخطر، وأفتى المجلس بمصادرة جواز الملك العظيم ومنعه من السفر، لأنه قد يضيّع آثار مصر طيشاً، وقد سُرق منها الكثير، وأهدى الرؤساء السابقون والرئيس الحالي من آثار مصر الكثير للأصدقاء والصديقات، فاجتمع هو ووزير الثقافة فاروق حسني وزير الثقافة السابق في البرلمان الشامخ، وأقنعوه بتحرير جواز الملك الفرعون، فأذن له بالسفر مع مُحرم.

وقال حواس: إن توت آمون جمع 120 مليون دولار، وبني بها هذا المتحف، الذي سكن فيه مع إخوته الملوك، فهو "لا يأكل عرقه سوى من لقمة جبينه". ويذكر فاروق حسني بخير، فهو الذي وضع حجر الأساس للمتحف الذي جُعلت له مسابقة دولية، وفاز بمخطط عمارة المتحف المتعامدة مع أشعة الشمس، صينيٌ نرويجي، وليس مصرياً، وهذا عدل مصري غير معهود، فنحن معتادون على نسب فضائل الآخرين لنا، كما فعلنا مع إيفر غيفن. وقال: إن هذا الصينيّ استلهم عمارة المتحف من هندسة الأهرامات، وأدخل فيها البعد الرابع، وتحيا مصر الصينية.

مصر "المحبوسة":

رأينا السيسي يستقبل أجداده في المتحف الكبير، ويحتفل "بأعظم كنوز البشرية"، على طريقة بوتين، الكاميرا تسبقه على سكة، وهو يلحق بها، وهي تتقهقر هيبة منه، وتصوِّره من الأسفل، حتى يظهر عظيماً بين أعمدة الأوابد المصنوعة من الكرتون. ويزعمون أن السيسي يحبُّ الآثار، والآثار التي يحبِّها فرعونية، أما الآثار الإسلامية، فهي ليست عتيقة كما ينبغي، أو أنها آثار إرهابية.

خطفتنا الكاميرا إلى سيّدات مصريات جميلات، وهنَّ يقمن بترميم الآثار في مركز ترميم الآثار، وضمّ آلاف الخرزات، والسجناء يتسلّون بالخرز عادة، وعملتهم في المعتقلات هي الدخان. وكان هاشتاغ مارلبورو قد انتشر إبان جنوح السفينة ايفرين، فكأنَّ مصر المحروسة مصر محبوسة.

وصف حواس أنَّ توت عنخ آمون ملك المعجزات، ولم أعرف ما هي المعجزات التي صنعها هذا الإله سوى أنه حكم سبعين سنة، هل شقَّ البحر بالسكين، أم أطعم الشعب المصري من جوع. وقال إنه بمعجزة سيجعل العالم يحترمنا ويضرب لنا تعظيم سلام ويؤكّلنا عيشا وفراخا وجمبري، فقد مضى عهد الصفعة على القفا، ويأمل أن توت عنخ آمون سيجعل مصر قدِّ الدنيا.

وانتظرتُ أن يذكر قصة يكون فيها عبرة لأولي الألباب، كأن يقول إنه وجد قصة على مسلّة تقول إن مسلماً سابق فرعونياً، فسبق المسلمُ الفرعونيَ، فصفعه الأمير الفرعوني. وقال: أتسبق ابن الفراعين! فحمل المسلم متاعه، وقصد الفرعون ماشياً عبر القفار والوهاد، حتى وصل إلى الفرعون، فوجده نائماً تحت شجرة، فاشتكى له من فعل الأمير الفرعوني، فطلب الفرعون الأمير الفرعوني بالعجل، فمثل أمامه، فوضع الفرعون عصاه الملكية على صلعة الأمير الفرعوني، وقال: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم راقصاتهم أحرارا.

قيامة الفراعين في عيد قيامة المسيح:

تعويم العملة مصطلح اقتصادي إسعافي، التعويم ضد الغرق، لكنه في الاقتصاد يعني الإشراف على الغرق، فهو من الأضداد المحدثة، وقد عوّم السيسي بمساعدة الشاحطة الهولندية السفينةَ، لكن - والشهادة لله - أنه عوّم مصر وحده، وفتّتَ الشعب المصري إلى عدِّة شعوب، وبعث بعض الملوك من قبورهم، وحنّط مائة مليون مصري أحياء في صندوق.

يقول الله في محكم التنزيل:

"ٱلۡیَوۡمَ نُنَجِّیكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنۡ خَلۡفَكَ ءَایَةࣰۚ وَإِنَّ كَثِیرࣰا مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنۡ ءَایَـٰتِنَا لَغَـٰفِلُونَ".

تذكر معظم التفاسير أن ننجيك معناها: ألْقاهُ اللَّهُ عَلى نَجْوَةٍ مِنَ الأرْضِ، أيْ مَكانٍ مُرْتَفِعٍ مِنَ الأرْضِ حَتّى شاهَدُوهُ.

وليس أرفع نجوة من المتحف الكبير أو قصور الرئاسة، فإما رفعة المكان، وإما رفعة المنزلة.

سنتذكر أنَّ الناس نسيت معجزات موسى عليه السلام كلها، وتذكرت معجزة وحيدة وهي معجزة الإنجاء، وهي معجزة إلهية باقية أُريد لها أن تكون معجزة فرعونية أو معجزة من معجزات سفّاح رابعة وسيناء وأرض الكنانة.

twitter.com/OmarImaromar
التعليقات (5)
عبدالله المصري
الأربعاء، 07-04-2021 05:14 م
السيسي يهودي صهيوني اصلا لا علاقة له بالفراعنة و لكنه اشترك مع الفراعنة في اللعنة فكما للفراعنة لعنه فللسيسي ايضا لعنة لعنة الخيانى و قتل الاف المصريين و مازال القتل مستمرا هل تظن ان هذه الدماء ستذهب سدى بدون انتقام هو وعد بالقضاء على جيليين من المصريين طيب من اين سياتي الجيل الثالث و كيف سيقضى على جيليين هل سيقضي علينا بالجوع و العطش بسد اثيوبيا الذي وافق عليه لان القتل المباشر و الخطف و القتل البطئ في الاسر ليس كافيا لقتل ملايين المصريين اصبح السيسي خطر وجودي على مصر لم يسبق له مثيل حتى الاحتلال الانجليزي لم يوافق على السد و حافظ على الحصة المصرية لكن السيسي اخطر من الاحتلال مستعد ان يحرق كل المصريين ليعيش هو
أبو العبد الحلبي
الأربعاء، 07-04-2021 02:51 م
أحسنت يا أستاذ أحمد عمر و ليوفقك الله ، و لي على مقالك الرائع هذا التعقيب البسيط : من الممكن أن يقوم شخص بعمل مستهتر تكون له عواقب وخيمة عليه في الآخرة التي هي مآل كل حيَ و إن طالت حياته القصيرة . من ذلك أن يحب من الأقدمين من كان الله يبغضهم (كمن يحبَ عاداً و ثمود و الفراعنة ) فهو بكل بساطة سيكون معهم يوم القيامة أي سيحشر الله المحب مع من أحب و هذان دليلان على ذلك : في الحديث الصحيح ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ثَلَاثٌ هُنَّ حَقٌّ : لَا يَجْعَلُ اللَّهُ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الْإِسْلَامِ كَمَنْ لَا سَهْمَ لَهُ ، وَلَا يَتَوَلَّى اللَّهَ عَبْدٌ فَيُوَلِّيهِ غَيْرَهُ ، وَلَا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلَّا حُشِرَ مَعَهُمْ ). بالمقابل ، من أحب الأنبياء عليهم السلام و صحابتهم رضي الله عنهم ، فهو معهم في الآخرة ، و أنعم بأولئك رفقة . في الحديث المتفق عليه عن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ قَالَ : لاَ شَيْءَ ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : (أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ) .
يوسف حسن
الثلاثاء، 06-04-2021 07:11 م
يا أخي هذا الإبداع في السخرية يضحكني ويبكيني على أحوالنا، زادك الله نوراً في عقلك ووجهك ونوراً تمشي به في الناس.
سمر
الثلاثاء، 06-04-2021 06:41 م
مقال راءع الفرعون السيسيى كان يمجد نفسه باقرانه القراعنة
جمال المصري
الإثنين، 05-04-2021 07:47 م
الفجور فنون.. متى سيتم احياء مومياء السكك الحديدية والقطارات قاتلة الغلابة.