ملفات وتقارير

نشطاء: تشكيل قيادة موحدة لإدارة الانتفاضة ضرورة ملحة

المطالب المتنوعة للجبهات الفلسطينية، تحتاج من أجل تحقيقها لرؤية وطنية عامة كبرى- الأناضول
المطالب المتنوعة للجبهات الفلسطينية، تحتاج من أجل تحقيقها لرؤية وطنية عامة كبرى- الأناضول

شدد مختصون على أهمية الإسراع في تشكيل قيادة فلسطينية موحدة لقيادة انتفاضة الشعب الفلسطيني المشتعلة في الضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 الملتهب. 

ومنذ أيام تجري انتفاضة فلسطينية شعبية متصاعدة في مختلف المناطق المحتلة ضد الاحتلال الإسرائيلي، دفاعا عن مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورفضا لسياسات التهجير والتهويد والأسرلة الإسرائيلية، بالتزامن مع خوض فصائل المقاومة في غزة مواجهة عسكرية لصد عدوان الاحتلال والدفاع عن القدس المحتلة والمسجد الأقصى. 

شهداء وجرحى وعدوان  


وتسبب القصف الإسرائيلي المتصاعد والمستمر منذ 5 أيام، بدمار واسع في القطاع المحاصر والمنهك بفعل الحروب الإسرائيلية المتتالية وكذلك الحصار الخانق، وأدى العدوان الإسرائيلي إلى ارتقاء 139 شهيدا في غزة و11 من الشهداء في الضفة الغربية المحتلة. 

وبحسب إحصائية محدثة وصلت "عربي21"، من وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، فمن بين الشهداء 126 هناك 39 طفلا و22 سيدة؛ بينما بلغ إجمالي عدد الجرحى في الضفة الغربية والقدس وغزة أكثر من 1300 إصابة بجروح مختلة.  

وحول أهمية وإمكانية تشكيل قيادة أو مجلس فلسطيني لقيادة وإدارة انتفاضة فلسطين الشعبية ضد الاحتلال، قال رئيس الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني "حشد" الناشط الوطني صلاح عبد العاطي: "هناك أهمية لتشكيل قيادة جماعية موحدة لإدارة المقاومة الشعبية في كافة التجمعات الفلسطينية". 

وشدد في حديثه لـ"عربي21" على أهمية تشكيل مثل هذه القيادية، من أجل "تجاوز حالة التردد والتراجع والانتظار لدى القيادة الفلسطينية الرسمية (محمود عباس)، وأيضا من أجل تنسيق المواقف وضمان ووحدة الإرادة والفعل ووحدة المصير المشترك ما بين الفلسطينيين". 

ونبه عبد العاطي، إلى أن هذه القيادة الجماعية، يجب أن "تقوم بتعظيم الاشتباك الشعبي والدبلوماسي والقانوني والإعلامي مع الاحتلال الإسرائيلي لرفع كلفته وضمان أن تصبح الانتفاضة نهج حياة، لضمان حماية حقوق الشعب الفلسطيني وتوليد أوسع حركة تضامن دولي من نضال وحقوق شعبنا الفلسطيني". 


اقرأ أيضا: لأول مرة بتاريخ فلسطين.. انتفاضة من البحر للنهر وعلى الحدود


من جانبه، رأى الناشط المقدسي فخري أبو دياب، وهو عضو "لجنة الدفاع عن سلوان"، أن "تشكيل قيادة موحدة أو غرفة مشتركة من قبل الفصائل الفلسطينية لإدارة الحراك الشعبي في القدس والضفة، أمر إيجابي، واعتقد أنه واجب في هذه الحالة، خاصة أنه في الانتفاضات السابقة عندما كانت هناك قيادة موحدة، كانت الأمور تسير في اتجاه جيد، والكل يشترك ويعمل". 

ولفت في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "تشكيل مثل هذه القيادة، يمنع أي جهة ما من تجيير الانتفاضة نحو جانب معين أو حتى الالتفاف عليها، وذلك من أجل أن يتمكن شعبنا من قطف ثمار تلك الانتفاضة الوطنية الشعبية". 

قيادة موحدة وجبهات متعددة 


وأوضح أبو دياب، أن "غياب مثل هذه القيادة المشتركة، أدى لعدم استثمار نجاح الفلسطينيين في هبات سابقة؛ مثل هبة باب الأسباط، حيث أجبر شعبنا الاحتلال على تجميد مشاريعه التي تستهدف المسجد الأقصى"، محذرا من أن يؤدي عدم وجود قيادة موحدة لهذه الانتفاضة إلى حالة من "النزاع والفتنة الداخلية". 

وذكر أن "وجود مثل هذه القيادة الموحدة، أمر ملح جدا، وهذا ما يريده الشارع المقدسي وحتى الشارع الفلسطيني بشكل عام، لأن قيادة تستثمر هذه الانتفاضة مع العمل على الأرض، سوف تأتي بنتائج جيدة"، متسائلا: "من سيحافظ على إنجازات هذه الانتفاضة وتحقيق الأهداف الوطنية إذا لم تكن هناك قيادة موحدة؟". 

وشدد الناشط البارز، على أهمية الإسراع في تشكيل مثل هذه القيادة، "قبل أن نعود إلى المربع الأول وننتظر هبات شعبية أخرى"، لافتا إلى أن "القيادة الموحدة المشتركة التي تدير دفة الهبة بشكل جيد وترفض أي ضغوط عليها، هي التي يفترض بها أن تجمع الكل الفلسطيني وتعبر عن مطالبه العادلة". 

وفي رؤية أخرى، قال رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية التابع لجامعة القدس، أحمد رفيق عوض: "بكل تأكيد هذه الانتفاضة الشعبية بحاجة لقيادة موحدة، لكن من جهة أخرى علينا الانتباه أن لدينا على الأقل 3 جبهات داخلية؛ هناك جبهة الداخل، وهذه لديها مطالب وتحديات مختلفة وأيضا حلول مختلفة". 

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "هناك أيضا جبهة غزة النارية، والثالثة؛ جبهة القدس والضفة الغربية، وهي جبهة لها أهدافها ووسائلها، وهنا يتضح أن لكل جبهة أدواتها في النضال ضد الاحتلال ومطالبها، وهنا يجب الانتباه لهذه الفروق بسبب الموقع". 

ورأى عوض، أن "قيادة ميدانية موحدة من الممكن أن لا تنجح، ولكن يجب أن تكون هناك قيادة فلسطينية موحدة ومشتركة؛ معنوية، رمزية، روحية ومرجعية كبرى وليست ميدانية، لأن كل منطقة أدرى بشعابها، ولكننا كلنا كفلسطينيين متفقون على ضرورة العمل من أجل نيل الحقوق والحرية والكرامة والاستقلال". 

ونبه إلى أن "المطالب المتنوعة للجبهات الفلسطينية، تحتاج من أجل تحقيقها لرؤية وطنية عامة كبرى، مع وجود قيادة تنفيذية وتكتيكية". 


التعليقات (0)

خبر عاجل