صحافة دولية

NYT: التعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين أسطورة

انتفض الفلسطينيون من البحر إلى النهر لأول مرة منذ عقود ضد الاحتلال- جيتي
انتفض الفلسطينيون من البحر إلى النهر لأول مرة منذ عقود ضد الاحتلال- جيتي

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن مسألة التعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين، هي أسطورة لا يمكن أن تتحقق.

 

وذكرت الصحيفة في مقال للمحامية الكندية الفلسطينية، والمستشارة السابقة في منظمة التحرير الفلسطينية، ديانا بوتو: "قبل أسبوعين، كنت في منزل عائلتي في حيفا، رأيت مجموعات من الشبان يرفعون الأعلام الإسرائيلية ويتظاهرون وهم يهتفون: ’يعيش شعب إسرائيل‘ و ’الموت للعرب‘! وشاهدت أنا وأبي على شاشات التلفزيون مباشرة حشدا من الرجال اليهود في بلدة مختلطة أخرى، اللد، يسألون رجلا عن ما إذا كان عربيا، ثم أخرجوه من سيارته وضربوه".

 

وذكرت أن هذه الاعتداءات تقابل من الفلسطينيين بالغضب، وإحراق إطارات، وإحراق كنيس يهودي.

 

وأضافت: "حيفا، التي يتكون سكانها من 85% من اليهود و 15% من الفلسطينيين، تم تقديمها منذ فترة طويلة إلى جانب اللد والمدن المختلطة الأخرى في إسرائيل كنموذج للتعايش. ولهذا السبب، طُرح السؤال مرارا في الأسابيع القليلة الماضية: كيف يمكن لهذه المدن أن تتحول فجأة إلى مواقع لعنف الغوغاء؟".


والحقيقة بحسب بوتو هي أن "المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل والأغلبية اليهودية في البلاد لم يتعايشوا قط. نحن الفلسطينيين الذين نعيش في إسرائيل نعيش بمستوى أدنى، ونعيش في ظل نظام من التمييز والعنصرية مع قوانين تكرس مكانتنا من الدرجة الثانية ومع سياسات تضمن أننا لسنا سواسية أبدا".


وأضافت: "هذا ليس عن طريق الصدفة ولكن عن طريق التصميم. العنف ضد الفلسطينيين في إسرائيل، بدعم من دولة إسرائيل، والذي شهدناه في الأسابيع القليلة الماضية كان متوقعا".

 

وتقول بوتو إن والد بوتو تهجر في 1948 من قرية المجيدل قضاء الناصرة، إلى مدينة الناصرة نفسها، وهو ما يجعل قانون "أملاك الغائبين الإسرائيلي" ينطبق عليه، وبالتالي فإن السطو على ممتلكاته أمر وارد في أي وقت.


وتتابع: "في إسرائيل، يتم إنكار أو رفض النكبة بشكل روتيني، ويحظر تمويل الدولة للمنظمات التي تحيي ذكراها. في المدرسة، تعلمنا كتب التاريخ عن ارتباط اليهود بأرضنا، لكنها تسكت عن النكبة، فنبدو كأننا متطفلين في وطننا".


بحسب بوتو فإنه "عندما انتهى الحكم العسكري في عام 1966، روج الاحتلال لأسطورة أن المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل أصبحوا الآن مواطنين كاملين، مشيرة إلى أنه يمكننا التصويت لأعضاء الكنيست وأن لدينا ممثلين هناك أيضا".

 

وتعلق بوتو: "لكن منذ إنشائها، سنت إسرائيل أكثر من 60 قانونا لترسيخ مكانتنا من الدرجة الثانية. يسمح أحد القوانين لليهود الإسرائيليين في العديد من البلدات بحرماني أنا وفلسطينيين آخرين من الحق في العيش معهم لأننا لسنا ’مناسبين اجتماعيا‘".


وتؤيد المحاكم بشكل روتيني مثل هذه القوانين التمييزية ويوقف المشرعون عاما بعد عام محاولات تمرير تشريع يكرس المساواة بين الفلسطينيين واليهود.

 

هذه العنصرية أدت بشكل مباشر إلى ارتفاع معدل البطالة بين الشبان الفلسطينيين في مناطق الاحتلال إلى نحو 25 بالمئة، بحسب بوتو.

 

وتقول إن قلة من الأحزاب الإسرائيلية تتقبل وجود الفلسطينيين، فبالإضافة إلى الأحزاب المتطرفة نجد أن زعيم حزب "يش عتيد" يائير لابيد، الذي يصنف بأنه من المعتدلين، قال صراحة إنه يرغب في طرد كافة الفلسطينيين.

 

ونوهت بوتو إلى التحالف الذي عقده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مع حزب "عتسما يهوديت" المتطرف، والذي يقول مسؤوله إيتمار بن غفير، إن قدوته وملهمه هو باروخ غولدشتاين، ألذي ارتكب مجزرة في الحرم الإبراهيمي بالخليل وقتل 29 مصليا في 1994.

 

ونقلت بوتو عن استطلاع رأي، أنه حتى جيل الشباب اليهود يرفض تقبل الفلسطينيين.

 

وتقول إنه "لا يقتصر هذا التحيز والعنصرية والعنف الموجه ضد الفلسطينيين على الهامش في المجتمع - فقد أصبح سائدا. في شهر أيار/ مايو وحده، سمحت حكومة نتنياهو بمسيرات قام بها متطرفون يهود عنيفون عبر الأحياء الفلسطينية في القدس وفي المسجد الأقصى. تم منح ضباط الشرطة الإسرائيلية والمواطنين اليهود حصانة فعلية لمهاجمة الفلسطينيين".


وتعلق بوتو: "في الواقع، إن مجرد وجودنا يزعج النخب الحاكمة في إسرائيل، التي تصر على الحفاظ على يهودية الدولة. أبي، البالغ من العمر 82 عاما، ما زال ينتظر اليوم الذي لا يضطر فيه إلى العيش في خوف من طردنا من وطننا. أن تكون فلسطينيا في إسرائيل هو أن تنتظر اليوم الذي ستقرر فيه إسرائيل التخلص منك إلى الأبد".


وتعلق: "كيف أشرح لابني البالغ من العمر 7 سنوات ماذا يعني أن تكون مواطنا فلسطينيا في إسرائيل؟ إلى أي مستقبل يمكن أن يتطلع إليه عندما يحرض قادة الحكومة على الكراهية ضده؟ أي أمل جريء يمكن أن يكون لديه عندما يواجه العنصرية والتمييز في التعليم والتوظيف والسكن؟".


وتستدرك "في الوقت الحالي، أحاول حمايته من الصور التي تظهر على التلفزيون وعلى هواتفنا، لكن سيأتي قريبا وقت لا أستطيع فيه حمايته من حقيقة أنه محاط بأشخاص يعتبرونه مواطنا من الدرجة الثانية".

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)


التعليقات (0)