صحافة دولية

الغارديان: خامنئي تلاعب بانتخابات إيران لتحقيق حلمه

خامنئي أفتى بوجوب الانتخابات وحرمة التصويت بورقة بيضاء- وكالة "إرنا"
خامنئي أفتى بوجوب الانتخابات وحرمة التصويت بورقة بيضاء- وكالة "إرنا"

قالت صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها، إن المرشد الإيراني، علي خامنئي تلاعب في العملية الانتخابية التي قد تضمن فوز رئيس القضاء إبراهيم رئيسي، في انتخابات الجمعة المقبل، من أجل تحقيق حلمه في بناء "المجتمع الإسلامي الخالي من الشوائب العلمانية والغربية".

 

وأضافت أن فوز المتشددين في إيران بالانتخابات، يعني أن الإيرانيين لن يكونوا وحدهم من سيعانون، بل إن الفوز سيترك أثره العميق على السلام العالمي. 


وأضافت أن الناخب الإيراني المحاصر لا يملك أي خيار في الانتخابات الرئاسية يوم الجمعة. فقد قام المرشد خامنئي، المحافظ المعادي بشدة للغرب، بالتلاعب في المنافسة الانتخابية، والتأكد من فوز شخصية مماثلة له، إبراهيم رئيسي، رئيس القضاء.

 

وتعتقد الصحيفة أن "النتائج المحددة سلفا ستترك أثرها على إيران والمجتمع الدولي. وقد تترك أثرها المثير للقلق على المحادثات الجارية في فيينا للحد من جهود إيران النووية، وعلى العلاقات السلمية بين إسرائيل والسعودية والغرب، وكذلك الحروب الجارية في اليمن وسوريا، وعلى التوازن الجيوسياسي، وبشكل أهم على المواطنين الإيرانيين".

 

اقرأ أيضا: خامنئي يصدر فتوى حول التصويت بورقة بيضاء في الانتخابات

 

وتعلق الصحيفة بأن "الإيرانيين لم يستفيدوا أبدا من الأصوليين الذين اختطفوا الثورة الإسلامية في 1979. فهذا البلد غير العادي، الغني بالمواهب البشرية والثقافة والتاريخ والمصادر، أسيئت إدارته بطريقة تدعو للأسف". 

 

وقالت: "منذ آخر انتخابات رئاسية في 2017، مضت الأمور من سيئ إلى أسوأ، وهذا بسبب عقم وفساد القيادة والحقد الأمريكي.


فقد قوض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جهود الرئيس المعتدل حسن روحاني لتحسين علاقات بلاده مع الغرب، عندما قرر ترامب في 2018 الخروج من الاتفاقية النووية، وفرض إجراءات عقابية على طهران أدت لتقوية المتشددين الذين يسيطرون على عدد من الوزارات المهمة والحرس الثوري.

 

وقوبلت الاحتجاحات على المشاكل الاقتصادية المستمرة بعمليات قمع قاتلة ضد المحتجين وناشطي المجتمع المدني، وبالذات في 2019. وزادت عمليات الإعدام والسجن للمعارضين السياسيين وزيادة المشاعر المعادية للغرب، وبخاصة حملة الجنسية المزدوجة والتي تمثلت بمعاملة رئيسي للإيرانية-البريطانية نازنين زغاري-راتكليف. 


وأثر كل هذا على المشاركة الديمقراطية، وبالتحديد بين الشباب الإيراني الذي يتطلع لتغييرات إيجابية. ويتوقع ألا تزيد نسبة المشاركة في التصويت على نسبة الـ40%، حيث دعت منصات التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة الانتخابات.

 

وانتشر هاشتاغ "لن أصوت أبدا". ومع أن المشاركة المتدنية في العملية الانتخابية قد تؤثر على مصداقية النظام فإن النوم لن يطير من عيون المتشددين.


وتعلق الصحيفة بأن خامنئي، ذا الـ82 عاما الذي يتولى منصب المرشد منذ عام 1989 يقترب عبر تلاعبه بالانتخابات من تحقيق "المجتمع الإسلامي" الملتزم دينيا وأيديولوجيا والخالي من الملوثات العلمانية والغربية.

 

وقالت: "يهدف من كل هذا لتقديم إيران كمثال للدول ذات الغالبية المسلمة. ويتحدث مساعدوه عن الحاجة لتطهير الثورة".

 

وتحذر الصحيفة من أن "أحلام الرجل العجوز متطرفة، فلو فاز تلميذه رئيسي فمن المتوقع أن يملأ الحكومة بأنصاره من الحرس الثوري والباسيج. ولن يكون هناك أمل في بداية جديدة مع أوروبا والسعودية بعد بدايات مشجعة في الاتصالات الأخيرة. وبدلا من ذلك فستتوجه إيران وجهة كل من الصين وروسيا".

 

اقرأ أيضا: من هو "رئيسي".. وهل تحرمه "مفاجأة" من رئاسة إيران؟

وقالت: "ستطال مخاطر فوز رئيسي، المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران في فيينا والرامية لإحياء الاتفاقية النووية. وعرضت الولايات المتحدة على إيران رفعا جزئيا للعقوبات مقابل العودة والالتزام ببنود اتفاقية 2015، إلا أن نجاحا في اللحظة الأخيرة لروحاني لن يفرح المعسكر المتشدد في إيران، بالطريقة ذاتها التي لن يفرح فيها الصقور في إسرائيل الذين سيعبرون عن سعادتهم بانهيار المحادثات".

 

وترى الصحيفة أن خروج رئيس الوزراء الإسرائيلي من السلطة لن يغير من التوتر، فأي حكومة في إسرائيل ستظل ملتزمة بحرب الظل والتي ظهرت آثارها في الهجمات على مفاعل نطنز النووي. ولو خرج الجناح المتشدد منتصرا يوم الجمعة فإن من المتوقع مواصلته الضغط على إسرائيل عبر الجماعات الوكيلة في سوريا ولبنان وغزة.

 

وقالت: "تشير الهجمات الصاروخية للجماعات الشيعية ضد القوات الأمريكية إلى منطقة تصعيد أخرى. وربما كانت هذه المخاوف مبالغا فيها، إلا أن المهزلة الأخيرة كشفت عن حقيقة غير مريحة: فرغم كل العداء الموجه لها من الخارج إلا أن إيران تظل أسوأ عدو لنفسها".

التعليقات (0)