سياسة عربية

"اتحاد الشغل" بتونس يسحب مبادرة الحوار من سعيّد.. ويتراجع

قبل سعيد، الثلاثاء، بمبادرة أطلقها الاتحاد، لإخراج البلاد من أزمتها السياسية، لكن تصريحاته عقب ذلك أثارت غضبا واسعا- جيتي
قبل سعيد، الثلاثاء، بمبادرة أطلقها الاتحاد، لإخراج البلاد من أزمتها السياسية، لكن تصريحاته عقب ذلك أثارت غضبا واسعا- جيتي

تراجع الاتحاد العام التونسي للشغل (منظمة عمالية نقابية)، عن قراره، في وقت سابق الخميس، سحب مبادرة الحوار الوطني من رئيس الجمهورية قيس سعيد.

 

وقبل سعيد، الثلاثاء، بمبادرة أطلقها الاتحاد، لإخراج البلاد من أزمتها السياسية، لكن تصريحاته عقب ذلك أثارت غضبا واسعا.


واتهم الأمين العام المساعد للاتحاد، كمال سعد، في تصريح إعلامي، الخميس، الرئيس بالتراجع عن مواقفه السابقة و"التردد" ووضع شروط مسبقة، مؤكدا سحب المبادرة منه.


واستنكر كمال سعد تصريحا للرئيس، وصف فيه حوار 2013 بغير الوطني، واعتبر المسؤول النقابي أن ذلك الحوار جنب البلاد "حمام دم".


وبدوره هاجم أمين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي تصريح سعيد الذي اعتبر فيه أن الحوار الوطني سنة 2013 لم يكن وطنيا وتم بتدخل من دول خارجية.

 

وعلق الطبوبي قائلا: "أقول للرئيس أخطأت المرمى هذه المرة والمنظمات وطنية غصبا عن كل إنسان، لا ننتظر شهادة من رئيس الجمهورية ولا غيره".

 

وتابع الطبوبي مستنكرا تصريحات سعيد: "من لا يحترمنا لا نحترمه مهما كان موقعه".

وشدد الطبوبي على أنه ليس وسيطا بين سعيد ورئيس الوزراء هشام المشيشي، مؤكدا أن الاتحاد "شريك فعلي ورئيسي".

اقرأ أيضا: سعيّد يقبل بالحوار ويدعو لخفض منسوب التوتر في البلاد

 

 

وفي وقت لاحق الخميس، قال الطبوبي إن الاتحاد لم يسحب مبادرة الحوار من سعيد، "ولكن على الرئيس تجميع التونسيين في ظل الخلاف والأزمة الحاصلة".


وأفاد الطبوبي، في تصريح إعلامي إثر انعقاد الهيئة الإدارية للاتحاد: "على الرئيس لعب دوره وإن كان له مشروع آخر لم يظهره عليه تقديمه حتى نتفاعل معه، على كل طرف تحمل المسؤولية".


وكان الرئيس قيس سعيد قد أعلن الثلاثاء قبوله بحوار وطني يكون مختلفا عما سبق، معربا عن رفضه مشاركة المتهمين بـ"الفساد".

 

وتقدم اتحاد الشغل في وقت سابق بمبادرة حوار وطني، لإخراج البلاد من أزمة مستمرة منذ أشهر.


ويعتبر الرئيس سعيد طرفا أساسيا في الأزمة نظرا لرفضه استقبال الوزراء الجدد لأداء اليمين والمصادقة على قانون المحكمة الدستورية وخلافه العميق مع رئيس الحكومة ورئيس البرلمان.

 

وفي حديث لـ"عربي21"،قال الأمين العام للحزب الجمهوري، عصام الشابي: "أعتقد أن الرئيس تأخر كثيرا في التفاعل الإيجابي مع مبادرة الاتحاد لتنظيم حوار، الرئيس لا يملك في ثقافته الحوار، أطلق خطابا ناريا عندما قال إن حوار 2013 غير وطني فنسف كل شيء".


واعتبر الشابي أن الرئيس يريد أن يخضع الجميع لرغباته حتى الخارجة عن الأطر الدستورية، وأن اتحاد الشغل "نفد صبره ولم يقبل البقاء في وضعية الانتظار وتحت تردد الرئيس".


واعتبر الشابي أن الرئيس لم يترك له حليفا في البلاد، معربا عن أمله بأن يبادر الاتحاد بحوار على غرار 2013 للخروج من الأزمة.

 

من جهته قال السياسي عن التيار الديمقراطي رضا الزغمي لـ"عربي21" إن "الاتحاد دعا الرئيس للحوار منذ أكثر من ستة أشهر، واستجابة الرئيس ربما تكون محتشمة وأيضا مشروطة من حيث مشاركة الأطراف التي يعتبرها متهمة بالفساد".


وأوضح النائب الزغمي: "في كل مرة الرئيس يبدي استعدادا أوليا للقيام بالحوار ولكن دون الشروع فيه عمليا باعتبار فرضه للشروط فتعطل الحوار".


واعتبر الزغمي أن الرئيس ربما أخطأ التوصيف عندما قال إن حوار 2013  لم يكن وطنيا.

 

وأضاف: "صحيح أن ذلك الحوار تشوبه نقائص ولكنه أنقذ تونس من أزمة خانقة كانت بالإمكان أن تؤدي إلى حرب أهلية".


من جهته قال النائب عن "حركة النهضة"، محمد القوماني، في تصريح لـ"عربي21" إن "الاتحاد اضطر إلى سحب المبادرة بعد وعود وتلكأ وتراجعات منذ أكثر منذ ستة أشهر من قبل الرئيس، وأخيرا توصيف قيس سعيد لحوار حصل به الاتحاد على جائزة نوبل للسلام بأنه لم يكن وطنيا".


وتابع قائلا "الرئيس يريد حوارا على مقاسه، من حق الاتحاد سحب المبادرة ولكن لا يجب أن تتوقف المساعي والاشتغال على الحوار مع الحكومة والأحزاب والمنظمات فإشراف قرطاج على الحوار ليس شرطا".


واعتبر القوماني أن الرئيس وضع نفسه في حرج وعزلة سياسية، وبأنه يعطل الدولة ويشن هجوما مستمرا على الحكومة والبرلمان "وبالتالي هو يعزل نفسه داخليا وخارجيا".

 

التعليقات (0)