ملفات وتقارير

ما تأثيرات الانقلاب بتونس على المشهد العام في ليبيا؟

علم ليبيا- الأناضول
علم ليبيا- الأناضول

لاتزال ردود الفعل تتوالى على ما قام به الرئيس التونسي، قيس سعيد، من إجراءات وقرارات وصفت بالانقلاب، وسط تساؤلات عن تأثير ذلك على المشهد العام في ليبيا، وإمكانية تكرار نفس السيناريو.


وأكد نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي، موسى الكوني، أن "بلاده تراقب بقلق شديد الأوضاع في تونس، وأن المجلس يدعو جميع الأطراف إلى الاحتكام للغة الحوار، وحل الخلافات عبر التواصل، مشيرا إلى أن "ما حدث هناك يمثل أهمية كبرى لليبيا؛ لكون تونس مثالا وتجربة مهمة للديمقراطية في المنطقة"، وفق تصريح له. 


"صمت حكومي ومباركة حفتر" 


وحتى كتابة التقرير، لم يصدر أي موقف رسمي من قبل حكومة الوحدة الليبية تجاه ما حدث في تونس، وتواصلت "عربي21" من المتحدث باسم الحكومة، لكنها لم تتلق أي رد أو تعليق على الأمر.

 

اقرأ أيضا: قرارات جديدة لسعيد.. منع التظاهر وتعطيل عمل الإدارات العامة

في المقابل، بارك اللواء الليبي، خليفة حفتر، ما حدث في تونس، مثمنا ما قام به الرئيس التونسـي من قرارات، معتبرا إياها جاءت استجابة لإرادة الشعب، مضيفا: "نتطلع إلى انطلاق تونس نحو تحقيق أماني شعبها في مستقبل زاهر، بعد قضائهم على أهم عثرة في طريق تطورها"، وفق زعمه. 


والسؤال: هل تؤثر أحداث تونس على المشهد في ليبيا؟ وما طبيعة هذا التأثير وتداعياته؟ 


"ليبيا تختلف" 


من جانبه، أكد عضو البرلمان الليبي، جبريل أوحيدة، أن "الوضع في تونس يختلف تماما عنه في ليبيا، كون مؤسسات الدولة في تونس متماسكة، والرئيس منتخب، وهناك دستور معتمد يخوله التدخل في الوقت المناسب لحسم أي صراع أو خطر داخلي، والسيطرة على الموقف، في دولة مدنية تحتكر فيها الدولة السلاح، ومؤسساتها الأمنية والعسكرية تخضع لرأس هرم الدولة، وكل هذا منعدم في ليبيا".


وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أنه "نظرا لطبيعة الوضع في ليبيا، وانتشار السلاح، واتساع رقعة البلاد، فلن تستطيع السلطة التنفيذية المعينة بإرادة دولية القيام بما قام به "قيس سعيد"، أما مباركة حفتر لما حدث، فهو يتناغم مع فرحة وتمنيات كثير من الليبيين بإنهاء هيمنة الإخوان على العاصمة ومؤسسات الدولة"، وفق رأيه. 


"تداعيات أمنية وسياسية" 


في حين أكدت عضوة هيئة صياغة الدستور الليبي، نادية عمران، أن "ما حدث في تونس سيكون له تداعيات أمنية وسياسية واقتصادية على المشهد الليبي، أما صمت الحكومة الليبية حتى الآن، فأعتقد أنه يأتي في إطار الانتظار، وتقدير الوضع التونسي، واستيضاح الرؤية هناك، كون إرهاصات قرارات الرئيس التونسي لم تتبلور بعد، وسيتبعها بقرارات أخرى تجعل من الحكمة التأني الآن".

 

اقرأ أيضا: أحزاب وكتل برلمانية وازنة ترفض انقلاب سعيّد وتطالبه بالتراجع

وأضافت في تصريح لـ"عربي21": "نعم هناك مقارنة لمطالبات المجلس الرئاسي السابق بتجميد مجلس النواب؛ لأن أساسها أداء البرلمان السيئ في كلا البلدين، وإن كان يبدو أن هناك من يغذي هذه الأحداث محليا ودوليا، ومن المتوقع جدا إذا استمر أداء البرلمان على نفس الوتيرة، خاصة في ظل عدم انفراج أزمة انتخابات 24 ديسمبر، فسيكون له تداعيات أكبر"، وفق تقديراتها.


"نفس المعاناة والأحداث"


الناشطة التونسية والمختصة في التواصل السياسي، كوثر الدعاسي، رأت أنه "من الطبيعي والمنتظر أن يؤثر ما قام به الرئيس التونسي على الأوضاع السياسية في ليبيا، خاصة أن الشعب الليبي يعيش تقريبا نفس معاناة تونس من إيقاف الميزانية، والمشكلات الاجتماعية، وتدهور الأوضاع في ليبيا".


وتابعت: "تعالت بعض الأصوات في ليبيا، منادية بتكرار التجربة، لكن الاختلاف بين تونس وليبيا يتركز في وضعية الجيش والشرطة؛ ففي تونس مؤسستان صامدتان وموحدتان، عكس ليبيا، كما أن قيس سعيد رئيس منتخب بأغلبية من الشعب، ما يجعل المقارنة وتكرار التجربة صعب، حتى وإن طالب بها البعض"، كما قالت. 


وأشارت خلال تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "الجميع، سواء في ليبيا أو غيرها، ينتظرون مآل الأحداث في تونس، التي تنتظر هي أيضا مآلات إجراءات الرئيس، لذا فالساعات القادمة ستكون فاصلة ومؤثرة، خاصة في الدول ذات الجوار والعلاقة مع تونس ومنها ليبيا"، بحسب رؤيتها. 

التعليقات (0)