ملفات وتقارير

ظهور سيف القذافي يؤرق حفتر وقد يدفعه لمقاربات جديدة

ليس من المستبعد أن تؤدي عودة القذافي للمعترك السياسي إلى تشكل تحالفات جديدة وغير متجانسة بين أعداء الأمس- نيويورك تايمز
ليس من المستبعد أن تؤدي عودة القذافي للمعترك السياسي إلى تشكل تحالفات جديدة وغير متجانسة بين أعداء الأمس- نيويورك تايمز

ظهور سيف الإسلام القذافي "حرا" كان مفاجئا، حيث ثارت شائعات بشأن وفاته، فزعمت صحيفة "العنوان"، المقربة من حفتر، أنه توفي بمرض السل في سجنه، قبل إعلان إطلاق سراحه بأيام.

ورمى ظهور سيف حجرا كبيرا في مياه ليبيا المتلاطمة أصلا، والمتضرر الأكبر من عودته لا شك أنه حفتر، الذي تحالف منذ نهاية 2014 مع قادة الكتائب الأمنية التابعة لنظام القذافي، واستوعب عناصرهم في صفوف مليشياته، بتوجيهات من السلطات الأمنية في مصر، بحسب العقيد عبد الباسط تيكة، القيادي في جهاز مكافحة الإرهاب بطرابلس.

وسيف الإسلام نفسه، زعم أن 80 بالمئة من المقاتلين في صفوف مليشيات حفتر من أنصاره، في تصريح نقله عنه الناشطان الروسيان اللذين اعتقلا بسببه في 2019.

وعودة الرجل قد تُحدث شرخا في صفوف مليشيات حفتر، خاصة إذا قرر استعادة السلطة بالقوة بدعم روسي، أما إن تمكن من دخول الانتخابات، فسيمثل أبرز منافس لحفتر لحد الآن على الرئاسة.

وتجدر الإشارة إلى أن أنصار القذافي يتبوؤون مناصب حساسة في صفوف مليشيات حفتر، أبرزهم اللواء المبروك سحبان، قائد القوات البرية (من قبيلة المقارحة)، والرائد عمر امراجع، قائد كتيبة طارق بن زياد (من المقارحة)، واللواء عبد السلام الحاسي، قائد القوات الخاصة.

وقبلهم محمد بن نائل، قائد اللواء 12، الذي سيطر على قاعدة براك الشاطئ الجوية (جنوبا) في 2016، وانضم إلى حفتر، وبفضله تمكن الأخير من دخول قاعدتي تمنهنت (جنوبا) والجفرة الجويتين (وسط)، قبل أن يتوفى في ظروف غامضة.

بينما تم التخلص من مسعود الضاوي، أحد القادة الموالين للقذافي في منطقة ورشفانة المحاذية للعاصمة، على يد مليشيات حفتر في 2019، إبان العدوان على طرابلس.

ورغم أن حفتر وصف ذات مرة سيف الإسلام القذافي بـ"المسكين"، إلا أنه حاول قتله أكثر من مرة، بحسب أنصار القذافي، بل وبحسب شهادة إبراهيم المدني، قائد اللواء محمد المدني بالزنتان، الذي أكد أن قادة تابعين لحفتر طلبوا منه قتل سيف الإسلام.

وهذا يعكس قلق حفتر من الخطورة التي يشكلها سيف الإسلام القذافي على طموحه للاستيلاء على السلطة، خاصة أنه كان عدوا لوالده منذ سقوطه أسيرا في حرب تشاد عام 1987 إلى غاية مقتله في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2011.

وإن كان حفتر يحاول ضبط أنصار القذافي في صفوف مليشياته عبر الأجور والمرتبات، وأيضا عبر القمع والتصفيات الجسدية، إلا أن الدعم الروسي المحتمل لسيف الإسلام أكثر ما يؤرقه.

 

اقرأ أيضا: ما تداعيات ظهور سيف الإسلام على الانتخابات المرتقبة؟

فروسيا متواجدة عسكريا في ليبيا عبر شركة "فاغنر"، وتقارير إخبارية تحدثت مؤخرا عن تواجد قوات روسية نظامية أيضا.

وهذا الثقل العسكري الروسي، وإن كان في الظاهر لصالح حفتر، إلا أن موسكو قد تختار القذافي في النهاية إذا خيرت بينه وبين حفتر.

ويفسر ذلك تأكيد حفتر في الفترة الأخيرة على ضرورة رحيل جميع المرتزقة الأجانب من ليبيا "دون استثناء".

وموافقة حفتر على فتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب، الجمعة، بعد عرقلته مرارا لمحاولات فتحه، يعكس بداية تغير في استراتيجيته نحو التقارب النسبي مع حكومة الوحدة.

فليس من المستبعد أن تؤدي عودة القذافي للمعترك السياسي إلى تشكل تحالفات جديدة وغير متجانسة بين أعداء الأمس في إطار سياسة "عدو عدوي صديقي".

لكن منذ 2011 خسر أنصار القذافي معظم المعارك العسكرية التي خاضوها ضد كتائب الغرب الليبي أو حفتر، فهل سيتمكن سيف الإسلام من تجميع شتاتهم؟ أم سيزيد البلاد انقساما؟

التعليقات (1)
ناقد لا حاقد
الإثنين، 02-08-2021 06:53 م
سيف القذافي و حفتر انتهو سياسيا و عسكريا هي قضية وقت .....