حقوق وحريات

الغارديان: هل اخترقت دبي هاتف ناشط بريطاني ببرنامج بيغاسوس؟

Composite: Guardian/i-Images
Composite: Guardian/i-Images

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا أعده دان صباغ، محرر الشؤون الدفاعية والأمنية، قال فيه إن الناشط الحقوقي ديفيد هيغ هو أول ضحية بريطانية يثبت أن هاتفه اخترق عبر برنامج بيغاسوس، وهو هجوم يعتقد أن دبي أمرت به لعلاقته بالأميرة، البالغة من العمر 35 عاما، وحملة "حرروا لطيفة التي كان جزءا منها.

وفي وقت اختراق هاتفه، كان هيغ يساعد الفريق القانوني للأميرة هيا، زوجة الشيخ، التي دخلت معه في معركة قانونية في المحاكم الإنكليزية بشأن حضانة ولديها، وناقش فريق هيا القانوني أن طريقة معاملة الشيخ محمد لابنته لطيفة تجعله غير صالح لحضانة ولديه، ولا تزال القضية متواصلة في محكمة العائلة. وقال هيغ (43 عاما) إنه شعر بـ"الرعب" لفكرة استهداف هاتفه، والذي جاء بعد أيام من توقف مفاجئ لاتصاله السري عبر هاتف ذكي مع الشيخة لطيفة لمدة عام ونصف.

وقال إن هاتفه احتوى على عشرات الرسائل ولقطات فيديو من لطيفة، التي حصلت على هاتف وسجلت اللقطات في حمام الغرفة، حيث كان باستطاعتها إغلاق الباب، وتم نشر بعض الأفلام لاحقا من حملة "حرروا لطيفة" في برنامج بانوراما ببي بي سي في شباط/ فبراير، بما في ذلك الفيلم الذي قالت فيه: "الشرطة تهدد ببقائي في السجن مدى الحياة، ولن أرى الشمس أبدا".

 

اقرأ أيضا: إندبندنت: مأساة الشيخة لطيفة كشفت محنة أميرات أخريات

وقال هيغ إنه يعتقد أن الهجوم يصل إلى "تحرش مدعوم من الدولة"، ودعا الحكومة البريطانية للتحقيق في "كل استخدام برنامج بيغاسوس على التراب البريطاني"، وقدم الناشط بلاغا إلى شرطة ديفون وكورونيل، حيث يعيش، وبدأت الشرطة بالتحقيق، ولم ترد دبي للتعليق على استخدام جهاز هيغ.

لكن الإمارات العربية المتحدة، ودبي جزء منها، قالت الأسبوع الماضي إن مزاعم استخدامها بيغاسوس للقرصنة الإلكترونية غير صحيحة. وفي بيان لوزارة الخارجية قالت: "الاتهامات التي وردت في تقارير صحافية تزعم أن الإمارات هي واحدة من دول متهمة بالرقابة المزعومة التي تستهدف صحافيين وأفرادا لا أساس من الصحة، وهي غير صحيحة بالمطلق".

ويقوم برنامج بيغاسوس، الذي طورته شركة "أن أس أو" الإسرائيلية، باختراق الهواتف الذكية، وتحويل الهاتف إلى جهاز تجسس على صاحبه، يسرق رسائله ومكالماته وصوره وكل اتصالاته، وتؤكد الشركة أنها "شركة تكنولوجية"، ولا تشغل البرنامج، وليس لديها منفذ على البيانات التي يجمعها زبائنها من الحكومات الأخرى، وتصر أن بيعه يتم بناء على معايير دقيقة ومحددة باستخدامه في محاربة الجريمة ومكافحة الإرهاب.

 وكشف عن قائمة مكونة من 50 ألف اسم حول العالم، تشمل سياسيين ورؤساء وزراء وصحافيين وناشطين حقوقيين ومعارضين لدولهم تم اختيارهم منذ 2016 كأهداف للرقابة أو أهدافا محتملة للرقابة. وقامت منظمة "فوربدن ستوريز" الإخبارية غير الربحية في باريس بالحصول على الأرقام مع منظمة أمنستي إنترناشونال، التي قامت بتحليل عدد من الهواتف "سيكورتي لاب"، وشاركت نتائجها مع "الغارديان" وعدد آخر من الصحف العالمية، فيما أصبح تحالف "مشروع بيغاسوس"، واعتقد التحالف أن الأرقام اختيرت من قبل الحكومات من أجل مراقبتها أو احتمال رقابتها.

 وحددت عشر دول استخدمت بيغاسوس لهذا الغرض، وضمت الإمارات العربية المتحدة والسعودية والبحرين والمغرب والمكسيك وأذربيجان والهند وعدد آخر، ولم يظهر رقم هاتف هيغ الذي استخدمه في آب/ أغسطس الماضي على القائمة، وتم ربط أكثر من 400 رقم في القائمة بدبي وأبو ظبي في الإمارات، لكنها تغطي الفترة ما بين 2017 – 2019، حيث تعرض هاتف هيغ للاختراق بعد عام من هذه الفترة، لكن هاتفا يعود للشيخة لطيفة وعدد من المقربين لها والفريق القانوني ظهرت على القائمة.

 ونفى الشيخ محمد "بشدة" أي اختيار للهواتف من أجل الرقابة، وأصبح هيغ ناشطا في حقوق الإنسان المتعلقة بالخليج، وبالتحديد الإمارات، بعد معركة قانونية مرة، وأدانته محكمة في دبي عام 2015 باختلاس حوالي 4 ملايين جنيه من جي أف أتش كابيتال للسندات الخاصة في الشرق الأوسط، التي كانت تملك نادي ليدز يونايتد لكرة القدم، وهي اتهامات ينفيها.

وقضى البريطاني حوالي عامين في سجن بدبي قبل الإدانة وبعدها، حيث قال إنه اغتصب وعذب مرارا وانتهك، وهي مزاعم قبلتها محكمة أسكتلندية في 2017. في العام الماضي، أمرت محكمة إنكليزية هيغ بدفع الأموال، لكنه أعلن إفلاسه، ومن المتوقع تبرئته هذا الأسبوع، ولم يتم تحديد الجهة التي أمرت باستهداف هاتف هيغ حسب تحليل أمنستي. وتوصل تحليل المنظمة إلى وجود أدلة تتعلق ببرنامج بيغاسوس، وإصابته الهاتف في 3 آب/أغسطس عبر أبل أي ماسنجر.

وكان هيغ وفريقه قد فقد الاتصال مع لطيفة قبل أسبوعين، واعتقدوا أن اتصالاتها وهاتفها قد اكتشفت، وقال هيغ: "كان اختراق هاتفي قد حصل بعدما فقدنا الاتصال مع الأميرة لطيفة، بعدما اتصلنا معها لمدة عام ونصف عبر هاتف ذكي قمنا بتهريبه إلى سجنها في دبي"، و"بالإضافة إلى هذا، فقد حدث في وقت كنت أحضر فيه لمقابلة ممثلين داعمين لعضو العائلة الحاكمة، لطيفة في لندن".

وحاولت لطيفة الفرار في آذار/ مارس 2018، قبل أن يقوم فريق كوماندوس باعتراض القارب الذي كانت عليه، وإعادتها إلى الإمارة. ومضت أربعة أشهر دون معرفة ما حدث لها، حيث بدأت تظهر أشرطة فيديو مسربة من "السجن الفيلا". ومنذ أيار/ مايو بدأت الشيخة لطيفة تتمتع بقدر من الحرية، ونشرت صور لها على إنستغرام مع صديقاتها في مراكز تسوق دبي ومطار مدريد.


التعليقات (0)