ملفات وتقارير

تعاون مصر الأمني مع الاحتلال يخنق الفلسطينيين على معبر رفح

مصر ترجع عددا كبيرا من الفلسطينيين على معبر رفح لأسباب أمنية- جيتي
مصر ترجع عددا كبيرا من الفلسطينيين على معبر رفح لأسباب أمنية- جيتي

تواصل السلطات المصرية التي تدير معبر رفح البري مع قطاع غزة المحاصر منذ 15 عاما، سياستها بإرجاع العديد من المسافرين من سكان القطاع دون إبداء أي سبب لذلك، رغم حاجتهم الإنسانية الكبيرة لذلك. 
 
سؤال حير الكثيرين 

ومن بين الحالات التي وصلت تفاصيلها إلى "عربي21"، المواطن الفلسطيني "ش"، الذي تستمر معاناته منذ سنوات عدة، بسبب عدم سماح السلطات المصرية له بالسفر عبر معبر رفح البري لتلقي العلاج، وإرجاعه أكثر من مرة. 
  
"ش" ومثله الكثير جدا من سكان القطاع، يحتاج منذ سنوات للسفر للبحث عن علاج مناسب لمشكلة صحية تسببت له بمعاناة كبيرة في حياته الأسرية، عجز الأطباء في غزة عن حلها، وهو يعلق آمالا كبيرة على حل مشكلته الصحية عبر العلاج في أحد المستشفيات الخارجية المختصة، لكن دون حل في الأفق. 
 
وتشير المعلومات التي حصلت عليها "عربي21" من مصادر مطلعة، إلى وجود "تعاون أمني وثيق" بين السلطات المصرية التي تشرف على عمل معبر رفح البري وبين أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي، التي يرجح أنها زودت القاهرة بقائمة أسماء فلسطينيين لا يسمح لهم بالسفر بـ"تعليمات إسرائيلية"، رغم أن المعبر يقع فعليا تحت إدارة مصرية كاملة.
 
ويكاد لا يمر يوم عمل لمعبر رفح البري، إلا بوجود العديد من المسافرين المرجعين من قبل الجانب المصري على معبر رفح، دون إبداء أي أسباب لذلك.

 

اقرأ أيضا: محللون: إغلاق معبر رفح رسالة احتجاج مصرية موجهة لحماس
  
وكعينة من أجل الدلالة على ما سبق، نشرت الهيئة العامة للمعابر والحدود التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة إحصائية لها وصلت "عربي21"، أوضحت فيها، أنه خلال عمل المعبر في الفترة ما بين 19- 23 أيلول/سبتمبر 2021، "غادر القطاع 2647 مسافرا، ووصل 1285 عائدا، في حين أرجعت السلطات المصرية 111 مسافرا". 
 
وعن حقيقة وجود قائمة إسرائيلية بأسماء من لا يسمح لهم بالسفر عبر معبر رفح من قبل مصر، قال مصدر مطلع لـ"عربي21": "هذا غير مؤكد، لكننا لا نستبعد ذلك"، منوها إلى أن "أي أشياء لا يسمح الاحتلال بدخولها عبر المعابر التي يسيطر عليها مع قطاع غزة، لا تسمح مصر بدخولها أيضا عبر معبر رفح".
 
وكشف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "مصر مؤخرا تدقق بشكل كبير جدا على تفتيش الشاحنات التي تدخل القطاع من معبر رفح (تنقل الوقود والأسمنت وغيرها من المنتجات)، إضافة لتغيير السائقين كل فترة زمنية".
 
تنسيق أمني متبادل

وفي قراءته لهذا الواقع، نبه الكاتب والمحلل السياسي والأمني العميد مصباح أبو كرش، أن "التنسيق الأمني مع العدو الإسرائيلي، موجود بين كل الدول التي وقعت اتفاق "سلام" مع "الاحتلال، وبمجرد التوقيع على هذا النوع من اتفاقيات التطبيع، يصبح ما يسمى بالتنسيق الأمني أمرا واجبا الالتزام به من طرفي الاتفاق". 
 
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "ليس خافيا أن مصر لديها اتفاق سياسي من هذا النوع مع العدو الإسرائيلي، وبالتالي، هي التزمت بالقيام بدورها الأمني الذي ورد كأحد أبرز بنود هذا الاتفاق السياسي وركائزه". 
 
ونبه أبو كرش، بأن "مسألة ربط تأثير ذلك بما يحدث مع المسافرين من وإلى قطاع غزة عبر معبر رفح، واردة جدا وخاصة أننا نتحدث عن قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس، التي هي بلغة السياسة الدولية حركة غير معترف بها، وذلك لعدة أسباب أبرزها عدم اعتراف هذه الحركة الفلسطينية الوطنية بالاحتلال ومقاومتها الصريحة له بكافة الأشكال والسبل؛ وهو الأمر الذي يمنح مساحة للتعامل مع قطاع غزة وسكانها معاملة أمنية تلتزم بها مصر". 
 
وأعرب الكاتب عن أسفه الشديد لأن "معاملة مصر الأمنية مع سكان القطاع، تحدث بالتنسيق مع هذا العدو، لذلك، من غير المستبعد تماما أن تكون أحد أبرز أسباب المعاناة الكبيرة التي تحدث عند استخدام البوابة المصرية، هو ذلك الساتر الأمني غير الإنساني المستخدم بشكل عام في التعامل مع قطاع غزة وواقعها المقاوم". 
 
وأكد المختص الأمني، أن "الضحية الأكبر لهذا التنسيق الأمني بين الاحتلال ومصر وغيرها من الدول العربية، هو الإنسان الفلسطيني الذي يجد نفسه يعيش أصعب أشكال المعاناة بسبب أشقاء له، من المفترض أنه يقع على عاتقهم واجب مساندته ودعمه بشتى السبل من أجل التخفيف من معاناته كإنسان يعيش تحت الاحتلال، لكن الفلسطينيين وخاصة من سكان القطاع، يجدون أنفسهم ضحية للالتزامات الأمنية التي التزم بها أشقاء عرب بكل أسف مع أعداء أمتنا الإسلامية والعربية".

 

التعليقات (5)
غزاوي
الخميس، 07-10-2021 04:23 ص
ولهذا السبب وغيره وصفه أكثر من مسئول صهيوني بأنه الأكثر تعاونًا مع أجهزة الأمن الصهيونية منذ توقيع كامب ديفيد حتى الآن ، كما إعترف الخسيسي بنفسه عن تعاون (كويس) مع أجهزة الأمن الصهيونية في مقابلته الشهيرة مع تلفزيون CBS الأمريكي والتي كان يتصبب فيها عرقاً أمام المذيع ويبدو مذعوراً وكأنه طفل في الإبتدائية!! يعني هذه المسألة تحديداً لا تحتاج لإثبات لأن الخسيسي إعترف بها جهاراً وبلا أي حياء !!
ابوعمر
الأربعاء، 06-10-2021 06:21 م
الكلاب تتعاون مع الاحتلال.....
عربي حر
الأربعاء، 06-10-2021 05:14 م
سوف يحاسبهم الله كل من فرط في فلسطين وضيع حقنا وحق اجيالنا وتأمر مع العدو ضدنا وحسبي الله ونعم الوكيل
غاز سام
الأربعاء، 06-10-2021 04:37 م
التعاون الوثيق بين الاستخبارات المصرية المرتدة و الاستخبارات الصهيونية وصل فى عهد السيسى إلى مستوى غير مسبوق منذ نشأة الكيان الصهيونى عام 1948 م ! فالتنسيق الأمنى بين الجانبين تجاوز تبادل المعلومات الاستخبارية الحاسمة عن العناصر المشتبه باستهدافها للجيش المصرى و الشرطة المصرية فى سيناء ، أو الصهاينة فى جنوب فلسطين المحتلة عبر الحدود البرية مع سيناء ؛ إلى مستوى جديد من النشاط المكثف للموساد الصهيونى و عملائه داخل أراضى سيناء ، و تعقبه لعناصر السلفية الجهادية المتسللين من قطاع غزة نحو سيناء ، و الإيقاع بهم فى أيدى الاستخبارات المصرية المرتدة ، ناهيك عن عمليات أولئك العملاء فى استهداف المجاهدين فى سيناء بالطائرات الصهيونية المسيرة ، و تفجير العبوات الناسفة بمركباتهم ! و بلا شك فإن الموساد يضع فى قوائم الممنوعين من السفر عبر معبر رفح مع مصر دائرة اجتماعية واسعة من الأفراد المخالطين للعناصر ذات التوجهات الإسلامية داخل قطاع غزة ، ناهيك عن المشاركين بالفعل فى العمليات العسكرية الجارية فى سيناء ، فيضيق بذلك على حركة عبور أولئك الأفراد عبر المعبر من أجل إجبارهم على التعاون مع أجهزة الأمن المصرية فى الإرشاد عن المستهدفين ! و لم تكن مفاجأة على الإطلاق أن يجرى إغلاق معبر رفح فجأة قبل نحو 6 أسابيع ليعقبه هجوم بالغاز السام استهدف أحد الأنفاق العابرة للحدود بين مصر و قطاع غزة ، ليودى بحياة 3 من الناشطين بتلك الأنفاق ! إقرأوا تعليقى على خبر بعنوان : ( انتشال 3 غزيين قضوا بنفق إثر رشه بغاز سام من الجانب المصري ) .
محمد غازى
الأربعاء، 06-10-2021 01:49 م
إذا كان مغتصب السلطة فيما تبقى من الضفة الغربية، قاتل نزار بنات، يقدس التنسيق ألأمنى، فلماذا لا يقدسه القزم السيسى حاكم مصر بالحديد والنار وأيضا قاتل الرئيس الشرعى محمد مرسى. ألكل غاضب على غزة وأهلها، لأنهم لا ييخضعون إلا لله الواحد ألأحد. هناك أيضا ضباط مصريون على معبر رفح، لا يسمحون لأى عابر للمعبر دون دفع رشوة. على كل، كان الله بعون ألأهل فى غزة على معيشتهم القاسية فى القطاع، فالعدو من وراءهم وخلفهم ومن فوقهم ومن تحتهم أيضا. ألله ينتقم من الظالمين.