صحافة إسرائيلية

جنرالان إسرائيليان يتحدثان عن استراتيجية خاطئة تجاه إيران

أكدت تقديرات إسرائيلية أن إيران تدرك جيدا أن تل أبيب تراقب عن كثب تحركاتها العسكرية- جيتي
أكدت تقديرات إسرائيلية أن إيران تدرك جيدا أن تل أبيب تراقب عن كثب تحركاتها العسكرية- جيتي

مع بدء انطلاق المفاوضات النووية بين إيران والقوى العظمى حول الملف النووي، تزايد التحريض الإسرائيلي للشروع في بحث خيارات أخرى غير تفاوضية، وحث الولايات المتحدة على عدم تحديد الاتفاق النووي مع طهران، بزعم أن الاتفاق سيمنح الأخيرة فرصة حصولها على القنبلة النووية.


في الوقت ذاته، يزعم الإسرائيليون أن الإيرانيين غير جادين في المفاوضات المرتقبة، وأنهم يكسبون مزيدا من الوقت لتحسين شروطهم التفاوضية، ما يدفع تل أبيب للإعراب عن مخاوفها من حصول طهران على مشروعية لدخولها النادي النووي العالمي.


آخر هذه الأصوات الإسرائيلية تمثلت بالجنرال يوسي كوبرفاسر، رئيس قسم الأبحاث الأسبق في جهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، الذي زعم في حوار مع صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أن "الإيرانيين لا يأخذون التهديد الأمريكي على محمل الجد، لأن الأمريكيين أنفسهم يسمحون لطهران بالتقدم نحو أن تصبح دولة ذات عتبة نووية، وتكديس يورانيوم المخصب عالي المستوى، وبذلك يصبح قرار صناعة أسلحة نووية قادرين على القيام به في غضون أسابيع قليلة".


وأضاف أن "بعض الإسرائيليين يعتقد أن ذلك سوف يستغرق عامين آخرين بالنسبة للإيرانيين، لكنني أعتقد أن الوقت اللازم لذلك أقصر بكثير، لأنهم يواصلون تخصيب اليورانيوم بكامل قوتهم، أما عند السؤال عما يجب القيام به، ففي مثل هذه الحالة يجب الحديث عن خيارات أخرى، بما فيها الخيار العسكري، مع العلم أن التهديد الأمريكي باستخدام الخيار العسكري يعكس قلقهم من إمكانية أنه سيتعين عليهم استخدام هذا الخيار".


لا يتردد الإسرائيليون في القول إنه يجب إقناع الأمريكيين لاتخاذ إجراءات أكثر أهمية في هذه المرحلة، حتى من الناحية السياسية، ومن ذلك بحث إمكانية عقد اجتماع طارئ لإحالة الملف الإيراني لمجلس الأمن، رغم محاولة الروس على الفور إنقاذ الإيرانيين من خلال عدم موافقتهم على مثل هذا الطلب، ما يتطلب من الإسرائيليين، على حد وصفهم، تركيز جهودهم الرئيسية نحو الأمريكيين، لإقناعهم باتخاذ خطوات أكثر أهمية ضد إيران.

 

اقرأ أيضا: كبير مفاوضي إيران متفائل بعد بدء محادثات النووي بفيينا


أكثر من ذلك، يسعى الإسرائيليون للشرح للأمريكيين بأن هناك ثمنًا يتعين على الإيرانيين دفعه مقابل محاولة الاقتراب من وضع دولة عتبة نووية، مع السماح للأمريكيين باستخدام التهديد العسكري الإسرائيلي، رغم أن المشكلة الإسرائيلية تكمن في أن تصريحات مسؤوليها حول هذا الموضوع مترددة في الوقت الحالي، ولعل ذلك وثيق الصلة بقدرة القوات العسكرية على تنفيذ الخيار الآخر، غير السياسي.


تدرك إسرائيل جيدا أن إيران تراقب عن كثب تحركاتها العسكرية نحوها، وهي ترى أن الخيار العسكري مطروح على جدول الأعمال الإسرائيلي، صحيح أن الهجمات الإلكترونية مستمرة بينهما، لكن العسكر في تل أبيب يطالبون، بل يلحون، أن يكونوا أكثر استعدادا للخيار العسكري، ورغم أن تصريحاتهم حول هذا الأمر متزايدة، لكنها غير حاسمة بما فيه الكفاية، على الأقل وفق بعض القراءات الإسرائيلية المتطرفة.


صحيح أن هناك قدرة عسكرية إسرائيلية لمهاجمة إيران، بدليل أنها عملت سنوات كافية لإعدادها، وفي الوقت ذاته، فإن الولايات المتحدة لديها قدرة أكثر بكثير من إسرائيل، ورغم الصعوبات التي تواجهها، فإن الطرف الآخر، وهي إيران، كما ترى ذات المحافل الإسرائيلية، لا تتصرف كدولة تعتقد أن هذه التهديدات خطيرة حقًا، أو بما فيه الكفاية.


في الوقت ذاته، يرى الجنرال عاموس يادلين الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية، أن "إسرائيل في نقطة ضعف قبيل استئناف المحادثات النووية مع إيران، بما يكشف عن المخاطر الكامنة في الاستراتيجية الأمريكية تجاه الملف النووي الإيراني، وفي هذه الحالة يمكن التحذير من الخيارات الخطيرة المطروحة على الطاولة في المحادثات مع إيران، التي أصبحت واثقة من نفسها، ومطالبها عالية".


وأضاف في حوار مع صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أنه "إذا لم تقدم الولايات المتحدة المزيد من التنازلات أمام إيران، فإننا نتجه نحو أزمة أو انفجار للمحادثات النووية بين إيران والقوى العظمى، في ضوء أن مطالب الإيرانيين أصبحت أكثر صعوبة بالنسبة للأمريكيين، الذين قد يضطروا للإفراج عن بعض العقوبات، وهنا بالتأكيد يكمن الخطر الإسرائيلي".


الخلاصة الإسرائيلية في الموضوع الإيراني، أن الاتفاق الذي تسعى القوى العظمى للتوصل إليه مع إيران ليس اتفاقًا تريده إسرائيل، لأن العودة لاتفاقية عام 2015 أسوأ من الجديدة، ولن تكون إسرائيل سعيدة حقًا إذا تمت العودة للاتفاق، رغم أن ذلك يسلط الضوء على حجم ومكان خطأ إسرائيل في استراتيجيتها، وتمثل ذلك في 2018 عندما دفعت الولايات المتحدة للانسحاب من الاتفاق دون وجود أي خطة بديلة.

التعليقات (0)