سياسة دولية

مطلب بالكونغرس بمعاقبة "NSO" الإسرائيلية وشركة إماراتية

عقوبات أمريكية سابقة على شركة NSO منعتها من استخدام التكنولوجيا الأمريكية- جيتي
عقوبات أمريكية سابقة على شركة NSO منعتها من استخدام التكنولوجيا الأمريكية- جيتي

طالبت مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي، وزارتي الخزانة والخارجية، الأربعاء، بمعاقبة شركة "NSO" الإسرائيلية لبرمجيات التجسس، و3 شركات أجنبية بينها إماراتية، قالوا إنها ساعدت أنظمة استبدادية على ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

ودعا المشرعون بحسب وسائل الإعلام الأمريكية، في رسالتهم التي بعثوا بها إلى الوزارتين، إلى فرض عقوبات على كبار المديرين في "أن أس أو" الإسرائيلية، و"دارك ماتر" الإماراتية للأمن الإلكتروني.

 

وبحسب وكالة "رويترز"، فإن شركتي "نكسا" و"تروفيكور" الأوروبيتين لتقنيات المراقبة من بين من طالبوا بمعاقبتها أيضا.

 

وكانت الناشطة السعودية، لجين الهذلول، رفعت دعوى قضائية ضدّ شركة "دارك ماتر" الإماراتية و3 عملاء سابقين لوكالة الأمن القومي في الولايات المتحدة، بتهمة اختراق هاتفها لمصلحة دولة الإمارات، عن طريق استغلال ثغرة أمنية في خدمة الرسائل في شركة "آبل"، ما تسبب في اعتقالها.

 

من جهتها توقعت الناشطة السياسية والحقوقية السعودية، علياء أبو تايه الحويطي، أن "تؤثر هذه المطالبات بشكل إيجابي لصالح النشطاء على عمل هذه الشركات التي تطور برامج التجسس".

 

وأوضحت الحويطي، وهي ممن تم اختراق هاتفهم، في حديث لـ"عربي21"، أن "مطالبة مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي بمعاقبة شركة "NSO" الإسرائيلية لبرمجيات التجسس، كذلك ستلفت انتباه العالم إلى ضرورة الحد من منح هذه الشركات عقود جديدة، كذلك يمكن أن يقوض عملها ويجعلها أكثر حذرا في تعاونها مع الأنظمة الاستبدادية".

وحول أمكانية استجابة الإدارة الأمريكية لمطالب المشرعين الأمريكيين قالت الحقوقية السعودية: "نعم ممكن جداً أن يكون هناك استجابة، خاصة أن المستهدف بهذه البرامج في أمريكا هم سياسيين وأعضاء في الكونغرس الأمريكي، أيضا وجود الديمقراطيين في الحكم قد يساهم في أمكانية الاستجابة لهذه المطالب".

 

اقرأ أيضا: الهذلول تقاضي 3 ضباط أمريكيين سابقين بـ"التسبب بسجنها"

وأفاد تقرير أمريكي، مؤخرا، بأن شركة السايبر الهجومي الإسرائيلية NSO، معرضة لخطر الإفلاس والعجز عن سداد ديونها، وتدرس إغلاق القسم المسؤول عن تطوير برنامج التجسس "بيغاسوس" أو طرح الشركة بكاملها للبيع.

 

اقرأ أيضا: بلومبيرغ: "NSO" الإسرائيلية تتجه إلى إغلاق "بيغاسوس"

وحول إمكانية قبول وزارتي الخارجية والخزانة طلب النواب فرض عقوبات على هذه الشركات، عبر الدبلوماسي الأمريكي السابق مفيد الديك، عن اعتقاده بأنهما سوف تستجيبان، لمطالب نواب الكونغرس".

وأوضح الديك في حديث لـ"عربي21" بأن "الوزارتين ستستجيب لغيرها من المطالب، خاصة أن ادارة الرئيس بايدن وضعت في الشهر الماضي شركة "NSO" وشركات أخرى على القائمة الحمراء بالنسبة للقوانين الأمريكية، أي أنها منعتها من استخدام النظام المالي الأمريكي ومنعتها أيضا من استيراد أي تقنيات أمريكية".


واعتبر الديك "أن هذا القرار هو خطوة متقدمة أكثر، بمعنى حينما يطبق قانون وزارتي الخارجية والخزانة على المسؤولين الكبار في هذه الشركات المتهمة أنها تزود حكومات استبدادية في العالم بتقنيات يتم استخدامها ضد صحفيين ومعارضين، هذا سيؤدي لمنع المسؤولين عن هذه الشركات من زيارة الولايات المتحدة وتجميد حساباتهم الرسمية في كل البنوك الأمريكية، بالتالي ستكون العقوبات صارمة وقاسية، واعتقد أنها قد تكون بداية لنهاية هذه الشركات".


وأشار الديك إلى أن العلاقات الطيبة بين أمريكا وإسرائيل والإمارات لن تمنع إدارة بايدن من اتخاذ أشد الاجراءات قساوة ضد هذه الشركات، لأن ما يحركها هو الأمن القومي الذي هددتها هذه الشركات بالتأكيد".


وتوقع أن يتم تجميد حسابات هذه الشركات ومسؤوليها في أمريكا، وأن يتم منع استيرادها لأي شيء يتعلق بالتقنية، كذلك ستضع واشنطن - بحسب توقعات الديك- أسماء مسؤوليها الكبار على قوائم المنع من الحصول على تأشيرة زيارة لأمريكا.

 

اقرأ أيضا: "أبل" تقاضي "NSO" الإسرائيلية بسبب برنامج "بيغاسوس"

ويسود تخوف في إسرائيل، في أعقاب العقوبات الأمريكية على شركة السايبر الهجومي NSO، أن الولايات المتحدة لن تكتفي بهذه العقوبات، وإنما ستستهدف سوق السايبر الهجومي الإسرائيلي كله، وستحاول إخراج كافة الشركات الإسرائيلية في هذه السوق من المنافسة معها، بحسب "رويترز".

والشهر الماضي، أدرجت وزارة التجارة الأمريكية مجموعة NSO على القائمة السوداء، وهو ما يمنع الشركة من استخدام التكنولوجيا الأمريكية.

وقاضت شركة "آبل" مجموعة NSO، بسبب اختراق هواتف آيفون ومنتجات أخرى للشركة، واصفة الشركة الإسرائيلية بأنها "من مرتزقة القرن الحادي والعشرين وبلا أخلاق".

 

وكانت شركة "فيسبوك" قد أحالت دعوى ضد برنامج التجسس "بيغاسوس" الذي تنتجه NSO لأسباب مماثلة، تفيد بأن التطبيق تطفل على مراسلات في تطبيق "واتساب".

ويتيح بيغاسوس لمستخدمه القدرة على ولوج الهاتف الخليوي المستهدف، بما في ذلك جهات الاتصال والرسائل النصية والاتصالات وقت حدوثها، كما أنه يتيح التحكم الكامل بالجهاز، بما في ذلك أجهزة الكاميرا والميكروفون والسماعات.

 

التعليقات (0)