صحافة دولية

NYT: هل تؤثر طفولة ماسك بجنوب أفريقيا على رؤيته لتويتر؟

إيلون ماسك- جيتي
إيلون ماسك- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للصحفيين جون إليغون ولينسي شوتل قالا فيه؛ إن استحواذ إيلون ماسك الوشيك على تويتر، أدى إلى قيام العديد من الأشخاص بالتحقيق في تصريحاته العامة وماضيه بحثا عن تشكيل فكرة حول الكيفية التي ستتغير فيها واحدة من أكثر المنصات العامة تأثيرا في العالم.


لكن ماسك، المعروف بامتلاك شركتي تيزلا و سبيس إكس، لم يتحدث كثيرا علنا عن جزء كبير من ماضيه: كيف قد تكون نشأته كشخص أبيض في ظل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا شكلته.
قال تيرينس بيني، وهو أبيض وتخرج مع  ماسك من مدرسة بريتوريا للبنين الثانوية في عام 1988: ".. كان الأطفال البيض معزولون عن الواقع القاسي".


تكشف المقابلات مع الأقارب وزملاء الدراسة السابقين عن نشأة في مجتمعات النخبة البيضاء المنفصلة، التي امتلأت بالدعاية الحكومية المناهضة للسود، ومنفصلة عن الفظائع التي ارتكبها القادة السياسيون البيض على الأغلبية السوداء.


نشأ ماسك، البالغ من العمر 50 عاما، في جوهانسبرغ التي تعتبر المركز الاقتصادي في بريتوريا، العاصمة التنفيذية، ومدينة ديربان الساحلية. كانت مجتمعات الضواحي مغطاة إلى حد كبير بالمعلومات الخاطئة. كانت الصحف تصل أحيانا إلى عتبات الأبواب مع حجب أقسام كاملة، وتنتهي نشرات الأخبار المسائية بالنشيد الوطني وصورة العلم الوطني يرفرف، بينما يتم عرض أسماء الشبان البيض الذين قُتلوا وهم يقاتلون من أجل الحكومة على الشاشة.


قالت ميلاني شيري، زميلة  ماسك في الصف خلال العامين اللذين أمضاهما في مدرسة بريانستون الثانوية في الضواحي الشمالية لجوهانسبرغ، حيث نادرا ما كان يُرى السود عدا في خدمة العائلات البيضاء التي تعيش في منازل فخمة: "كنا جاهلين حقا كمراهقين بيض في جنوب أفريقيا، جاهلين حقا".


غادر ماسك جنوب أفريقيا بعد فترة وجيزة من تخرجه في سن 17 للالتحاق بالجامعة في كندا، وبالكاد نظر إلى الوراء. ولم يرد على رسائل البريد الإلكتروني لطلب التعليق على طفولته.


أعلن  ماسك شراءه لموقع تويتر باعتباره انتصارا لحرية التعبير، بعد أن انتقد المنصة لإزالة المنشورات وحظر المستخدمين. ليس من الواضح ما هو الدور الذي أدته طفولته في هذا القرار؛ حيث نشأ في زمان ومكان لم يكن فيهما تبادل حر للأفكار، وحيث تم استخدام المعلومات المضللة الحكومية لشيطنة السود في جنوب أفريقيا.


وصفه زملاؤه في مدرستين ثانويتين كان قد التحق بهما، بأنه منعزل وليس له أصدقاء مقربون. لم يقدم أي منها ذكريات لأشياء قالها أو فعلها، التي تكشف عن آرائه حول السياسة في ذلك الوقت. لكن زملاء الدراسة السود يتذكرون أنه قضى وقتا مع أصدقاء سود.


قال والد  ماسك، إيرول ماسك، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، إن إيلون وشقيقه وأخته كانوا على علم منذ الصغر بوجود خطأ ما في نظام الفصل العنصري. قال إيرول، الذي انتخب لعضوية مجلس مدينة بريتوريا عام 1972؛ إنهم كانوا يسألونه عن القوانين التي تحظر على السود ملكية المطاعم ودور السينما والشواطئ. وقال؛ إنهم اضطروا إلى الأخذ في الحسبان عندما كانوا يخرجون مع أصدقاء غير بيض حول ما يمكنهم القيام به بأمان.


وقال إيرول الذي قال إنه ينتمي إلى الحزب التقدمي المناهض للفصل العنصري: "فيما يتعلق بالحماية من الواقع، هذا هراء". وأضاف: "لم يعجبهم ذلك الواقع".


ومع ذلك، قدم إيرول وصفا لحياتهم أكد مدى ابتعادهم عن الواقع العنيف في البلاد. وقال؛ إنهم انسجموا جيدا مع السود، مشيرا إلى علاقة أبنائه الجيدة بعامليهم المنزليين، ووصف الحياة في جنوب أفريقيا في أثناء الفصل العنصري، بأنها في الغالب أفضل وأكثر أمانا مما هي عليه الآن.


ووفقا لسيرة لماسك كتبها آشلي فانس، قال  ماسك؛ إنه لا يريد المشاركة في الخدمة العسكرية الإلزامية في جنوب أفريقيا؛ لأنها كانت ستجبره على المشاركة في نظام الفصل العنصري، وربما يكون ذلك قد ساهم في قرار مغادرة جنوب أفريقيا بعد وقت قصير من التخرج من المدرسة الثانوية.


خلق نظام الفصل العنصري تمييزا بين البيض، وتحديدا بين أولئك الذين يتحدثون الأفريكانية وأولئك الذين يتحدثون الإنجليزية، مثل عائلة  ماسك. وقالت شيري؛ إنه في حين أن القوة السياسية تقع على عاتق الأفريكانيين -وهم أتباع نظام الفصل العنصري الذين ينحدرون من مستوطنين هولنديين وألمان وفرنسيين-، فإن البيض الناطقين بالإنجليزية في جنوب أفريقيا يتمتعون بالثروة التي بدت للبعض بأنها حق بالولادة.


قال إيرول ماسك، الذي عمل مهندسا؛ إن عائلته لم تقتنع بالدعاية السلبية عن المناضلين من أجل الحرية، الذين لجأ بعضهم إلى التخريب العنيف لمحاربة نظام جردهم من الحقوق والحريات السياسية، مثل اختيار المكان الذي يعيشون فيه.


قال: "لكن، أعني، كنا قلقين من قيامهم بتفجير قنبلة بجوار منزلنا، على سبيل المثال".


قال إيرول ماسك، الذي ابتعد عن إيلون؛ إنه يعتقد أن نظام الفصل العنصري علم ابنه ألا يمارس التمييز. لكن شركة السيارات الكهربائية التي يملكها إيلون، تيزلا، واجهت اتهامات خطيرة بالعنصرية.

 

تحقق ولاية كاليفورنيا في اتهامات بأن الشركة سمحت بالتمييز العنصري ضد الموظفين السود بالازدهار في مصنعها في منطقة سان فرانسيسكو. وحُكم على الشركة أيضا بدفع 15 مليون دولار لموظف أسود، بعد أن وجدت هيئة المحلفين العام الماضي أن الشركة فشلت في معالجة العنصرية التي واجهها في العمل.


يتذكر إيلون ماسك حياته في جنوب أفريقيا إلى حد كبير على أنها مؤلمة وغير مُرضية. ولد في بريتوريا، على بعد حوالي 45 دقيقة شمال جوهانسبرغ، وتطلق والداه قبل أن يبلغ العاشرة من عمره، وانتقل مع والدته إلى ديربان على الساحل الجنوبي للبلاد، لكنه عاد بعد ذلك مع والده في بريتوريا. قال  ماسك؛ إن علاقتهما كانت متوترة.

 

اقرأ أيضا: بيل غيتس: شراء إيلون ماسك موقع تويتر قد يزيد الأمر سوءا

وقال زميل الدراسة  بيني؛ إن آراء ماسك الحالية حول حرية التعبير قد تعكس الفلسفات التي تعرض لها الطلاب في مدرسة بريتوريا للبنين، مثل الفيلسوف الإنجليزي جون ستيوارت ميل، بطل التعبير غير المقيد.

 

وأضاف بيني: "أعتقد أن أفكاره حول حرية التعبير هي أفكار ليبرالية تقليدية، وليست دقيقة".


التعليقات (0)