مسيرات غاضبة في جنين وإعلان النفير العام ضد الاحتلال (شاهد)

الحمد لله رب العالمين أمر بالاجتماع والائتلاف ونهى عن التفرق والاختلاف وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) سورة الأنفال ـ الآية 46، التنازع سبب للفشل ويُؤَدّي إلى الفُرْقَة، والاجتماع والوحدة والصبر عليهما سبب للنجاح والنصر، ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) سورة آل عمران ـ الآية 103، ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) سورة الأنبياء ـ الآية 92، الاجتماع رحمة، والفرقة شقاء وتناحر وتخاصم وتقاتل وعداوات وهلاك وعذاب، وصف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المسلمين بأنهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ووصفهم بأنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

" فَرِّق تَسُدْ " هو مصطلح سياسي عسكري اقتصادي، ويعني تفريق قوة الخصم الكبيرة إلى أقسام متفرقة لتصبح أقل قوة وهي غير متحدة مع بعضها البعض مما يسهل التعامل معها، كذلك يتطرق المصطلح للقوى المتفرقة التي لم يسبق أن اتحدت والتي يراد مَنْعُها من الاتحاد وتشكيل قوة كبيرة يصعب التعامل معها. وسياسة فرق تسد ليست بسياسة جديدة بل هي قديمة قدم السياسة نفسها حيث طبقها "السومريون والمصريون واليونانيون القدماء" لتفكيك قوى أعدائهم وتحييد هذه القوى من خلال توجيهها داخليا واحدة ضد الأخرى، والاحتلال في شكله الحالي ومنذ نشأته في بداية سبعينيات القرن التاسع عشر طبق هذا الأسلوب القديم في السياسة لنفس الأغراض والأهداف.

أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض" من الأمثال الشعبية التي تحمل بداخلها قصة كبيرة، وتحمل القصة معاني كبيرة، فهذا المثل يضرب دائمًا على أمة أو جماعة، كانوا عصبة واحدة، جميعهم على قلب رجل واحد، ولكن حينما عصفت بينهم عاصفة الفتنة والشحناء والبغضاء، تمزقت الجامعة وتفرق الشمل، وسهلوا الأمر على العدو، ليفتك بهم جميعا، واحدا تلو الآخر.

كلما توسَّعَتِ الوحدةُ وتقَّوت، إلا اشتَدّ الخناق على الخونة والعملاء، فمزيدًا من الوحدة والاجتماع يأهل فلسطين، كل فلسطين من البحر إلى النهر.

هذي ليوث جِنينَ تنسـفُ سجنـها *** وغدًا ستنسـفُ للعـدوّ مُعسكَرَه __ عُرْبٌ تخـلّت عنكَ لا تأبـهْ لهم *** واسأل لقـومِك من إلهـك مغفرَه __ فالآن عارٌ أن تولّـيَ مدبـرًا *** فاللهُ ينصـرُ عبـدَهُ إنْ ينصـرَه __ فأقـمْ لهذا الدّينِ وجهكَ واصـطِبِرْ *** وارفـعْ مسـاجده وزيّنْ مِنـبرَه __ يـا دارَ جِنينَ المجروحة تمهّـلي *** فلأجعــلنّك للأعـادي مقـبرَه __ في مسجدي أتلو كتابَ اللهُ فإن دعا *** داعي الجهادِ ففي المعارك قَسورَه __ اليومَ أكتـبُ بالمِـداد وفي غـدٍ *** قلمي سيرُوى من دمِـي في المِحبرَه __ وقضبان سجن جِنينَ لن يزيلها *** إلا أيـادٍ ... حـرّةٌ ... متطـهّرَه.