سياسة عربية

ضغط شعبي متواصل في ليبيا.. وواشنطن تدعو للانتخابات

إضافة إلى انقطاع الكهرباء يعيش الليبيون على إيقاع نقص في السيولة والوقود ويشهد قطاع الخدمات تدهورا- جيتي
إضافة إلى انقطاع الكهرباء يعيش الليبيون على إيقاع نقص في السيولة والوقود ويشهد قطاع الخدمات تدهورا- جيتي

يتواصل الضغط الشعبي في ليبيا، بعد تردي الأوضاع المعيشية، وفشل الأجسام السياسية في تسوية الخلافات بينها رغم جولات مكوكية أجريت مؤخرا في كل من القاهرة وجنيف لتقريب وجهات النظر، وصولا إلى إجراء انتخابات كحل يرجو الليبيون أن يفضي إلى استقرار في بلد يشهد اضطرابات سياسية وأمنية.


ووجد القادة الليبيّون أنفسهم تحت وطأة ضغط متنامٍ من الشارع غداة تظاهرات في أنحاء البلاد بسبب انقطاع التيّار الكهربائي المزمن في منتصف موجة الحرّ، وذلك في وقتٍ لم يتمكّنوا فيه من تسوية خلافاتهم السياسيّة.


وبدا السبت أنّ الهدوء عاد إلى طبرق في أقصى شرق البلاد حيث اقتحم متظاهرون الجمعة مقرّ البرلمان مستخدمين جرّافة، قبل أن يُضرموا النار في المكان احتجاجًا على تدهور ظروف الحياة وإهمال قادتهم، لكنّ دعوات على الإنترنت صدرت للمشاركة في تحرّكات احتجاجية جديدة.


وعبّر المتظاهرون الذين رفع بعضهم العلم الأخضر للنظام السابق الذي كان يقوده معمّر القذافي، عن غضبهم من إهمال المسؤولين وتدهور الظروف المعيشيّة في بلاد تملك أكبر احتياطيات نفطيّة في إفريقيا.

 

اقرأ أيضا: الدبيبة يدعم مطالب المتظاهرين و"الرئاسي" في انعقاد مستمر

ويُعدّ برلمان طبرق أحد رموز الانقسام في ليبيا، بين معسكر برقة (شرقا) بقيادة خليفة حفتر، وحكومة مقرّها طرابلس (غربا) يرأسها منذ العام 2021 عبد الحميد الدبيبة.


ويدعم معسكر حفتر حكومة موازية تشكّلت في آذار/ مارس الماضي. ويُغلق مناصروه منذ أواسط نيسان/ أبريل المنشآت النفطيّة الرئيسة، للضغط من أجل الإطاحة بحكومة طرابلس.


ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "جميع الأطراف إلى الامتناع عن أيّ أعمال من شأنها تقويض الاستقرار"، حاضًا إيّاهم على "العمل معًا للتغلّب على المأزق السياسي المستمرّ"، وفق ما قال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.

 

بدورها، أكدت وواشنطن، السبت، على ضرورة التهدئة خلال هذه المرحلة في ليبيا، والوصول إلى الانتخابات لتجاوز الانسداد السياسي.


وكتب السفير الأمريكي لدى ليبيا على "تويتر": "واضح أنّه لا يوجد كيان سياسي واحد يتمتّع بالسيطرة المشروعة في جميع أنحاء البلاد. وأيّ جهد لفرض حلّ أحاديّ سيؤدّي إلى العنف. الحوار والتسوية بين الفاعلين الرئيسيّين وحدهما سيُحدّدان معالم الطريق للانتخابات والاستقرار السياسي".

 

 


والسبت قطع متظاهرون طرقًا في مدينة مصراتة الساحليّة (غربا) غداة تخريبهم مقرّ المجلس البلدي وإضرام النار فيه، وفق صحافي محلّي. وبعد حلول الظلام، تجمّع متظاهرون في نقاط عدّة بطرابلس، وأغلقوا طُرقًا وأحرقوا إطارات، بحسب صور بثّها الإعلام المحلّي.


ونزل الآلاف الجمعة إلى الطُرق، من مهد ثورة العام 2011 في بنغازي (شرقا)، إلى العاصمة طرابلس في الغرب، مرورًا بمدينتَي طبرق والبيضاء الشرقيّتين.


وفي سبها جنوبًا، أحرق متظاهرون مبنى رسميًا، وفق مشاهد بثّتها وسائل إعلام.


وردّد المتظاهرون هتافات "نريد الكهرباء"، في إشارة إلى انقطاع التيّار الذي يستمرّ 12 ساعة يوميًا أو حتّى 18 ساعة في الأيّام الشديدة الحرارة.


وإضافة إلى انقطاع الكهرباء، يعيش الليبيّون على إيقاع نقص في السيولة والوقود، بينما يشهد قطاع الخدمات تدهورًا والبنى التحتية سيّئة.

ووصفت ستيفاني وليامز، مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا التي ترعى عمليّة سياسيّة متعثّرة، تخريب البرلمان بأنّه "غير مقبول"، داعية جميع الأطراف إلى "ضبط النفس".


وقالت في تغريدة على "تويتر": "ينبغي احترام حقّ الشعب في الاحتجاج السلمي وحمايته، لكنّ أعمال الشغب والتخريب كاقتحام مقرّ مجلس النواب في وقت متأخّر يوم أمس (الجمعة) في طبرق غير مقبولة على الإطلاق".

 

وشدّدت على الضرورة الملحّة "لحفظ الهدوء وتعامل القيادة الليبيّة بمسؤوليّة مع الاحتجاجات، وممارسة الجميع ضبط النفس".


من جهته، قال الدبيبة على "تويتر": "أضمّ صوتي للمواطنين في عموم البلاد. على جميع الأجسام الرحيل بما فيها الحكومة، ولا سبيل لذلك إلا عبر الانتخابات. والأطراف المعرقلة للانتخابات يعلمها الشعب الليبي".


واعتبر سفير الاتّحاد الأوروبّي في ليبيا جوزيه ساباتيل، أنّ التظاهرات "تؤكّد أنّ الناس يريدون التغيير عبر الانتخابات، وأصواتهم يجب أن تُسمع".


التعليقات (0)