صحافة دولية

"نيويورك تايمز": من الرابح في علاقة بوتين وأردوغان؟

يسعى أردوغان وبوتين إلى التخلص من مكامن الضعف وتوسيع ملامح الإتفاق في الشراكة بينهما- جيتي
يسعى أردوغان وبوتين إلى التخلص من مكامن الضعف وتوسيع ملامح الإتفاق في الشراكة بينهما- جيتي

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين التقيا مرتين خلال الأسابيع الماضية، مما أثار غضب حلفاء الأول في الناتو الذين حاولوا زيادة سقف العقوبات ضد الأخير وبناء إجماع يوقف حربه في أوكرانيا. 

ويسعى أردوغان وبوتين، بحسب الصحيفة، إلى التخلص من مكامن الضعف وتوسيع ملامح الاتفاق في الشراكة بينهما في المجال الاقتصادي والتي يأمل الرئيس التركي أن تصل إلى 100 مليار دولار.

 

وحول الرابح والخاسر في هذه العلاقة، قالت الصحيفة، بالنسبة لبوتين فالمنافع تشمل الطاقة، وصفقات السلاح، ورابطة مع دولة عضو في تحالف الناتو الذي يحاول عزله وهزيمته في أوكرانيا. أما أردوغان فحاول البحث عن طرق للعمل مع البنوك الروسية التي فرضت عليها العقوبات وقبول مدفوعات من خلال القروض الإئتمانية الروسية، وعدم توقف الغاز الروسي عبر أنبوب "ترك ستريم".

 

وأضافت الصحيفة: "هناك تقارير عن محاولات روسية للحصول على دعم تركي من خلال أنظمة فرعية لأسلحتها التي لم تعد قادرة على الحصول على المكونات الغربية مباشرة".

 

وتابعت: "يعتبر التعاون بالنسبة لأردوغان مصدرا للمال وتدفقه إلى المصرف المركزي والحصول على أهمية دولية وسوق كبير للصادرات الروسية وعودة السياحة الروسية، وموافقة روسية، وهذا المهم، على جهوده لسحق المسلحين الأكراد الذين يحظون بدعم روسيا والنظام السوري".

 

وتراقب واشنطن الوضع عن قرب وقالت: "لقد حذرنا تركيا من عدم تحولها إلى ملجأ آمن للأرصدة والعقود الروسية غير الشرعية" وحثت تركيا على تخفيف اعتمادها على الطاقة الروسية. وجاء في بيان واشنطن أن تركيا تدعم سيادة الأراضي الأوكرانية وتعتبر الغزو الروسي "غير مقبول".

 

وبالتأكيد فقد عارضت تركيا الغزو الروسي ومنعت مرور البوارج الحربية الروسية عبر المضائق التركية إلى البحر الأسود، كما باعت مسيرات تركية لأوكرانيا ساهمت في قتل الجنود الروس. 


وبالنسبة للغرب، فتعامل أردوغان مع بوتين لم يكن سيئا، فقد حافظت تركيا على علاقاتها الدبلوماسية مع موسكو وأصبحت الوسيط بين روسيا وأوكرانيا لتصدير القمح الأوكراني وعقدت جولات لسلام ممكن.

 

وقال إيفو دالدر، السفير الأمريكي السابق للناتو: "ترك أردوغان كل خياراته مفتوحة، وهو ما تفعله الدول عندما تفكر بمصالحها الذاتية وما لا تفعله الدول الحليفة، ووجد طريقا لممارسة لعبته، لكنه يلعبها على حساب التحالف المهم لأمنه".

 

لكن دالدر أشار إلى أن وجود حليف بالناتو على علاقة مع بوتين أمر جيد "طالما قال الأمور الصحيحة، وحاول حل الموضوعات المترابطة مع أهداف التحالف وليس إضعافه".

 

ووفقا لـ"نيويورك تايمز"، "يواجه أردوغان ثلاثة مظاهر قلق، الأول: إخبار الغرب أنه يستطيع التعامل مع بوتين، والثاني: يتوقع وصول المال من روسيا لكي يخفف معدلات العملة، والثالث: يريد أن يكون متفقا مع روسيا في عملية التوغل التي يريد القيام بها في داخل سوريا".

 

وقالت الصحيفة، إن العلاقة بين بوتين وأردوغان غريبة من ناحية أن كلا البلدين يتعاونان ويشاركان في الوقت نفسه بحروب وكالة في سوريا وليبيا، وفي الوقت نفسه تريد تركيا موافقة موسكو على التوغل في سوريا لمواجهة الأكراد هناك والحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار الهش.

  

التعليقات (0)