كتاب عربي 21

حول قرار الإخوان الفلسطينيين الامتناع عن المقاومة المسلحة في 1968

محسن محمد صالح
1300x600
1300x600
نشر الأخ العزيز الشيخ عصام تليمة في 16 أيلول/ سبتمبر 2022 على موقع الجزيرة مباشر، وثيقة صادرة عن الإخوان المسلمين الفلسطينيين في 11 شباط/ فبراير 1968، تنص خلاصتها (بعد ذكر عدد من المعطيات) على قرار بـ"امتناع الإخوان عن القيام بالعمل المسلح في فلسطين في ظل الظروف الحاضرة".

والوثيقة وإن كان نصّها يُنشر لأول مرة، إلا أن قرار عدم المشاركة نفسه معروف منذ زمن طويل لدى المعنيين بتاريخ التيار الإسلامي الفلسطيني، ولدى الكثيرين من أبناء التيار نفسه. كما أن عبد الله أبو عزة، نائب المراقب العام للإخوان الفلسطينيين وممثلهم في المكتب التنفيذي للإخوان المسلمين في البلاد العربية، في ذلك الوقت، نشر كتابا سنة 1985 بعنوان "مع الحركة الإسلامية في الدول العربية"، صدر عن دار القلم بالكويت، يتضمن تجربته مع الإخوان المسلمين. وقد ناقش في الصفحات 127–144 موضوع قرار الإخوان الفلسطينيين بالامتناع عن العمل العسكري في تلك الفترة، وعرض ملخصا لمذكرة طويلة رفعها لقادة الإخوان المسلمين في المكتب، يوضح فيها القرار ويدافع عنه.

غير أن اللافت في الأمر، هو أن الشيخ عصام تليمة وضع عنوانا لمقاله، عندما نشر الوثيقة، هو "قرار الإخوان الصادم الذي تسبَّب في تأسيس حماس"!! إذ رأى أن هذا القرار هو السبب الرئيس لإنشاء حماس. ولا ندري كيف ربط أخونا العزيز بين القرار وإنشاء حماس؛ إذ إن إنشاء حماس ليس له علاقة من قريب ولا بعيد بهذا القرار. غير أن هذا لا ينتقص، في الوقت نفسه، من الجهود الكبيرة والمشكورة التي قام بها الشيخ عصام تليمة في جمع الوثائق المتعلقة بالإخوان، وخصوصا تراث الشيخ حسن البنا رحمه الله. وقد تواصل معي إخوة كرام طلبوا توضيح الأمر وشرح الملابسات؛ ولعل النقاط التالية توضح السياق التاريخي للوثيقة، في مقابل السياق التاريخي لتأسيس حماس:
اللافت في الأمر، هو أن الشيخ عصام تليمة وضع عنوانا لمقاله، عندما نشر الوثيقة، هو "قرار الإخوان الصادم الذي تسبَّب في تأسيس حماس"!! إذ رأى أن هذا القرار هو السبب الرئيس لإنشاء حماس. ولا ندري كيف ربط أخونا العزيز بين القرار وإنشاء حماس؛ إذ إن إنشاء حماس ليس له علاقة من قريب ولا بعيد بهذا القرار

أولا؛ إن ما كان يعرف بـ"التنظيم الفلسطيني" في ذلك الوقت، هو تنظيم الإخوان الفلسطينيين في قطاع غزة، الذي كانت تتبعه تنظيمات الإخوان الفلسطينيين في الخليج العربي، وهو الذي صدر عنه القرار. أما الإخوان في الضفة الغربية والأردن، فكان يجمعهم تنظيم آخر.

من ناحية ثانية، يُحسب للإخوان الفلسطينيين في قطاع غزة، الدور الريادي في العمل العسكري المنظم بعد كارثة حرب 1948، فقد أنشؤوا (بالتعاون مع الإخوان المصريين) تنظيما عسكريا سريا؛ بإشراف كامل الشريف في الفترة 1950-1955، وقام بالعديد من العمليات. وكان من أبرز قادته خليل الوزير (أبو جهاد)، وخيري الآغا، ومحمد يوسف النجار، وحمد العايدي، وغيرهم. وبعد أن تعرض الإخوان للقمع والملاحقة من نظام عبد الناصر، نشأت حركة فتح في بداياتها في محاضنهم كلافتة عمل وطني.

وقد عانى تنظيم الإخوان الفلسطينيين في الفترة 1956–1967 من الضعف والتراجع والاستنزاف وهجرة الكوادر، وتوفي أول مراقب عام له (الأستاذ هاني بسيسو) في سجون عبد الناصر. ولذلك، لم يكن مستغربا أن يحاول هذا التنظيم بعد حرب 1967 لملمة شتات نفسه، وإعادة البناء بالعناصر القليلة المحدودة التي لديه؛ وأن يُفضِّل التركيز على التربية والدعوة لتشكيل قاعدة صلبة، يمكن أن تقوم على أكتافها مقاومة مسلحة جادة ومستمرة وعصيّة على الاقتلاع.

ومن جهة ثالثة، لم يكن كل الإخوان الفلسطينيين مجمعين على القرار، ولكنهم احترموه والتزموا به. ومثال ذلك الشيخ أحمد ياسين رحمه الله، الذي تولى قيادة التنظيم في القطاع في أيلول/ سبتمبر 1967، حيث كان يميل لإطلاق العمل العسكري، وكذلك الأستاذ سليمان حمد، عضو مجلس شورى الإخوان في ذلك الوقت.
ليس صحيحا أن التنظيم الفلسطيني منع أفراده من المشاركة في العمل العسكري، فقد كان قراره عدم المشاركة كتنظيم، لكنه ترك لأفراده حرية المشاركة لمن يرغب بمبادرته الشخصية في معسكرات الشيوخ

كذلك ليس صحيحا أن التنظيم الفلسطيني منع أفراده من المشاركة في العمل العسكري، فقد كان قراره عدم المشاركة كتنظيم، لكنه ترك لأفراده حرية المشاركة لمن يرغب بمبادرته الشخصية في معسكرات الشيوخ التي أنشأها الإخوان.

من ناحية رابعة، يُفهم من مضمون قرار الإخوان الفلسطينيين ومضمون المذكرة المطولة المرفوعة لقيادات الإخوان المسلمين بالامتناع عن العمل المسلح، أن القرار ذو طبيعة مؤقتة، وليس استراتيجية ثابتة. وفي المذكرة، يؤكد الإخوان الفلسطينيون أن "قتال العدو المعتدي فرضٌ ديني وواجب وشرف وطني"، غير أنهم يرون وفق تحليلهم، أن مستلزمات مقاومة الاحتلال من الداخل ومن الخارج غير متوفرة، وأن العدو يملك قوة عسكرية طاغية مدعومة بغطاء دولي، وأن البلدان العربية تعيش حالة ضعف كبيرة، بعد هزيمة جيوشها مجتمعة في حرب 1967؛ وأن التجربة الفيتنامية لا تنطبق على الحالة الفلسطينية. وأنه يصعب جدا على الإخوان المبادرة بالعمل المسلح في تلك الفترة، إذ إنه في الوقت الذي يجد فيه كل فصيل فلسطيني من يدعمه أو يقف خلفه من الأنظمة العربية التي تمده بالمال والسلاح؛ فإن جماعة الإخوان مضطهدة وملاحقة في البلاد العربية، وليس ثمة فرصة لعمل قوي جاد مستقل في بيئة كهذه.

غير أن أبو عزة، يعترف أن مذكرته، وحتى شخصه، تعرضا لنقد شديد من الإخوان أنفسهم في الأردن والبلاد العربية؛ وأنهم أكدوا أنه ما دامت قد فُتحت فرصة للجهاد، فلا بدّ من القيام بالواجب.

وخامسا؛ فإن تنظيم الإخوان في الأردن (ومعه الضفة الغربية) كان متحمسا للعمل العسكري، خصوصا أن الأجواء كانت تساعد على ذلك في شرق الأردن، حيث نشط العمل الفدائي الفلسطيني، وتشكلت له قواعد واسعة. وقد دعمته في ذلك باقي تنظيمات الإخوان في البلاد العربية، بما في ذلك الكويت والعراق وسوريا ولبنان والسودان وتنظيم المصريين في الخارج. ولذلك، أُنشئت معسكرات الشيوخ (1968-1970) تحت غطاء حركة فتح. وتوزعت على سبع قواعد، وتدرب فيها نحو 300 مجاهد، وشاركت في عمليات عسكرية مهمة، واستشهد من أفرادها 13 شهيدا.

من جهة سادسة، فإن السياق الذي نشأت بسببه حماس، لا علاقة بقرار الامتناع الذي أشار إليه الأخ الكريم، بل إن القرار خدم بشكل إيجابي في مرحلة معينة في إعداد البنى التحتية لانتشار التيار الإسلامي وللتأسيس القوي للعمل المقاوم. أما سياق نشوء حماس، فهو مرتبط بتصاعد شعبية التيار الإسلامي الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، منذ النصف الثاني من سبعينيات القرن العشرين، وانتشار الصحوة الإسلامية في العالم العربي والإسلامي.
السياق الذي نشأت بسببه حماس، لا علاقة بقرار الامتناع الذي أشار إليه الأخ الكريم، بل إن القرار خدم بشكل إيجابي في مرحلة معينة في إعداد البنى التحتية لانتشار التيار الإسلامي وللتأسيس القوي للعمل المقاوم. أما سياق نشوء حماس، فهو مرتبط بتصاعد شعبية التيار الإسلامي الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها

ويتوافق ذلك مع تولي خيري الآغا قيادة التنظيم الفلسطيني سنة 1975، بما يتمتع به من دينامية عالية، ومن خلفية في قيادة التنظيم العسكري الفلسطيني في النصف الأول من الخمسينيات، وحلول سليمان حمد نائبا له؛ بحماسته للعمل الجهادي وبخلفيته السابقة في المشاركة في تأسيس حركة فتح في النصف الثاني من الخمسينيات. وقد انسجم هذا مع الطبيعة الجهادية والحماسة للعمل العسكري للشيخ أحمد ياسين، الذي كان يقود العمل في قطاع غزة.

وقد تحققت قفزة نوعية عندما اندمج التنظيمان الأردني والفلسطيني في تنظيم واحد، "تنظيم بلاد الشام" سنة 1978، وتشكلت جهة مختصة تتابع العمل الفلسطيني في الداخل. وظهرت مبادرات للعمل العسكري أو للإعداد له منذ سنة 1979، كما في أسرة الجهاد في فلسطين المحتلة 1948، وفي مبادرة الإخوان الفلسطينيين بالخارج في الإعداد للعمل العسكري منذ النصف الثاني لسنة 1979، وفي إنشاء الشيخ أحمد ياسين للتنظيم العسكري أواخر 1982- أوائل 1983.

ثم تبلور العمل بتشكيل "قسم فلسطين" الذي عُرف لاحقاً بجهاز فلسطين سنة 1985، بقيادة خيري الآغا، حيث دفع باتجاه تصعيد العمل المقاوم في الداخل، وأعطى لمكتب الإخوان في الداخل (الضفة والقطاع) وكان بقيادة عبد الفتاح دخان؛ صلاحية إطلاق الانتفاضة والعمل المقاوم في الوقت الذي يراه مناسباً. وهو ما حدث في انطلاق الانتفاضة المباركة في 9 كانون الأول/ ديسمبر 1987 وفي البيان الأول الذي أصدرته حماس، معلنةً انطلاقتها، بعد ذلك بخمسة أيام (في 14 كانون الأول/ ديسمبر 1987)، حيث تابع خيري الآغا رئاسة حماس حتى سنة 1993.

twitter.com/mohsenmsaleh1
التعليقات (1)
عبد الله أبو عزة
السبت، 08-10-2022 02:52 م
كل الشكر و التقدير للكاتب و المحلل الفلسطينى / محسن محمد صالح على السرد التاريخى ، و المعلومات القيمة التى قدمها عن موقف جماعة " الإخوان المسلمين الفلسطينيين " من العمل المسلح ضد العدو الصهيونى فى أعقاب هزيمة يونيو / حزيران عام 1967 م ، و تطورات ذلك الموقف مع مضى الأيام و الأعوام ! و كان من الضرورى الإطلاع على نص بيان " الإخوان الفلسطينيين " الذى نشره الشيخ / عصام تليمة على " موقع الجزيرة مباشر " تحت عنوان : [ قرار الإخوان الصادم الذي تسبب في تأسيس حماس (وثيقة نادرة تنشر لأول مرة) ] ! و عند قراءة البيان الذى صاغه د/ عبد الله أبو عزة - رحمه الله - نائب المراقب العام للإخوان الفلسطينيين ، و ممثلهم فى المكتب التنفيذى للإخوان المسلمين فى البلاد العربية فى ذلك الوقت من عام 1968 م ، إتضح أن البيان عبر عن رؤية ثاقبة ، و تحليل دقيق ، و استيعاب تام للواقعين السياسى و الميدانى فى فلسطين و دول المنطقة ، و سبق عصره - من وجهة نظرى المتواضعة - فى استشراف مآل الفصائل الفلسطينية التى أطلقت شرارة " الكفاح المسلح " عام 1968 م ، لينتهى بها الحال إلى نتائج لم تكن فى الحسبان ! فكان ما كان من تحولات و تطورات سلبية تعرضت لها تلك الفصائل ، مثل ما جرى فى أحداث " أيلول الأسود " بالأردن عام 1970 م ، و أحداث الحرب الأهلية اللبنانية (1975 - 1990) م ، و تداعيات الغزو الإسرائيلى للبنان عام 1982 م ، و مسار إتفاقية أوسلو للسلام مع إسرائيل عام 1993 م ، وصولا إلى تأسيس جهاز الأمن الوقائى عام 2007 م ، و التنسيق الأمنى مع الإحتلال منذ ذلك الحين ! فلم يكن د/ " عبد الله أبو عزة " - رحمه الله - مبالغا حين وصف تلك الفصائل بـ ( العصابات المحاربة داخل فلسطين المحتلة ) ، حيث وقعت الفصائل الفلسطينية فى حبائل السياسات العالمية ، و استقطابات الأنظمة الإقليمية ، و تأثيرات التيارات الفكرية القومية و البعثية و اليسارية التى سادت على الساحة خلال تلك الفترة ، حتى صارت قضية فلسطين " تجارة رابحة " للكثير من تلك الفصائل من أجل الاسترزاق باسم القضية ، و التناحر الداخلى فيما بينها بالوكالة عن الأنظمة الإقليمية الداعمة لتلك الفصائل - على غرار جماعات " أيلول الأسود " و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين " و " أبو نضال " ..... إلخ - و ذلك فى ظل حالة التشرذم العربى التى سادت المنطقة خلال عقدى السبعينيات و الثمانينيات من القرن الماضى ! لكن ما فرض الخيار الإسلامى على الساحة الفلسطينية فى ثمانينيات القرن الماضى هى 3 تطورات رئيسية مر بها العالم الإسلامى منذ نهاية سبعينيات ذلك القرن ! الأول : الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 م ، و تأسيس نظام إسلامى للمرة الأولى منذ سقوط الخلافة العثمانية عام 1924 م ، و سعى الملالى لتصدير الثورة الإيرانية إلى سائر دول المنطقة ، و نشر الطائفية بها ! الثانى : الغزو السوفياتى لأفغانستان نهاية عام 1979 م ، و صعود مد الجهاد الإسلامى العابر للحدود إلى ذلك البلد ، و توافد المجاهدين من شتى أرجاء الأرض للتدرب على حمل السلاح ، و وضع اللبنات الأولى لعقيدة الجهاد العالمى ! الثالث : الغزو الإسرائيلى للبنان عام 1982 م ، و طرد حركة فتح من بيروت فى نفس العام ، و ما تلى ذلك من تداعيات تمثلت فى " حرب المخيمات الفلسطينية " (1982 - 1986) م التى تجلت فيها طائفية النظامين الإيرانى و السورى ضد الفلسطينيين فى لبنان ، لتكون بذلك نهاية مأساوية للكفاح المسلح الذى قادته الفصائل الفلسطينية العلمانية منذ عام 1968 م ! و هنا تبرز شخصيتان لعبتا دورا تاريخيا فى صعود الخيار الإسلامى المسلح على الساحة الفلسطينية ، الأول : الشيخ الدكتور / عبد الله عزام - رحمه الله - فرغم أنه لم يقم بأى نشاط مسلح طوال تاريخه على الساحة الفلسطينية ، أو فى المنطقة العربية بشكل عام ، إلا أنه كان الأكثر تأثيرا على الحركة الجهادية العالمية التى تهدف إلى تثوير العالم الإسلامى على النظام العالمى الداعم لإسرائيل ، و إرساء الأسس لصحوة جهادية تطيح بإسرائيل و داعميها خلال أجيال تالية ! فقد انحاز الشيخ / عبد الله عزام إلى نهج الشيخ / عبد الله أبو عزة ، و إلى رؤيته لواقع الفصائل العلمانية المسلحة على الساحة الفلسطينية ، و داعميها فى العالم العربى من أنظمة " اشتراكية تقدمية " محاربة للتيار الإسلامى ، فركز نشاطه خارج إطار تلك الأنظمة و توجهاتها ، و إتجه إلى العمل فى دول الخليج المنتعشة اقتصاديا فى أعقاب ارتفاع أسعار النفط بفضل حرب أكتوبر / تشرين أول عام 1973 م ، و نجح فى تجنيد الآلاف من الشباب العرب للجهاد فى أفغانستان ، و توفير الدعم المالى للمجاهدين هناك ، ليكون الجهاد الأفغانى الخطوة الأولى على طريق تحرير فلسطين ! الثانى : خليل الوزير (أبو جهاد) - رحمه الله ، فرغم بداياته مع جماعة الإخوان المسلمين ، إلا أنه ما لبث أن إنضم إلى " حركة فتح " ، ليصعد درجات هيكلها التنظيمى ، و يتولى المناصب الرفيعة فيها بعد أن عاصر التحديات التى مرت بها الحركة فى الأردن و لبنان و أخيرا فى تونس ! حيث شجع التوجه الإسلامى بين العناصر الشابة من فتح فى أعقاب " حرب المخيمات " فى لبنان ، و الانفتاح على تيار الإخوان المسلمين داخل الأراضى المحتلة ، و التعاون معهم فى عمليات تستهدف العدو ، فبذر بذلك بذرة الانتفاضات الشعبية المسلحة فى الأرض المحتلة ، و كانت البداية فى الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987 - 1993) م ، و تأسيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ! و الخلاصة أن لكل زمان رجال ، لكن هناك دائما رجالا مجددين سابقين لعصرهم !