سياسة عربية

مفاوض إسرائيلي سابق يكشف تفاصيل جديدة عن "اتفاق أوسلو"

"واصلت إسرائيل مشروعها الاستعماري دون أن تواجه الكثير من العقبات"- جيتي
"واصلت إسرائيل مشروعها الاستعماري دون أن تواجه الكثير من العقبات"- جيتي
كشف المفاوض الإسرائيلي السابق خلال مفاوضات أوسلو وطابا، دانيال ليفي، جملة من التفاصيل بخصوص ما اعتبره "عدم نجاح عملية أوسلو" مشيرا إلى أنه "كان من الممكن أن تنجح العملية لو أن إسرائيل بذلت جهدا لجعل شروطها مقبولة لدى القيادة الفلسطينية التي أظهرت استعدادها للتوصل إلى تسوية، في وقت كانت تتمتع فيه بالشرعية الكافية للتوصل إلى اتفاق".

وتابع ليفي، في مقال له: "لكن الأمر لم يكن كذلك، بل على العكس تماما، إذ واصلت إسرائيل مشروعها الاستعماري دون أن تواجه الكثير من العقبات؛ ومع ذلك، يمكن لآفاق عالمية جديدة أن تغيّر الوضع، وتمنح فرصة للفلسطينيين من جديد".

وأضاف المفاوض الإسرائيلي السابق، في مقاله الذي أتى في الذكرى الثلاثين لتوقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، يوم 13 أيلول/ سبتمبر 2023، أنه "سبقت هذه اللحظة التاريخية من أيلول/ سبتمبر 1993 أشهر من دبلوماسية الظل المكثفة تحت رعاية النرويج، نتج عنها عدد من الاتفاقيات المعروفة باسم اتفاقيات أوسلو".

وأردف ليفي، الذي يشغل كذلك منصب رئيس مشروع مركز أبحاث الشرق الأوسط الأمريكي، أنه "في أيلول/ سبتمبر 2023، سيتم تجاهل ذكرى اتفاقية أوسلو أكثر من الاحتفال بها" مشيرا إلى أن "مصير هذه العملية أن يتم تدريسها على اعتبارها نموذجا لفشل عملية السلام". 

وتابع: "بعد أقل من 26 شهرا من هذه المصافحة المفعمة بالأمل بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق رابين، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات، تم اغتيال رابين على يد متطرف يهودي خلال تجمع من أجل السلام في الساحة المركزية في تل أبيب؛ وبعد عقد من الزمن، رحل عرفات، حيث يرجح أن موته لم يكن طبيعيا".

اظهار أخبار متعلقة


واسترسل: "تضاعف عدد المستوطنين الإسرائيليين غير القانونيين المقيمين في الضفة الغربية المحتلة أربع مرات خلال هذه الفترة؛ وفي المرة الوحيدة التي سحبت فيها إسرائيل المستوطنين عام 2005، تم ذلك بقرار أحادي الجانب، دون أي مفاوضات وخارج ما يسمى عملية أوسلو للسلام".

إلى ذلك، أشار المفاوض الإسرائيلي السابق إلى أنه بعد انتهاء الحقبة التي سمحت ببروز "أوسلو" على الساحة، على كل من مستوى خصوصيات السياقات الإسرائيلية الفلسطينية المحلية، أو الجغرافيا السياسية الإقليمية، فإنه "من الضروري لكل من يريد تصور مستقبل فلسطيني إسرائيلي مختلف وتطوير استراتيجيات لتحقيقه فهم السياق آنذاك والآن كذلك".

ما بعد "أوسلو".. 
قال المفاوض الإسرائيلي السابق خلال مفاوضات أوسلو وطابا، دانيال ليفي، إنه فيما يخص المستوى المحلي: "تميزت السنوات التي تلت اتفاقية أوسلو بانتفاضة فلسطينية شعبية في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وغزة والقدس، فيما انخرطت الفصائل السياسية الفلسطينية السرية والحركات النسائية والنقابات العمالية وقطاعات كبيرة من المجتمع المدني في سلسلة من الإضرابات والاحتجاجات والعصيان المدني والاشتباكات غير المسلحة إلى حد كبير ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي وإدارته العسكرية".

وأكد المتحدث نفسه أن رد دولة الاحتلال الإسرائيلي كان "وحشيا" مردفا "لكنه شكل إشارة إنذار، حيث كان استمرار الاحتلال لمدة عقدين من الزمن ممكنا دون أن تدفع إسرائيل الثمن، لكن الأمر لم يعد كذلك مع الانتفاضة الأولى". 

اظهار أخبار متعلقة


أما بخصوص المستوى الدولي، أشار المفاوض الإسرائيلي السابق إلى أن "الإسرائيليين وجدوا أنفسهم في مركز اهتمام غير مسبوق وتحت ضغط غير عادي، غير أن هذه الضغوط مورست كذلك على منظمة التحرير الفلسطينية، التي كان مقرها في تونس بعد نفيها من لبنان، والتي بدا أن قيادتها الخارجية بدأت تتراجع ميدانيًّا لصالح الفصائل من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأضاف: "زاد الوضع الحرج لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية بسبب حرب الخليج الأولى التي شنتها الولايات المتحدة في عام 1991 بعد غزو العراق للكويت، بعد أن اختارت القيادة دعم صدام حسين ضد تحالف ضم العديد من الدول العربية. كما أن حرب الخليج ودعم العديد من الدول العربية لواشنطن شكل كذلك ضغطا على إسرائيل، وتسبب في إطلاق عملية سلام متعددة الأطراف في مدريد".
التعليقات (0)