سياسة عربية

جمعية بريطانية تجمع تبرعات لـ"رفاهية جنود الاحتلال في غزة".. ومطالبات بالتحقيق

جمعية بريطانية تجمع تبرعات للجرحى من جنود الاحتلال- الأناضول
جمعية بريطانية تجمع تبرعات للجرحى من جنود الاحتلال- الأناضول
طالبت منظمات حقوقية بفتح تحقيق في نشاط مؤسسة خيرية بريطانية تجمع التبرعات لجنود في جيش الاحتلال شاركوا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة متهمين بارتكاب جرائم حرب بحق الفلسطينيين في القطاع.

ووجه الحقوقيون والناشطون طلبا إلى لجنة المؤسسات الخيرية في بريطانيا بفتح تحقيق حول هذه الجمعية المعروفة باسم “أصدقاء رفاهية الجنود الإسرائيليين في المملكة المتحدة "UK-AWIS" التي تعمل على جمع التبرعات للجنود الإسرائيليين.

اظهار أخبار متعلقة


وقالت الجمعية في منشور لها على موقع فيسبوك نشر في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي: “كل تبرع سخي يسمح لنا بتوفير الضروريات بشكل أفضل لجنودنا في الخطوط الأمامية في عملية السيوف الحديدية”.

ثم أعادت الجمعية طلب التبرعات في منشور جديد لها نشر في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني جاء فيه: "من المستحيل تجاهل ارتفاع عدد الجنود المصابين في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة". وأرفقت الجمعية طلب جمع التبرعات عن طريق رابط يقوم المستخدم من خلاله بالتبرع للجمعية.


وأضاف المنشور: "نتيجة لذلك، فقد قررنا الاستجابة لنداء "جيش الدفاع الإسرائيلي" والشروع في برنامج جديد لمساعدة الجنود المصابين وعائلاتهم بقسائم بقيمة 5000 شيكل لكل منهم خلال هذه الفترة العصيبة" بحسب وصف المنشور.

وتابع المنشور بأن "هذه القسيمة ستمكن عائلات الجنود المصابين من اتخاذ قرار مستقل لشراء ما يحتاجونه بحسب ما يرونه مناسباً. يرجى مساعدتنا في الحصول على أكبر عدد ممكن من هذه القسائم" بحسب الجمعية.

وكشف موقع ميدل إيست آي البريطاني في تقرير له عن نشاط هذه الجمعية مبينا أن جماعات الحملات المؤيدة للفلسطينيين والجمعيات الخيرية التي تجمع التبرعات لدعم الجهود الإنسانية في غزة تساءلت عن ما إذا كان من الممكن اعتبار هذه القضية مسعى خيريًا نظرًا لحجم الخسائر في صفوف المدنيين التي أوقعتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار تقرير الموقع البريطاني إلى أن “عدد القتلى الحالي، مع استئناف القتال بعد هدنة استمرت أسبوعًا، أكثر من 15 ألفًا، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية”.

اظهار أخبار متعلقة


ونقل عن طيب علي، مدير المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين، قوله: “من الضروري أن تقوم لجنة المؤسسات الخيرية بالتحقيق في مؤسسة خيرية تدعم أعضاء قوة عسكرية أجنبية حيث توجد أدلة مهمة على أن أفرادها العسكريين قد يكونون متورطين في أعمال إرهابية وانتهاكات خطيرة للقانون الدولي”.

وأضاف: “لا ينبغي جمع الأموال العامة البريطانية أو استخدامها لدعم الجنود حيث إن القيام بذلك قد يجعل المؤسسة الخيرية متواطئة في جرائم حرب لا يمكن اعتبارها في حد ذاتها متوافقة مع أهدافها الخيرية”.

وقال كاتب التقرير إنه اتصل بمكتب المنظمة الخيرية التي تتبرع للجنود الصهاينة في لندن، لكنهم أغلقوا الخط بمجرد علمهم باسم “ميدل إيست آي”.

وأكد التقرير على مخالفة الجمعية التي تمول جنود جيش الاحتلال لقوانين الجمعيات في بريطانيا، حيث يُطلب من المؤسسات الخيرية في المملكة المتحدة أن تخدم غرضا يحقق منفعة عامة وتنظمه لجنة المؤسسات الخيرية.

وتنص الإرشادات التي نشرتها اللجنة على أنه من المتطلبات القانونية أن “أي ضرر أو ضرر ينجم عن هذا الغرض يجب ألا يفوق المنفعة”.

واتهمت منظمات حقوقية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، و”هيومن رايتس ووتش”، ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة بارتكاب جرائم حرب.

وقال نور شودري، رئيس منظمة “المعونة الإنسانية“، وهي مؤسسة خيرية إنسانية لها فرق على الأرض في غزة، لـ”ميدل إيست آي”: “من المقلق للغاية أن يُسمح لجمعية خيرية خاضعة لتنظيم المملكة المتحدة بجمع الأموال علناً للجناح العسكري لدولة الفصل العنصري، وتسهيل أعمالها الإبادة الجماعية في فلسطين”.

ويضيف: “يجب على مفوضية المؤسسات الخيرية أن تقوم بدورها في حماية المؤسسات الخيرية من التواطؤ في جرائم الحرب”.

وأشار تشودري إلى التصريحات التي أدلى بها الشهر الماضي أورلاندو فريزر، رئيس مفوضية المؤسسات الخيرية، والتي قال فيها إن الهيئة التنظيمية لن تسمح للجمعيات الخيرية بأن تصبح “منتديات لخطاب الكراهية أو التطرف غير القانوني” وتعهد “بالتعامل بقوة مع أولئك الذين يرتكبون أعمالا عمدا أو متهورة ويسيئون استغلال جمعياتهم الخيرية”.

وأكد تشودري: “ننتظر معلومات عن الخطوات المتخذة في هذا الصدد”.

ذراع لجمعية تمولها وزارة الدفاع الإسرائيلية
ولفت التقرير إلى أن جمعية UK AWIS، هي الذراع البريطانية لمنظمة إسرائيلية، معروفة باسم “رابطة الجنود الإسرائيليين”، التي تمولها وزارة الحرب الإسرائيلية وتعمل بشكل وثيق مع جيش الاحتلال.

وتصف الجمعية نفسها بأنها “الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها تقديم التبرعات مباشرة إلى جنود جيش الدفاع الإسرائيلي ووحدات جيش الدفاع الإسرائيلي”.

وهدفها الرئيسي، وفقًا لموقعها على الإنترنت، هو “تعزيز رفاهية أبناء وبنات إسرائيل الذين يرتدون الزي العسكري. UK AWIS هو واحد من العديد من الفروع حول العالم التي تعمل بنشاط على جمع الأموال لمجموعة واسعة من المشاريع والمرافق التي تعزز رفاهية جنود إسرائيل”.

وتشمل الخيارات المتاحة للمانحين على موقع UK AWIS حزمة رعاية لمدة ثلاث سنوات بسعر 75000 جنيه إسترليني (95000 دولار) من أجل “تبني وحدة قتالية تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي”.

كما أنها تمول مشاريع لدعم “الجنود المنفردين” في "إسرائيل"، والعديد منهم مجندون من الخارج بما في ذلك المملكة المتحدة الذين يتطوعون للقتال في جيش الاحتلال.

ووفقا لأحدث تقرير سنوي لها، فإنها قدمت في العام الماضي تمويلا بلغ إجماليه أكثر من 110 آلاف جنيه إسترليني (139 ألف دولار) لمشاريع للمساعدة في رفاهية الجنود، وتقديم المنح الدراسية للجنود السابقين المحرومين، وتجديد المرافق الترفيهية لأغراض ترفيهية.

ولفت التقرير إلى أن منظمة AWIS في المملكة المتحدة تعرضت للتدقيق بشأن الظهور الإعلامي من قبل أحد أمنائها، وهو العقيد ريتشارد كيمب، وهو ضابط بريطاني سابق كان معلقًا بارزًا على الحرب في غزة.

اظهار أخبار متعلقة


وفي الشهر الماضي، تعرضت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) لانتقادات بسبب إجراء مقابلة مع كيمب دون الإشارة إلى دوره كأحد أمناء UK-AWIS.

وفي مقابلة أجريت مؤخراً مع إحدى المدونات المؤيدة لـ"إسرائيل"، نُقل عن كيمب وصفه قتل المدنيين في غزة بأنه “ضروري”.

وفي تعليقه على الدعوات واسعة النطاق لوقف إطلاق النار، فإنه نُقل عن كيمب قوله: “كان الناس يشاهدون عددًا كبيرًا من المدنيين يُقتلون والدمار داخل غزة. كثير من الناس لا يفهمون سبب ضرورة ذلك ويصرون على أنه يجب أن ينتهي”.

وفي حديثه إلى مجندي جيش الاحتلال الإسرائيلي في مقطع فيديو تم نشره على قناة UK AWIS على “يوتيوب” في وقت سابق من هذا العام، قال كيمب: “معركتكم هي معركة من أجل بقاء دولة إسرائيل، ولكنها أيضًا معركة من أجل بقاء الحضارة الغربية التي تواجه اليوم هجمة ضارية من نفس العدو الذي تواجهه”.
التعليقات (0)