فنون منوعة

نجلاء سعيد تكتب عن والدها الناقد ووطنها فلسطين

غلاف كتاب نجلاء سعيد
غلاف كتاب نجلاء سعيد

 لا تخلد كتابات المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد وحدهاذكراه، فابنته "الفلسطينية - اللبنانية - الأمريكية المسيحية" كما تعرف عن نفسها، نجلاء سعيد تمشي على خطاه.
فقد ورثت جلاء التي ورثت عن أبيها عشقها للأدب ولوطنها الأم فلسطين، وأصدرت في الآونة الأخيرة  كتابها الأول بعنوان "البحث عن فلسطين"، والذي يختصر طفولة فتاة عربية تعيش في صراع في الولايات المتحدة الأمريكية، لتحديد هويتها الضائعة.
ويروي كتاب نجلاء سعيد (39 عاما) ذكرياتها الشخصية وسط عائلة فلسطينية - أمريكية، ومراحل طفولتها والمصاعب التي واجهتها بسبب الصراع الداخلي الذي واكبها لفترة من حياتها بحثا عن هويتها الضائعة، فقد وجدت نفسها ممزقة بين عالمين متباعدين من الصعب أن يلتقيا.
تُعرّف سعيد نفسها بكتابها على أنها امرأة "فلسطينية - لبنانية - أمريكية ومسيحية"، وتقول: "بدأت حياتي بصفتي أنكلو - ساكسونية، بروتستانتية، تعلمت في مدرسة خاصة ترتادها بنات الأرستقراطية الأمريكية، سبق أن درست فيها جاكلين كيندي (زوجة رئيس الولايات المتحدة الخامس والثلاثين جون كينيدي".
 وتشير إلى أنه بسبب ذلك شعرت بشيء من الضياع، يأتي "من منزل ممتلئ بالكتب والأقلام والسجائر والسجاد الشرقي والضيوف الفلسطينيين واللبنانيين"، ليزداد وعيها بعد فترة لحقيقة هذه التناقضات التي تعيشها.
وتطرقت نجلاء خلال توقيع كتابها في الجامعة الأمريكية في العاصمة بيروت هذا الأسبوع،لصدمتها الثقافية الأولى بحثًا عن هويتها وانتمائها.
وقالت إنها وبسبب "فوضى الانتماء" بدأت معالم الاضطراب تظهر لديها فأصيبت بمرض الأنوركسيا (وهو مرض فقدان الشهية). وتناولت تفاصيل هذه الأزمة التي نتجت عن صعوبة اكتشافها لهويتها وثقافتها إلا أنها.
وخصصت سعيد جزءًا من كتابها عن والديها، بدءًا بزواجهما وصولاً للمراحل التي أصيب خلالها والدها بمرض السرطان وكيفية تطور مرضه وخسارة وزنه وضعفه يوماً بعد يوم.
وتحدثت عن الطريقة التي حاول أن يعتمدها والداها في تربيتها، لافتة إلى أنها "كسائر أولاد المهاجرين كان من الصعب عليها فهم القيم المتناقضة، فقد شعرت بالحيرة من أنها البنت البكر لأم لبنانية ووالد فلسطيني معروف في نيويورك". 
وأشارت إلى صعوبات كبيرة كانت تواجهها بين حقيقة رؤيتها لوالديها باعتبارهما شخصان طيبان، وبين واقع ينظر فيه البعض إليهما على أنهما  "إرهابيان" لمجرد أنهما عربيان. 
وتعترف سعيد من خلال كتابها أنها حاولت في طفولتها الابتعاد عن الجذور والثقافة الفلسطينية رغم أنها كانت تعرّف نفسها على أنها فلسطينية.
وتعمل سعيد اليوم ممثلة مسرحية وكاتبة درامية في نيويورك، وأسست كذلك فرقة مسرحية عربية - أمريكية أطلقت عليها اسم "نبرة".
أما والدها إدوارد وديع سعيد الذي توفي في العام 2003، فكان أديبا فلسطينيا معروفا يحمل الجنسية الأمريكية ومدافعا عن القضية الفلسطينية، وعمل أستاذا جامعيا للغة الإنجليزية والأدب في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية، ونال شهرة واسعة خصوصاً في كتابه "الاستشراق" المنشور عام 1978 والذي قدم فيه أفكارا مؤثرة عن دراسات الاستشراق الغربية المتخصصة في دراسة ثقافة الشرقيين.
ومن أبرز أعماله: "جوزيف كونراد ورواية السيرة الذاتية" (1966)، "بدايات: القصد والمنهج" (1975)، "الاستشراق" (1978)، "مسألة فلسطين" (1979)، "بعد السماء الأخيرة" (1986)، "متتاليات موسيقية" (1991).
0
التعليقات (0)