سياسة عربية

حقيقة نسب تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الرئاسة

يقدر عدد المصريين في الخارج الذين يحق لهم التصويت بنحو ثمانية ملايين شخص - أرشيفية
يقدر عدد المصريين في الخارج الذين يحق لهم التصويت بنحو ثمانية ملايين شخص - أرشيفية

تباينت ردود الفعل بشأن نسب إقبال المصريين المقيمين في الخارج التي استمرت على مدار خمسة أيام في 142 دولة على مستوى العالم وأغلقت مراكز الاقتراع بها مساء الإثنين.

فبينما يرى معارضو الانقلاب العسكري أن الإقبال كان ضعيفا، وأنه عكس تمسك المصريين بالشرعية ومثل فضيحة للسلطة الحاكمة، يؤكد المؤيدون أنه زاد عن مشاركة المصريين في الخارج في كل الاستحقاقات الانتخابية السابقة.

وأعلنت وزارة الخارجية أن إجمالي أعداد الناخبين الذين شاركوا في التصويت بلغ 318 ألفا، متخطيا أعداد المصوتين في انتخابات 2012.

ويقدر عدد المصريين في الخارج الذين يحق لهم التصويت بنحو ثمانية ملايين شخص، وهو ما يجعل نسبة المشاركة قرابة 4% حيث سمحت السلطات للناخبين بالتصويت دون التقيد بالتسجيل في سجلات الناخبين، ما جعل من حق أي مصري في الخارج التصويت.

فضيحة سياسية

ويقول مراقبون إن سلطات الانقلاب وفرت تسهيلات غير مسبوقة للمصريين بالخارج لتشجعهم على المشاركة في الانتخابات حيث سمحت لكل من يحمل جواز سفر أو بطاقة رقم قومي التصويت في أي بلد يتواجد فيه حتى وإن كان زائرا وليس مقيما، ومع ذلك لم يزد عدد المشاركين هذه المرة عن المصوتين في الانتخابات السابقة بنسبة كبيرة.

وأصدر التحالف الوطني لدعم الشرعية بيانا الثلاثاء، أكد فيه أن التصويت بالخارج أظهر التجاوب مع دعوات المقاطعة التي أطلقها التحالف، حيث بلغ 4% فقط مقابل 44% في الجولة الأولى من انتخابات 2012.

وقال التحالف إن تصويت المصريين في الخارج "باطل قانونًا" بعد أن سُمِح للجميع بالتصويت "دون ضوابط وفي غياب قاعدة ناخبين"، مؤكدا أن التزوير والهزل بلغ مداه بعدم وجود قاعدة للناخبين.

وأكد أن دعوات المقاطعة حققت نجاحا كبيرا، وأن نسبة التصويت في انتخابات 2012 التي بلغت 44% "تزيد كثيرا" على نسبة الانتخابات الحالية "التي لم تتخط 4%، مشيرا إلى أن التصويت في تلك الانتخابات كان لخمسة أيام كاملة في حين كان في 2012 ليومين فقط.

واختتم التحالف بيانه بدعوة المصريين إلى مقاطعة التصويت في الداخل.

وقال بيان من حزب الحرية والعدالة إن امتناع المصريين في الخارج عن التسجيل في كشوف الناخبين أربك حسابات الانقلابيين ودفعهم إلى السماح بالتصويت لمن لم يسجلوا أسماءهم في كشوف الناخبين.

وأكد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية عمرو هاشم ربيع -في مقال بصحيفة "المصري اليوم" نشرته الثلاثاء- أن التصويت خارج مصر يشكل جرس إنذار لما سيكون عليه الوضع في تصويت الداخل، داعيا لتحرك عاجل لحث المصريين على المشاركة خاصة بين قطاعات الشباب".

أبهرنا العالم

على الجانب الآخر، يقول مؤيدو الانقلاب إن مشاركة المصريين في الخارج جاءت جيدة جدا، حيث أكد يسري العزباوي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية أنها جاءت موافقة لكافة الاستحقاقات السابقة.

وقالت الحملة الشعبية لدعم السيسي إن المصريين أبهروا العالم فى حرصهم على التصويت في الانتخابات.

ويقول المؤيدون إن إلغاء التصويت بالبريد الذي عمل به في الانتخابات السابقة لم يكن له تأثير على العدد الإجمالي للمصوتين كما كان يراهن دعاة المقاطعة.

وتشهد وسائل الإعلام المصرية الداعمة للانقلاب حملة محمومة لدفع المصريين إلى المشاركة في الانتخابات حتى يتعدى عدد المقترعين ما شهدته انتخابات الرئاسة السابقة، وإثبات أن ما حدث في 30 يونيو ليس انقلابا".

وتستأنف الانتخابات الرئاسية التصويت في داخل مصر يومي 26 و27 مايو الجاري.

وبدأت السفارات المصرية في إعلان نتائج أولية للتصويت، كما أعلنت الحملة الانتخابية للسيسي نتائج غير رسمية، أظهرت اكتساح قائد الانقلاب لتلك المرحلة من الانتخابات.

ووفقا للأرقام التي نشرتها وسائل إعلام مصرية فإن السيسي حصل على 296 ألف صوت بنسبة تقارب 94%، مقابل 17 ألفا لحمدين بما نسبته نحو 6%.

وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية في مصر عقد مؤتمر صحفي الأربعاء، لإعلان النتائج الرسمية لتصويت المصريين بالخارج، في أول انتخابات رئاسية بعد الانقلاب الذي أطاح بمحمد مرسي أول رئيس منتخب.

وقالت اللجنة في بيان لها مساء الثلاثاء -تلقى "عربي 21" نسخة منه- إن إعلان النتيجة النهائية سيتم بحضور مندوبي المرشحين للرئاسة عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي، ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني المحلية التي تتابع الانتخابات.

إعلام مبارك

من جانبه، قال المرشح حمدين صباحي إن نتائج تصويت المصريين بالخارج لا تعد مؤشراً على اتجاهات التصويت في داخل مصر".

وأوضح -خلال لقاء مع قناة التحرير- ، إنه سعيد جراء الإقبال الكبير على التصويت، بالرغم من حصوله على نسبه ضئيلة جدا من أصوات المقترعين، مؤكدا أنه سيحترم النتيجة أيا كانت.

وأكد صباحي أن هناك تجاوزات حدثت فى انتخابات المصريين فى الخارج ومن أبرزها توزيع الدعاية الخاصة بالمرشح المنافس داخل اللجان، لكنه لا يعتبرها مؤثرة في النتيجة النهائية.

وأكد المتحدث باسم حملة صباحي أن نتائج الخارج ليست مؤشرا على النتيجة النهائية للانتخابات، مشيرا إلى أن صباحي حصل على المركز الخامس في نتائج تصويت المصريين بالخارج في الانتخابات السابقة لكنه تقدم للمركز الثالث في النتيجة النهائية.

وأضاف عمرو بدر في تصريحات لصحيفة "المصري اليوم" الثلاثاء: "هناك 53 مليون ناخب بالداخل هم من سيحسمون السباق وليس 314 ألفاً بالخارج، نافيا شعور أعضاء الحملة بالإحباط بعد تلك النتائج".

وبرر بدر حصول صباحي على أصوات قليلة "بوجود مخاوف لدى بعض المصريين بالخارج من التصويت لصالحه حتى لا يتم ترحيلهم لمصر نتيجة الدعاية المغلوطة التي أوصلها إعلام دولة مبارك للمصريين بالخارج وأفهمهم أن كل بيت في مصر أمامه قنبلة فدفعهم لاختيار المرشح الذي سيحارب الإرهاب".
التعليقات (0)