كتاب عربي 21

حزب التحرير والخلافة الإسلامية وداعش: هل حان وقت المراجعة والتغيير؟

قاسم قصير
1300x600
1300x600
تأسس حزب التحرير الإسلامي على يد الشيخ تقي الدين النبهاني عام 1953 من أجل العمل لإقامة الخلافة الإسلامية، وبعد أن فشل الإخوان المسلمون في تحقيق هذا الهدف كما يقول قادة الحزب.

بعض الأدبيات عن حزب التحرير تقول إنه حدد 13 سنة للدعوة والتبليغ وعشر سنوات لإقامة الدولة؛ تأسيا بتجربة الرسول محمد(ص) منذ نزول الوحي عليه في مكة المكرمة، وإقامة الدولة في المدينة المنورة وصولا لفتح مكة، ولكن بعض المسؤولين في حزب التحرير ينفون هذه المقولة ويؤكدون أن الحزب لم يحدد فترة زمنية لإقامة الخلافة الإسلامية، وإن كان حدد الطريق لذلك من خلال نشر فكرة الدعوة لإقامة الدولة الإسلامية أو الخلافة الإسلامية ودعوة الأمة لتبني الفكرة، ومن ثم دعوة الجيوش أو أصحاب القرار في الدول العربية والإسلامية لحمل هذه الفكرة، وتطبيقها أو ما يسميه الحزب بالنصرة.

ومنذ تأسيس حزب التحرير عام 1953وحتى اليوم (أي بعد 61 عاما) على تأسيس الحزب جرت عدة محاولات انقلابية من قبل شباب وضباط موالين للحزب لإقامة الخلافة الإسلامية في أكثر من بلد عربي وإسلامي، ولكن هذه المحاولات فشلت رغم أن أفكار الحزب انتشرت في العالم العربي والإسلامي وصولا لدول أوروبية وآسيوية.

والمفاجأة التي يواجهها الحزب اليوم قيام تنظيم داعش بإعلان الخلافة الإسلامية أو الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، وقبل ذلك أقيمت الجمهورية الإسلامية في ايران وقامت حركة طالبان بتطبيق الأحكام الإسلامية في أفغانستان وتمت عملية تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان بعد وصول الإسلاميين إلى السلطة وتعتبر السعودية أنها دولة إسلامية وتطبق الشريعة الإسلامية، إضافة إلى وصول الإخوان المسلمين وقوى إسلامية إلى السلطة في أكثر من بلد عربي وإسلامي.

فكيف تعاطى ويتعاطى حزب التحرير مع هذه التجارب الإسلامية؟

 ولماذا لا يعترف الحزب اليوم أنه فشل في مشروع إقامة الخلافة الإسلامية ويعلن البيعة للدولة الإسلامية الجديدة؟

أو يلتزم بالعمل مع بقية الحركات والقوى الإسلامية من أجل تطبيق أحكام الشريعة أو الحكم الإسلامي بدلا من الاكتفاء بإصدار البيانات أو إقامة المؤتمرات أو الاستمرار بمحاولة القيام بانقلابات عسكرية للوصول للحكم في بعض الدول العربية والإسلامية.

وهل سيظل حزب التحرير يربط حل المشاكل في العالم العربي والإسلامي وتحرير فلسطين أو مواجهة العدو الصهيوني بإقامة الخلافة الإسلامية كما يتصورها ومتى سيتحقق ذلك وأين وكيف؟

المسؤولون في حزب التحرير يعتبرون أن كل التجارب الإسلامية لإقامة الدولة الإسلامية أو الخلافة الإسلامية، وآخرها ما قام به تنظيم داعش، هي تجارب فاشلة أو لا تلتزم بالمعايير الإسلامية التي وضعها الحزب؛ ولذلك فإن الحزب غير جاهز للبيعة لها أو العمل مع الحركات الإسلامية الأخرى، لأن معظم هذه الحركات إن لم يكن كلها تخدم دول الغرب أو القوى العميلة كما تقول منشورات الحزب وكما يقول مسؤولوه.

لكن بالمقابل متى سيعلن الحزب أن مشروعه لإقامة الخلافة قد فشل وأن أسلوب عمله لم يعد مناسبا ويجب تغيير الأساليب أو إعادة المراجعة والنقد لتجربته الإسلامية؟

يرد مسؤولون في الحزب على ذلك بالقول :إنهم اليوم مطمئنون لانتشار أفكار الحزب وطروحاته في العالم العربي والإسلامي، وأنهم مستمرون بالعمل لإقامة الخلافة الإسلامية وأن هناك محاولات عديدة يقوم بها شباب الحزب للوصول إلى الحكم وآخرها حصلت في باكستان، كما أن شباب الحزب في سوريا ودول عربية وإسلامية أخرى ينشطون بقوة واصبحوا عشرات إن لم يكن مئات الألوف ووصلوا إلى الملايين في دول أخرى، وأنه ليس من مسؤولية الحزب أن يحدد وقت إقامة الدولة أو الخلافة بل المهم العمل والتحرك.

إذن حزب التحرير لا يعترف بالخلافة الإسلامية الجديدة التي أقامها تنظيم داعش، والحزب مطمئن لدوره ونشاطه وانتشار أفكاره، وهو يجري مراجعات داخلية؛ لكن هذه المراجعات تؤكد صحة أفكاره وأسلوب عمله ولذا فإن الحزب لن يتغير، وهو الوحيد الذي سيقيم الخلافة الإسلامية، لكن متى وأين؟ لا احد يعرف سوى الله عز وجل كما يقول مسؤول في الحزب.
التعليقات (2)
مناصر الدولة ومبايع الخليفة البغدأدي
الجمعة، 28-11-2014 11:59 م
حزب التحرير أضاع على نفسه فرصة تاريخية بعدم مبايعة تنضيم الدولة الاسلامية والوقوف معهم في إنجاح مشروع الخلافة وأضاع على نفسه مجهود ستين عاما وأصبح ا?ن حديث حزب التحرير عن الخلافة لامعنى له وعندما تتأخر بيعة حزب التحرير لتنظيم الدولة الاسلامية إلى أن يزداد نفوذ تنظيم الدولة ويقوى سلطانه فلا معنى لهذه البيعة المتأخرة بعد هذا الخذلان .
سالم غنيم
الخميس، 04-09-2014 09:55 م
طول عمري وانا اسمع عن افكار حزب التحرير. .لكن لم ارى افعالهم..سوى توزيع المنشورات..واطالة اللسان على الحكام..ونقد التجارب الاخرى...دون ابداء اي تعاون مع تنظيم اخر..حتى انهم لم يحاولوا...ان الله يغير بالسلطان..مالا يغير بالقران. .شعارات..وبس..شبعنا تنظير..من ايام عبد الحي زلوم..مرورا ب عطا ابو رشته...الخ