كتاب عربي 21

علي بيه مظهر في الأمم المتحدة

محمد طلبة رضوان
1300x600
1300x600
ما الذي يمكن أن يضيفه سيناريو جديد لفيلم علي بيه مظهر، هذه الشخصية التي تبدو فاهمة في كل شيء في حين أنها تمتلىء تفاهة وغرورا وسطحية، ماذا لو حاول خيال السيناريست أن يذهب بشخصيته إلى الولايات المتحدة لإلقاء كلمة المجموعة العربية في قمة المناخ، لم يكتف الواقع بفشخ الخيال بل زاده سحلا وضربا وتقطيعا وقتلا ثم حرق جثته ورمى بها في القمامة.

لا يتعلق الأمر بطبيعة الطغاة، ولا يمكننا القول بأنه هكذا يتصرف الفاشيست، فحتى الطغاة لهم من اللياقة نصيب، ما يدور ببالي كلما رأيت السيسي وهو يحاول "التمريس" أن الطبخة شاطت على نيران الدولة العميقة التي لم تفلح في أن تكون هادئة، استعادة الدولة كان أكثر إلحاحا عليهم من انتقاء شخصية مناسبة، وتصديرها لضمان عدم تكرر ما حدث في الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2011.

والآن نحن أمام ما يسمى برئيس الجمهورية، آت بانقلاب، بثورة مضادة، بعفريت أزرق، المهم أنه صار يمثلنا تحت قوة السلاح وذهب إلى الولايات المتحدة بوصفه رئيسنا، وكأن "الجرسة" جزء من قضاء الله وقدره على المصريين، يجب أن يشاهدنا العالم ككائنات حضارية متحفية تشبه البشر في بعض الملامح والحركات إلا أنها أقل عقلا، وعلما، وقدرة على الاتزان.

منظر السيسي بجوار بان كي مون في محاولة لالتقاط صورة عادية لا يدعو إلى السخرية كما انفجرت مواقع التواصل قدر ما يدعو إلى الأسى، ما هذا، وماذا فعلنا بأنفسنا، ولماذا يرضى لنا بعض شركائنا في هذا الوطن، من أهلنا على كل حال، بأن يكون هذا منظرنا؟، يبدو رئيس البلاد كما لو أنه فرحان بالفسحة "اللي بلاش" ولا ينقصه سوى أن يتعلق برقبة بان كي مون، ويصرخ لكي يشتري له غزل البنات.

يحاوره التليفزيون الأمريكي حول موقف بلاده من "داعش" فيرد "مش لما تجيبوا طيارات الأباتش اللي أنتوا حايشينها"، مرة أخرى يبدو كممثل كوميدي قادر على كسر خيال المؤلفين إلى ما ورائه من عبثيات ومساخر حصرية، أتذكر أحمد راتب في مسرحية "الزعيم" وهو يخبر عادل إمام بأنه سيصبح رئيس الجمهورية وكل الناس سوف تطلب منه، فيجيبه: طب يجيبوا عشرة جنيه الأول!!
 في مواقف مشابهة يتبع أولاد البلد، من سماسرة الطريق، وصبيان العوالم لغة أكثر احتراما، والتفاتا، "شخلل يا بلدينا عشان تعدي"، "اهرش"، "بلاغيك لعدم الإحراج"، السيسي لم يفلح حتى في تحصيل أدب السماسرة والعوالم.

لا حزم العسكري، ولا كياسة السياسي، ناهيك عن مرافعة عبد الفتاح القصري في فيلم الأستاذة فاطمة، المسماة بكلمة المجموعة العربية، نحن في ورطة، وليس كما يتصور البعض من أن الثورة لم تكن تحتاج لأكثر من عبد الفتاح السيسي كي تستعيد مكانتها، وتنتصر على الدولة العميقة، وتتجاوز انتكاستها في 3 يوليو 2013، فالخصم إذا وصل إلى هذه الدرجة من الضحالة صار أخطر من الخصم الذكي، خاصة مع امتلاكه لبعض أوراق اللعبة.

ليس في الأمر محاولة لاستدعاء المؤامرة العالمية على مصر، إلا أنه من غير المعقول اعتبار النظام الدولي حليف، نحن في النهاية خصوم، ومصر هي الدولة الوحيدة القادرة على تغيير خريطة هذه المنطقة، ومن ثم إعادة رسم خريطة العالم، وموازين القوى، من جديد، ولا أظن خصما سياسيا لبلادنا يمكن أن يتمنى لها أكثر من طاغية ساذج ومثير للضحك والاشمئزاز، السيسي "رجلهم" بامتياز، يمكنك أن تعبث بتشكيل ما بين المعقوفتين كما شئت.

الرئيس المزعوم، حبيب الملايين، دخل إلى الفندق في سيارة إسعاف هربا من المصريين هناك، فيما ترك ورائه إعلامييه لينالوا بعضا من تقريع المصريين، هارب من المصريين في كل مكان، في بلاده، وخارجها، ورجاله من المطاردين آناء الليل وأطراف النهار، في مصر لا يمشون إلا بحراسة، وفي أمريكا ظنوا أن الوضع مختلف، فجاءهم الناس من كل فج ليخبرونهم أنهم خونة، وأن الشارع لا يصدقهم، ردود فعل الإعلاميين على ما حدث معهم وممارستهم الكذب الفاضح بشأن حقيقة ما حدث وهوية من هاجموهم (بالقول) يكشف عن سفالة غير مسبوقة في ممارسة الكذب و"السلبطة"، في المرة القادمة عليكم اصطحاب المواطنين الشرفاء معكم على طائرة الرئيس أو إرسالهم قبلها بـ 24 ساعة كي يفرشوا الأرض رقص وزغاريد.

في أيام الثورة المجيدة، كانوا يستأجرون علينا البلطجي بـ 200 جنيه، أخبرنا أحدهم بذلك حين أمسكنا به، وأخرج من جيبه الورقة وقطعها، ومن خبرة الميدان يستدعي كمال أبو عيطة الرقم نفسه، ويخبرنا أن الإخوان استأجروا معارضي السيسي في أميركا بـ 200 دولار، وأن البلطجية الخواجات هم من أخبروه بذلك.

"سنرد على أي رئيس ينسحب خلال كلمة السيسي"

يصرح بها مندوبنا الدائم في الأمم المتحدة في محاولة لمنافسة "اللمبي" في اصطياد زبائن لعزاء "عم باخ"، حيث يدرك مندوب المبيعات المصرية أن بضاعته رديئة، وأن بعض من يحترمون أنفسهم قد ينسحبوا حرصا على سمعتهم أمام شعوبهم، عبث لا ينتهي، وأوهام لدى الغربيين بأنهم استطاعوا احتواء ثورات الربيع العربي، وبأن العسكر والحوثي وداعش قد أجهزوا على ما تبقى منها، إلا أن الغد القريب يحمل للجميع أكثر مما يتصورون من مفاجآت.
التعليقات (15)
tarek
الخميس، 02-10-2014 05:02 م
انتوا لسه بتقولوا انقلاب ؟ ده المحلات قفلت والمصانع قفلت والبيوت فضيت والناس في الشارع كانوا اكتر من الهواء نفسه وتقولي انقلاب يا منافق يا مريض نفسي انا بجد مش مصدق بغض النظر عن انتمائاتي واني مع ثورة 25 يناير وضد الفساد وعزبةمبارك الا اني فعلا مع السيسي في هذه المرحلة الخطرة بالرغم من عدم قبولي ان تكون السلطة والنظام من المنظومة العسكرية الا انه لا يجوز ان تكون لغيرها في هذه المرحلة لانها ليست مرحلة اجتماعية او اقتصادية او اي شيء غير امنية ..... المرحلة الحالية عايزة دكر فعلا ومش اي دكر ... دكر يلم اشكالكم ويحافظ علي البلد ويحميها لعدم السماح بتحويلها الى سوريا او العراق او اليمن او تونس او..تو.. مرحلة مؤقتة ده المفروض واتمني ان تيتغير الحال بعد ذلك .. والحمد لله فعلا ان ربنا نجد مصر بشخصية محبوبة من اغلبية الشعب اللي شفته يوم 30 يونيو ان البلد وقفت كل مجالات الحياة بمصر توقفت تماما وتوقلي انقلاب روح منك لله يا مريض ... انت وعشيرتك الارهابية التي ضرت البلد كلها .. انا احكم بما اراه والذي رايته كتير وخاصة ان عشيرتك امام عيني لم يكونوا سلميين .. اغلبيهم بصراحة مضحوك عليهم ولكن من يحركهم وقادتهم خونة وقتلة ومن اندس في المعتصميين كانوا الجناح العسكري للاخوانك الارهابيين او شباب مغيب فاكر انه بيجاهد ضد اخوه العسكري الغلبان ولا الظابط اللي بيضحي بروحه علشانه .. ويكفيني اني تعرضت لحادثة امام يعيني للارهابيين اخواتك السلمييين يشرعون في قتل صديقي امام عيني لمجرد اعتراضه مسيرتهم السلمية !!! وبالرغم من اني معك في العديد مما كتبته من اراء خاصة بفساد الاعلام واسلوبه في التطبيل ومعاك ان السيسي ليس هو الرئيس الكفئ من العديد من الجوانب الا انه هو او مؤسسته العسكرية هي رجل المرحلة بكل المقاييس وطز في الدعم وطز في الفقير وطز في كل حاجة الفترة الحالية في سبيل امن وامان مصروالمصريين واناء الله الدنيا والنظام بعد المدة 4 سنوات وبعد الاستقرار يتغير ويكون فعلا المؤسسة الرئاسية مدنية باذن الله ده امل لكن السؤال هل سيترك المؤسسة العسكرية ذلك مستقبلا ؟!! يارب
خالد
الخميس، 25-09-2014 02:24 م
على فكره عبد الفتاح القصرى كان احسن من مليون مره
Amr
الخميس، 25-09-2014 01:52 م
مقال رائع كالعاده ومن سخرية القدر ان علي بيه مظهر بيلقي قفشاته وكذبه ينتحر احد مواطني كوكبه مشنوق في عمود اعلانات
محب محمد عبد الله
الخميس، 25-09-2014 10:31 ص
بغض النظر عن محتوي المقال الا اني اقول للكاتب لا فض فوك من كلماتك التي اجبرتني ان اقراء المقال بتركيز واكثر من مرة
ام اياد
الخميس، 25-09-2014 08:16 ص
فعلا انتم مجرد مرضي نفسيين . الرئيس السيسي فعلا بطل قومي .. الاخ الكاتب النار املت قلبه لدرجه انه فقد البصيره وبيشتم ويهرتل .. الاخوان المجرمون في حق الاسلام والوطن يستخدمون كل الوسائل القزره لاهانه السيسي والشعب المصري ..ولكن يخب الله رجائكم في كل مره ..قولو ماتشؤن مصر لن تعود للوراء ايها المضللون العملاء