صحافة إسرائيلية

محلل إسرائيلي: محاربة داعش غطاء لسيطرة إيران على العراق

برئيل: مشكلة العراق في أن هناك مليشيات كثيرة لا تأتمر بأمر الحكومة المركزية ـ أرشيفية
برئيل: مشكلة العراق في أن هناك مليشيات كثيرة لا تأتمر بأمر الحكومة المركزية ـ أرشيفية
حذّر المحلل الإسرائيلي المختص بالشؤون العربية تسفي برئيل، من أنّ حرب المليشيات الشيعية على "داعش"، ما هي إلا غطاء للسيطرة الطائفية والدينية على العراق، وتعميق للوجود الإيراني الراعي الرسمي للحرب.

وأكد برئيل في مقالته بصحيفة "هآرتس" الثلاثاء، أن الإدارة الأمريكية تغض الطرف مؤقتا عن نشاطات المليشيات الشيعية، ولا تعارض النشاطات العسكرية الإيرانية المباشرة في العراق طالما أنها تصب في اتجاه محاربة "داعش".

وشدد على أن مخاوف التمدد الإيراني في العراق لا تساور السنة فقط، بل إنها أيضا تثير مخاوف السعودية وباقي الدول الخليجية، حيث إنها تتشاور هذه الأيام مع مصر والأردن بهدف إقامة قوات عربية للتدخل السريع في العراق.
              
ونوه برئيل إلى أن المشكلة الحقيقية في العراق هي أن الجيش العراقي ليس القوة المسلحة الوحيدة. فهناك الكتائب الكردية، والمليشيات الشيعية، وقوات الصحوة السنية، والمئات من "المستشارين" الإيرانيين وعصابات الإجرام المسلحة، وجميعهم أقاموا قوات من المليشيا لا تأتمر بإمرة الحكومة المركزية.

وفي مناقشته للوضع العسكري في العراق في ما يتعلق بالجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي، كشف الكاتب مجموعة من الحقائق التي تزيد الأمور تعقيدا، حيث توصلت لجنة تقصي الحقائق الأمريكية، التي خرجت إلى العراق في شهر أيلول/ سبتمبر، إلى استنتاجات بائسة وكئيبة، فحواها أن حوالي نصف الخمسين لواء من الجيش العراقي فقط مناسبة للدعم العسكري. أمّا باقي الألوية فهي عالقة في السياسة الطائفية والدينية، فيما ولاؤها الوطني موضع شك. 

وأضاف برئيل أن التقارير التي وصلت في الأشهر التي تلت ذلك تعرض صورة قاتمة أكثر. ووفقا لها فإنه من بين الـ14 لواء فقط يوجد خمسة فقط جاهزة للقتال، ومن بين 60 – 240 كتيبة "تبخرت"، أو أنها قائمة على الورق فقط. وما لا يقل عن 50 ألف جندي عراقي مسجلون لدى القوى البشرية، ولكنهم عمليا لا يخدمون في الجيش.. وقال إن التسجيل الكاذب لهذه الأعداد الهدف منه تخصيص الميزانيات الكبيرة، التي تصل إلى جيوب كبار الضباط، وهو نموذج للفساد العميق الذي يحيط بالحكومة العراقية بشكل عام وفي الجيش بشكل خاص.

وأضاف أنه من الواضح من هذه المعطيات، أن الحكومة الأمريكية، التي استثمرت أكثر من 20 مليار دولار في بناء الجيش العراق بعد سقوط صدام حسين، غرقت في غيبوبة عميقة، استفاقت منها فقط بعد احتلال الموصل من قبل "داعش" في حزيران/ يونيو من العام 2014، عندما فر حوالي 60 ألف جندي وحاولوا النجاة بأنفسهم خوفا من مواجهة آلاف المقاتلين الإسلاميين.

وأوضح برئيل أنه من بقايا هذا الجيش يعتزم التحالف الدولي تأهيل حوالي 25 ألف جندي، ليحملوا على عاتقهم مهمة تحرير الموصل من أيدي "داعش"، وهي الخطة التي من المقرر تنفيذها في نهاية شهر نيسان/ إبريل أو بداية شهر أيار/ مايو. 

وقال إن القوة الأكثر فاعلية هي بأيدي المليشيات الشيعية، التي تعمل تحت عنوان "الحشد الشعبي" وتعد عشرات الآلاف من المقاتلين، وهذا الجسم شبه الرسمي تشكل في العام 2014، بعد احتلال الموصل، ومهمته هي كبح "داعش" وتحرير المناطق التي احتلها التنظيم. 

وأضاف أن ما لا يقل عن أربعة منظمات شيعية كبيرة تعمل تحت لوائها، ومن بينها "جيش السلام" (سابقا جيش المهدي)، الخاضع لرجل الدين مقتدى الصدر، كتائب الخراساني، الخاضعة لقيادة حراس الثورة، وهي بمثابة حزب الله العراقي، ومنظمة بدر، التي أقيمت في بداية العام 1980 كذراع عسكرية للمعارضة الشيعية ضد صدام.

ونوه إلى أنه إلى جانب هذه الجماعات بما في ذلك "الحشد الشعبي" يوجد آلاف المتطوعين غير المؤطرين. ويتلقى جميع مقاتلي "التجنيد" الرواتب، والطعام والخدمات الطبية، ويحظى قتلاهم بصفة "شهيد" باعتراف الدولة، بما في ذلك المخصصات لعائلاتهم. ونشاطاتهم العسكرية تأتمر بإمرة قيادة قوات القدس الإيرانية وتنسق معها، برئاسة قاسم سليماني.

وأكد أن إيران هي التي تزودهم بالتدريب والتسليح الأساسي لهم، بما في ذلك التدريب على استخدام المدفعية، وأجهزة الاتصال المتطورة في الطائرات بدون طيار. ووفقا لشهادات المقاتلين الذين ينتمون إلى "التجنيد الشعبي"، فإن كل نشاط عسكري يتم التنسيق له مسبقا مع كبار القادة الإيرانيين ويترافق بمدربين إيرانيين. 

وبحسب برئيل فإن قيادة أركان هذه القوات تتواجد في مقر الحاكم العراقي على اعتبار أنها جزء من الحكومة العراقية، على الرغم من أنها لا تتمتع بأي مكانة قانونية. وعدا عن ذلك، ففي الأسبوع الماضي خصصت الحكومة العراقية 60 مليون دولار لتمويل تأهيل هذه القوة، على الرغم من الانتقادات القاسية التي توجه نحو تصرفاتها الجنائية، التي تشمل أعمال النهب والقتل.

وأضاف أنه من المقرر أن تشارك هذه المليشيات الشيعية، وهي قوة مدربة ومنظمة أكثر من الجيش العراقي، في معركة الموصل. ووفقا للناطق باسم "التجنيد الشعبي" كريم النوري، فإنهم قد توصلوا إلى اتفاق تعاون مع قوات البيشمركة الكردية. ويتخوف الأكراد من أن عين هذه المليشيات لا تتجه صوب الموصل وحسب، وإنما باتجاه كركوك أيضا، التي هي محط خلاف بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية، حيث إن دخول القوات الشيعية إليها من شأنه أن يوقع حربا داخل القوات العراقية. 

ومن وجهة نظر السنة، فإن مشاركة المليشيات الشيعية في القتال هي أخبار سيئة. فهم يتخوفون، وهم على حق في ذلك، من أن الشيعة، لن يكتفوا بطرد "داعش"، بل إنهم سوف يقومون بتدمير العشائر السنية ليجعلوا من الموصل وكركوك مدنا شيعية كردية خالصة، وفقا لـ"برئيل".

وأشار إلى أنه داخل صفوف الحكومة العراقية، ليس الكل راضيا عن القوة الزائدة الممنوحة للمليشيات الشيعية، وبشكل خاص كونها محسوبة ذراعًا عسكرية لإيران، وهي قوة غير خاضعة للحكومة، على الرغم من أن الأخيرة تمول جزءا كبيرًا من نشاطاتها. كما أن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، وجه توبيخا لمنتقدي هذه المليشيات. 
التعليقات (1)
محمد السعيدي
الثلاثاء، 03-03-2015 06:50 م
قد تكون لي عدة ملاحظات على ماورد بالمقال لكون كاتبه معروف ا?نتماء للفكر الصهيوني المتشدد،لكني أتفق معه في إن مجمل ماسيلحق بعد طرد داعش من المحافضات المنتفضة هو تطهير مذهبي معروف ?هل السنة ستكون نتائجه كارثية على مواطنينا فيها. ومع إن من يسكن تلك المحافضات وقع بين المطرقة والسندان (داعش من جهة والمليشيات الصفوية والحكومة من جهة أخرى ) فإن أحلاهما أكثر مرارة من ا?خر ،فما هو العمل هذا ماسيكون له مقا? متكاملا في مجال آخر.