صحافة دولية

قذاف الدم لديلي ميل: تنظيم الدولة يخطط لـ9/11 في أوروبا

ديلي ميل: قذاف الدم يستغل المخاوف من تنظيم الدولة لتعزيز موقعه ومكانة عشيرته - أرشيفية
ديلي ميل: قذاف الدم يستغل المخاوف من تنظيم الدولة لتعزيز موقعه ومكانة عشيرته - أرشيفية
حذر أحمد قذاف الدم، ابن عم الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، من هجمات يقوم بها تنظيم الدولة على طريقة 11 / 9، التي نفذها تنظيم القاعدة ضد أهداف أمريكية.

وفي تصريحات له لصحيفة "ديلي ميل"، نشرتها على موقعها الإلكتروني، قال قذاف الدم إن الجهاديين في ليبيا يقومون بتجنيد المهاجرين الأفارقة، ويعدونهم بالحصول على "العذارى البيض". مضيفا أن الجهاديين سيقومون بدفع أكثر من نصف مليون مهاجر باتجاه أوروبا

ويشير التقرير إلى أن قذاف الدم، الذي عمل مبعوثا خاصا للقذافي عندما كان في السلطة، وعد بعقد مؤتمر عام وشامل يضم حتى تنظيم الدولة؛ للتباحث في مستقبل ليبيا. 

وترى "ديلي ميل" أن قذاف الدم يحاول استثمار المخاوف من توسع تأثير تنظيم الدولة، من أجل الحصول على تأثير في السياسة الليبية. وزعم المسؤول الليبي السابق أن ثلث الليبيين لا يزالون يدعمون العقيد معمر القذافي، الذي قتل في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2012.

تدريب المهاجرين

وفي اللقاء قال قذاف الدم إن الجهاديين سيرسلون: "ليس أقل من نصف مليون لاجئ إلى أوروبا هذا العام". ومن بين مزاعمه أن آلاف الجهاديين يقومون بتجارب وتدريبات ستنتهي بتوجيه ضربات في العمق الأوروبي شبيهة بهجمات تنظيم القاعدة في عام 2001. ويقيم قذاف الدم الآن في مصر، حيث تحدث للصحيفة وبلاده تعيش حالة من فوضى الحرب الأهلية. 

وتلاحظ الصحيفة أن قذاف الدم لا يزال مواليا لابن عمه الزعيم الراحل، حيث وصفه بـ"القديس"، ويأمل أن تحصل قبيلته على التأثير الكافي حتى يكون لها دور في تشكيل مستقبل ليبيا. 

وتنقل "ديلي ميل" عن المسؤول السابق تحذيره قائلا: "إن الوضع في ليبيا اليوم أسوأ مما كان في عهد معمر القذافي بعشرة أضعاف". وتواجه ليبيا اليوم صراعا بين حكومتين، واحدة في طبرق وأخرى في طرابلس، ويقول قذاف الدم إن الجماعات الإسلامية "تقوم بجلب المتطوعين إلى معسكرات القتال وتدربهم وتعطيهم المال، وتحدثهم عن جنة الله والحور العين اللاتي سيكنّ بانتظارهم". 

ويلفت التقرير إلى شريط الفيديو الذي أظهر ذبح 21 قبطيا مصريا، حيث لوّح أحد الجهاديين بسكينه باتجاه أوروبا قائلا: "سنلون مياه البحر المتوسط بدمائكم".

وتصف الصحيفة حكم القذافي، الذي استمر 42 عاما، بأنه اتسم بالديكتاتورية وملاحقة المعارضة والقضاء عليها، وقد نظر القذافي لنفسه زعيما للعالم الثالث، وفرض الكتاب الأخضر على السكان. واستخدم ثروة ليبيا النفطية لدعم الحركات المتمردة والثورية في أنحاء العالم كله، ومنها الجيش الإيرلندي الحر "أي آر إي"، وأرسل عملاءه لتفجير طائرة بانام الأمريكية فوق لوكربي. وتمت إعادة العلاقات مع الغرب عام 2004، حيث وقع مع حكومة العمال في بريطانيا عقدا لاستخراج الغاز بقيمة 120 مليون جنيه إسترليني.

استثمار المخاوف

ويقول التقرير إن قذاف الدم يحاول استغلال المخاوف من تنظيم الدولة؛ لجعل اسم الديكتاتور السابق قوة جديدة في الدبلوماسية الدولية، ويجد أن أي حل للأزمة الليبية يجب أن يضم تنظيم الدولة. وقال إن "هناك العديد من الإرهابيين، بينهم المهاجرون ما بين 10 إلى 50 ألفا، وكلهم متجهون نحو أوروبا، وعلى مدار عام أو عامين سنشهد 11 / 9 جديدة في أوروبا". 

وتجد الصحيفة أنه رغم عدم استبعاد الدول الأوروبية المخاطر الإرهابية القادمة من ليبيا، إلا أن هناك أدلة قليلة تشير إلى مخاطر حقيقية نابعة من المهاجرين. فمعظم الهجمات التي نفذت في باريس وكوبنهاغن نفذها مواطنون في تلك البلاد.

ويورد التقرير زعم المسؤول المنفي في مصر أن الإسلاميين بدأوا بتجنيد أبناء دول الصحراء الأفريقية للقيام بهجمات في أوروبا. وقال: "نعمل لإنقاذ ليبيا، وإن لم نفعل ذلك اليوم، فإنه سيكون من المستحيل علينا أن نفعله غدا"، مشيرا إلى أنه يرغب بتنظيم مؤتمر تشارك فيه الأطراف كلها، وبينهم الجهاديون. 

يورانيوم

وتفيد الصحيفة بأن قذاف الدم ادعى أن الجهاديين ربما كان بحوزتهم ستة آلاف برميل من اليورانيوم، وهي التي كانت ضمن حراسة الحكومة الليبية، ودفنتها في الصحراء قريبا من بلدة سبها، ويقول: "أعتقد أن لدى تنظيم الدولة اليورانيوم، لأنهم يسيطرون على المناطق، وهم ليسوا حمقى ويعرفون كيف يحصلون على المال، ولهذا فقد يحاولون بيعه". 

ويوضح التقرير أنه بناء على ما تقدم فإن اليورانيوم، الذي تبلغ قيمته 400 مليون دولار أمريكي، قد تشتريه دول منبوذة مثل كوريا الشمالية. ولا يعرف مكان اليورانيوم، وحاول فريق من وكالة الطاقة الذرية زيارة ليبيا في كانون الأول/ ديسمبر 2013، وليس معلوما إن عثر الفريق على مكانه أم لا.

وتقول الصحيفة إن قذاف الدم يحاول استخدام هذه المخاوف لتعزيز موقعه ومكانة عشيرته، لكن قانونا مثيرا للجدل صدر في حزيران/ يونيو، وهو قانون العزل السياسي، الذي يقضي بمنع المسؤولين السابقين من المشاركة في الانتخابات. 

شعبية القذافي

ويستدرك التقرير بأنه بالرغم من ذلك، إلا أن قذاف الدم يعتقد أن الزعيم السابق لا يزال يحظى بدعم شعبي لدى مليوني شخص على الأقل. ويقول إن الكثير من الليبيين نادمون على الثورة، ويرحبون بعودة أتباع القذافي. 

وتكشف الصحيفة عن اعتراف المسؤول الليبي بأنه قد "ارتكبت أخطاء" في عهد القذافي، ولكنه يرى أن الوضع أسوأ مما كان عليه في عهد النظام السابق، ويقول: "يجب أن نكون جزءا من الحل، والناس يريدون عودتنا، في ليبيا العلاقة الاجتماعية أهم من السياسية. ونحن لسنا حزبا سياسيا، ولكننا بنية اجتماعية". 

ويرى قذاف الدم أن الحل يقتضي جمع الأطراف الفاعلة كلها، ويقول: "دع المافيا تجلس معا"، مشيرا إلى أنه على اتصال مع الأطراف جميعها "فنحن لا ننتظر القوى الغربية، ولا أن ينزل المطر من السماء، ولكننا نعمل من أجل إنقاذ ليبيا"، بحسب الصحيفة.

ويذكر التقرير أن المسؤول الليبي السابق دعا الأطراف الدولية إلى توفير السلاح ودعم الجيش الوطني. ويقول إنه يخطط للقيام بجولة في بريطانيا والدول الأوروبية، من أجل حشد الدعم لخطته التي يدعو إليها.

وتشير الصحيفة إلى أن النظام المصري اعتقل قذاف الدم عام 2013، ومن ثم خرج من السجن، بعد الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي. 

القذافي وأفريقيا

وتبين "ديلي ميل" أن قذاف الدم عندما يتحدث عن ابن عمه وطريقة قتله، يخرج عن الواقع، ويتهم الغرب بتدبير الثورة ضده، بعد أن اكتشف الغرب اقتراب القذافي من تحقيق حلمه بإنشاء الولايات المتحدة الأفريقية، التي كانت ستنافس الولايات المتحدة الأمريكية "أعتقد أن الغرب يتعامل مع أفريقيا على أنها منجم ثروات العالم". 

ويؤكد قذاف الدم في اللقاء أن توحيد أفريقيا سيجعل ثرواتها الخام تجلب أسعارا عالية. وقال إن تعيين ابن عمه ملك ملوك أفريقيا كان من أجل وضع خطة لمواجهة الغرب. وتحدث عن علاقة القذافي بأفريقيا قائلا: "لقد قطعنا 30 ألف ميل على طول القارة، ونمنا في الصحراء والغابات، وتناولنا طعامهم، ولبسنا ملابسهم، وحضر الملايين للاستماع إليه فقد سيطر على قلوبهم، ومنحهم الأمل، وأنه ستكون لهم أفريقيا موحدة أكبر من الولايات المتحدة الأمريكية". 

ويستدرك التقرير بأن قادة الدول الأفريقية كانوا يتعاملون مع الفكرة على أنها غير عملية. وعبر رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، عن ارتياحه لسقوط نظام القذافي؛ لأن الأخير كان يستفز قادة الدول الأفريقية للحصول على تأثير في القارة.

نظرته للساسة الغربيين

وتذكر الصحيفة أنه ليست نظريات المؤامرة فقط هي التي تضر بفرصه المتواضعة للقاء المسؤولين الغربيين، بل إن أوصافه للسياسيين واختياره لألفاظ منتقاة في وصفهم تحد من تلك الفرص، فمثلا وصف قادة بريطانيين مثل توني بلير بأنهم "يتبعون الأمريكيين مثل الكلب"، وقال إن على هيلاري كلينتون "العودة إلى المطبخ"، بدلا من البحث عن فرصة للرئاسة. وبين أنه في الوقت الذي كان فيه جورج بوش الأب جيدا، إلا أن ابنه كان "مجنونا". وقد حظي رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيليفو برليسكوني، ببعض الكلمات الجيدة من قذاف الدم، فقد كانت علاقته مع الزعيم السابق جيدة "كان صديقنا، ثم ضربنا بالقنابل"، وأشار إلى الحكم الصادر ضد برليسكوني، وقيامه بعمل اجتماعي و"الآن يكنس شوارع روما".

ممثل عشيرة القذاذفة

ويجد التقرير أنه بوفاة معظم أفراد عائلة القذافي، يبرز قذاف الدم زعيما يمثل "النظرة الجديدة للقذاذفة"، فقد قتل عدد من أولاد القذافي، خاصة مستشاره لشؤون الأمن القومي معتصم، وقُتل سيف العرب، وهما من أقل أبناء القذافي ظهورا، وقد قتلا بالغارات الجوية التي قام بها الناتو. أما من نجا منهم فهو في بالسجن مثل الساعدي، لاعب كرة القدم السابق ، وسيف الإسلام، أكثر أولاد الزعيم السابق ظهورا، والحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة لندن. كما وسجن محمد قذاف الدم، شقيق أحمد، المتهم بالمشاركة في حملة لاغتيال وملاحقة المعارضة للنظام في أوروبا، وهو في السجن الآن.

وتشير الصحيفة إلى أن بقية الناجين من عائلة القذافي هم هانيبال المعروف بحياته الباذخة، واعتقل عندما قاد سيارته "البورش"، وهو في حالة من السكر أمام  قصر الشانزليه في باريس، ويعيش الآن مع زوجته في الجزائر. أما زوجته صفية فركش وابنته عائشة، وهي محامية، وابنته بالتبني حنا وهي طبيبة، فإنهن الآن في عمان.

ويوضح التقرير أنه بالرغم من أن بقية عائلة القذافي ابتعدت عن الأضواء حتى الآن، إلا أن قذاف الدم لا يزال يتمتع بتأثير مهم في ليبيا، بحسب بعض الخبراء.

وتنقل الصحيفة عن المحلل السياسي الليبي حافظ الغويل، قوله: "قذاف الدم أكثر شخصية بارزة في قبيلة القذاذفة ولديه تأثير. ما يميزه أنه معتدل، ولا يبدو أن يديه ملوثتان بالدماء؛ لأنه لم يكن متورطا في السياسة الداخلية، ومشكلته أنه يظهر ويبدو كأنه معمر القذافي". 

ويفيد التقرير بأن المسؤول الليبي السابق يتمتع بتأثير قوي في ليبيا، ووالدته تنتمي لقبيلة أولاد علي، التي تسيطر على مناطق واسعة من الصحراء. وتتعامل قبيلته معه كأنه رئيس دولة. 

وتختم "ديلي ميل" تقريرها بالإشارة إلى قول الغويل: "قذاف الدم يتمتع بعلاقات واسعة في المشهد العربي، حيث عمل مبعوثا خاصا لمعمر القذافي خلال الـ42 عاما الماضية، ويثق السعوديون به ثقة عمياء". ويرى أن مؤتمرا يجمع أطراف المعادلة السياسية كلها "مهم لإشراك النظام السابق في المعادلة السياسية، فقد دفعنا في العراق ثمن استبعاد شريحة واسعة من السكان ممن كانت لهم علاقة بصدام حسين، ولا نزال ندفع الثمن".
التعليقات (3)
الصديق الغرياني
الخميس، 05-03-2015 04:40 م
كلمه كله كدب في كدب واضح انه ورا الكلام هدا مطامع في السلطه والعوده الي ليبيا التي لن ولن ترضي بعودته هو وكل اتباع النظام السابق
صالح منصورادم
الأربعاء، 04-03-2015 11:04 م
ستنتصرليبيا وتقاوم الارهاب والتطرف بفضل ابنائها الشرفاء ماتنسوليبيا انجبت عمرالمختار
سعيد الفشاك
الأربعاء، 04-03-2015 12:37 ص
قديس !هكذا مرة واحدة ،ما ذا في مقدوري آن أقول ،الم يحاول قتله مرارا ،وليسال أخته عنه .