سياسة عربية

حملات دهم في "بانياس" خوفا من مصير "إدلب"

مظاهرة سابقة في مدينة بانياس ـ ويكيبيديا
مظاهرة سابقة في مدينة بانياس ـ ويكيبيديا
تعيش مدن الساحل السوري توترا أمنيا غير مسبوق، بعد سقوط مدينة إدلب في يد الثوار، حيث دشنت عناصر الأمن العسكري التابعة للنظام حملة دهم وتفتيش للمنازل في أحياء مدينة "بانياس" المعارضة، فيما تم إعفاء الأحياء الموالية من هذه الإجراءات. 

وشرعت عناصر الأمن العسكري، في الأيام القليلة الماضية بإخراج الناس من بيوتهم وتفتيشها بشكل كامل، مع التدقيق في بطاقات جميع أفراد الأسرة حتى الأطفال منهم، بقصد "المسح الأمني" الدقيق للمدينة. 

وكشف أحد سكان مدينة "بانياس"، يدعى أحمد، في تصريح لموقع "عربي 21"، تفاصيل ما حدث بالضبط، والتبريرات التي قدمها الضباط المشرفون على هذا المسح، وأكد أنه طال جميع مدن الساحل السوري، لكن بشكل متفاوت.

وقال أحمد: "ما إن يحل الظلام، حتى تبدأ دوريات الأمن بالتجوال كالمسعورين في أحياء المدينة، التي تكون خالية تماما من المتجولين، فقد فرض علينا النظام حظر التجوال منذ المساء وحتى الصباح، منذ اندلاع الثورة والأحداث التي رافقتها في مدينة بانياس".

وتابع أحمد، "في الأيام القليلة الماضية بدأ عناصر الأمن العسكري بـ"المسح الأمني" على كل بيوت المدينة، حتى لم يبق فيها بيت واحد لم يشمله المسح، وجرى التدقيق على بطاقات الجميع، وتم اعتقال الكثير من النازحين الذين أمضى بعضهم قرابة السنة في هذه المدينة، يعملون بحثاً عن لقمة كريمة لأطفالهم".

وذكر أحمد أن "عناصر الأمن يتحججون بأن مسلحين من إدلب قد دخلوا المدينة، وأنهم يتخوفون من أن يكون مصير بانياس مشابها لإدلب، وهو ما جعل كل قواهم تستنفر بمثل هذه الإجراءات في مدن الساحل".

وأضاف أحمد في حديثه لـ "عربي 21": "بتنا نشعر أن أنفاسنا باتت محسوبة لدى النظام، وكل ما يجري حتى في عقولنا، فلا أمان لنا في بيوتنا ولو في ساعات متأخرة من الليل، فالعناصر قد يطرقون الباب مستائين في أي وقت يريدونه".

وعن وضع الشباب والنشطاء في هذه المدينة، يقول أحمد: "اعتقل النظام الكثير من الشباب الذين لازالوا في سجونه إلى الآن، ولا نعرف من بقي منهم حيا ومن مات، فبين الحين والآخر يقوم عناصر الأمن بتسليمنا جثامين بعضهم".

 وسجل بأنه "قد يكتفون أحيانا بإبلاغ الأهل أن ولدهم قد مات على أيدي "الإرهابيين" دون أي تفسير ودون أي اعتراف بمسؤوليتهم عن حياته بعد اعتقاله. أما من بقي من الشبان فقد هاجروا إلى خارج البلاد، إذ إن مصيرهم كان مهددا منذ اللحظات الأولى لانطلاق المظاهرات في بانياس".

وأوضح، "لذا فإن بانياس الآن خالية بشكل شبه تام من فئات الشباب، مما جعل الشلل يدب في كثير من نواحي الاقتصاد في هذه المدينة، كأحد الظواهر الجانبية لاختفائهم، وهذا ما ساهم أيضا في غلاء بعض الموارد البحرية بشكل خيالي".

وشدد أحمد على أن قسم المدينة الموالي لا يعرف هذه الإجراءات، قائلا: "الحياة هناك شبه طبيعية فلا حظر للتجوال ولا اعتقالات، وهناك الكثير من الشباب المطلوبين للاحتياط يرفضون ذلك علنا، ونحن نشعر بهذا التمييز من النظام منذ وصوله للسلطة، ونعرف جيدا أن هناك من يتضامن معنا، إلا أن الأمن يمنع حتى هذا، فأنا أعرف الكثيرين ممن يريدون الوقوف إلى جانبنا ولا يستطيعون فعل هذا".

وفي ختام اللقاء، أكد أحمد أن "أهل الساحل هم عائلة واحدة ضمن عائلتهم السورية، يميزون جيدا بين النظام وأهل الساحل، ولن يسمحوا بكسر معادلة العيش المشترك التي دأب نظام الأسد على نسفها منذ وصول الأسد الأب للسلطة".


التعليقات (1)
أحمد
الثلاثاء، 05-05-2015 06:48 م
"أهل الساحل هم عائلة واحدة ضمن عائلتهم السورية، يميزون جيدا بين النظام وأهل الساحل، ولن يسمحوا بكسر معادلة العيش المشترك التي دأب نظام الأسد على نسفها منذ وصول الأسد الأب للسلطة".