سياسة عربية

معارك بين "الدولة" والثوار جنوب دمشق والنصرة تنفي مشاركتها

يشهد حي القدم اشتباكات بين الثوار وتنظيم الدولة - أرشيفية
يشهد حي القدم اشتباكات بين الثوار وتنظيم الدولة - أرشيفية
نفى مصدر مقرب من جبهة النصرة المعلومات التي يتداولها سكان حي القدم حول مساندة الجبهة لتنظيم الدولة في القتال الذي يجري في حي القدم الدمشقي، وأكد على اتخاذها موقف الحياد، فيما شدد على وقوف الجبهة ضد كلّ من تسول له نفسه من الفصائل المسلحة لعقد هدنة أو مصالحة مع النظام الذي يجب أن توجه جميع البنادق إلى صدره لوقف نزيف الدم السوري.

من جانب آخر، استمرت الاشتباكات، بين تنظيم الدولة والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام بمساندة فصائل الثوار لليوم العاشر على التوالي، في حيي القدم والعسالي المتجاورين.

مصدر مقرب من جبهة النصرة قال لـ"عربي21": "المعارك التي تدور رحاها الآن في هذا الحي الذي يسيطر التنظيم على أكثر من نصفه، هي في حقيقتها معارك مؤجلة".

وأضاف: "لكن دخول أطراف تابعة للنظام، مثل قائد الدفاع الوطني في دمشق، فادي صقر، إلى الحي وتسريب بعض المعلومات عن إجرائه محادثات مع الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وفصائل أخرى لعقد هدنة أو مصالحة، دفع باتجاه تجدد المعارك"، حسب قوله.

يُذكر أن الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام تحرك لعقد مصالحة مع التنظيم تسبق مفاوضاته مع النظام خشية هجوم يشنه التنظيم، كما حدث في مخيم اليرموك عندما دار الحديث عن محادثات لتوقيع هدنة بين النظام ومجموعة أكناف بيت المقدس في مخيم اليرموك، قبل أن يقتحم التنظي المخيم ويسيطر عليه قبل أشهر.

وقبل أقل من أسبوعين، انهارت المصالحة بين تنظيم الدولة والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام على خلفية مقتل أحد مقاتلي تنظيم الدولة واعتقال مقاتل آخر.

وقد شن التنظيم هجوما واسعا على حي القدم، نجم عنه مقتل عدد من المسلحين من الطرفين، واستيلاء التنظيم على أسلحة وذخائر لفصائل الثوار، فيما قام التنظيم باعتقال أحد القياديين في حي التضامن المجاور لمخيم اليرموك.

وقال أحد المقاتلين في الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، لـ"عربي21"، رافضا الكشف عن هويته، إنه "يدور حديث عن مساع لعملية تبادل بين الطرفين" وفق قوله.

من جانب آخر، أكد المصدر المقرب من جبهة النصرة أن "الجبهة وأحرار الشام لم يشتركا في معارك حي القدم، كما أن التنظيم لم يطلب المساندة، ونحن لم نعرض عليه مساعدتنا له".

ورأى المصدر أن ما وصفها بالشائعات "تستهدف بالأساس النيل من جبهة النصرة وأحرار الشام وتشويه صورتهما، بعد أن رفضا الانخراط بأية مشاريع تتعارض مع تعاليم الشريعة الإسلامية، ومنهجهما الجهادي"، حسب تعبيره.

ويضيف: "معركتنا الحقيقية هي مع النظام، وإننا ضد أي فصيل يتعامل مع النظام، أو ينوي عقد مصالحة أو توقيع هدنة من شانها تضييق الحصار علينا كمقاتلين وعلى الأهالي الذين نعيش بينهم".

وردا على سؤال لـ"عربي21" عن صحة المعلومات التي يتداولها السكان في حي القدم حول النية لعقد مصالحة سرية مع قوات النظام لفتح ممرات لنقل البضائع إلى الحي للتخفيف من معاناة السكان المحاصرين، يقول المصدر في جبهة النصرة: "هذه معلومات مؤكدة، لكننا نرفض مثل هذه المصالحات التي لا بد أن تكون مقابل شروط قاسية تخدم النظام".

أضاف: "نحن بإمكاننا، كفصائل مسلحة، أن نحقق هذه الأهداف بما نمتلكه من مقاتلين وسلاح، لكن أمرا كهذا لا يتحقق إلا مع توفر الإرادة الحقيقية والتكاتف والكف عن المتاجرة بأرواح المسلمين"، حسب تعبيره.

ويتساءل المصدر في ختام حديثه لـ"عربي21": "منذ عامين ونحن محاصرون هنا، ولا نسمع من بعض الفصائل سوى نحن محاصرون وليس لدينا سلاح، فمن أين تخرج كلّ هذه الأسلحة عندما يتعلق الأمر بقتال الفصائل فيما بينها؟"، وفق قوله.
التعليقات (1)
خميص
الثلاثاء، 15-09-2015 11:47 م
وبالاخير يجيلك احيمق يقولك داعش عميلة للنظام بينما نراها تحاول ان تقطع كل يد تمتد للصلح مع النظام