صحافة دولية

ميديا بارت: رحلة مثيرة للاجئ سوري من حماة إلى أوسلو

يتساءل اللاجئون عن كيفية استقدام أسرهم وماذا سيحدث لهم إذا رُفضت مطالب لجوئهم - أرشيفية
يتساءل اللاجئون عن كيفية استقدام أسرهم وماذا سيحدث لهم إذا رُفضت مطالب لجوئهم - أرشيفية
نشرت صحيفة "ميديا بارت" الفرنسية، تقريرا حول رحلة اللاجئ السوري "وسام" (37 عاما)، من مدينة حماة السورية إلى مدينة أوسلو بالنرويج، التي استغرقت شهرا وثلاثة أيام.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "وسام" قام بتوثيق أكثر الأوقات العصيبة التي مر بها خلال هذه رحلته، قبل أن يصل إلى بر الأمان، غير أنه في حاجة الآن إلى أن يجد زوجته وأطفاله الأربعة الذين تركهم وراءه في حماة.

وأضافت أن "وسام" اقتنع، في منتصف صيف عام 2015، بأن لا مكان له في سوريا، وبأنه في حاجة إلى مغادرة البلاد، بعد تعرضه لخطر الموت عديد المرات، وفقدانه لوظيفته، وتدمير منزله.

وأوضحت أن "وسام" لم يتردد في الهجرة، تاركا وراءه زوجته وابنته البالغة من العمر ست سنوات، والتي تعاني من تشوه خلقي في القلب. وفي 13 آب/ أغسطس؛ غادر وسام المنزل حاملا معه بعض المستلزمات، وفي جيبه جواز سفره وبعض المال، متجها غربا إلى ألمانيا أو السويد أو النرويج.

وبينت الصحيفة أن "وسام" هو اسم مستعار، فكغيره من السوريين، يفضل هذا المهاجر السوري عدم الكشف عن هويته؛ خوفا من تعرض عائلته التي بقيت في سوريا للاضطهاد.

وقالت إن "وسام" الذي كان مدرسا للغة الإنجليزية، لم يكن يفكر في السفر بشكل غير قانوني، غير أن تطورات الحرب أجبرته على ذلك، فلا مفر من السفر بهذه الطريقة بعد أن أغلقت السفارات الغربية مقراتها في سوريا، وحدّت من إصدار التأشيرات الإنسانية في الدول المجاورة لسوريا.

وقبل وصوله إلى أوروبا، كان وسام قد هرب من مدينته، التي كانت أحد مراكز الاحتجاجات ضد نظام بشار الأسد في عام 2011، متوجها إلى ميناء طرابلس في لبنان، ليركب عبّارة أوصلته إلى الجنوب الشرقي التركي.

وأضافت أن المهربين كانوا يستخدمون القوارب المطاطية "زودياك"، التي يصعب كشفها، للعبور بالمهاجرين من الشواطئ الغربية لتركيا صوب الجزر اليونانية في بحر إيجه.

وحتى يستطيع تمويل رحلة العبور، التي بلغت كلفتها 1400 يورو، اضطر وسام للنوم في الشارع مع الأكل مرة واحدة في اليوم، ليتمكن بعد ثلاثة أسابيع من الانتظار، من العبور باتجاه جزيرة "كوس" اليونانية.

وقرر وسام مغادرة تركيا في الساعة الثامنة ليلا من يوم 31 آب/ أغسطس، فركب القارب رفقة عشرات الرجال والنساء والأطفال من السوريين والعراقيين والأفغان والباكستانيين والغانيين، ليعبروا البحر الذي عرف بخطورته، وبكثرة ضحاياه في الأسابيع الأخيرة.

وذكرت الصحيفة أن "وسام" قضى ليلته في جزيرة "كوس" في أحد الفنادق، محاولا الحصول على بعض الراحة. وفي اليوم التالي علم بغرق قارب كان يعبر الطريق ذاتها التي عبرها البارحة، ومن بين الغرقى كان الطفل أيلان الكردي.

وقالت إن وسام أمضى تسعة أيام على جزيرة "كوس" ينتظر الترخيص الذي يسمح له بالتواجد على الأراضي اليونانية، والذي تدوم صلاحيته ستة أشهر بالنسبة للسوريين، و30 يوما بالنسبة لبقية الجنسيات.

وأوضحت الصحيفة أنه في غياب الآفاق الاقتصادية، فإن قلة من اللاجئين يبقون في اليونان، مشيرة إلى أن "وسام" اشترى خيمة للنوم على الشاطئ، قائلا: "كانت أعدادنا كبيرة، وكانت الظروف سيئة، وبدأ الناس بالاحتجاج للتعبير عن غضبهم، كما قامت الشرطة بضربهم، ومع ذلك حضينا بالترحاب من قبَل السكان والسياح، فقد أحضروا لنا زجاجات المياه، والمواد الغذائية، والملابس، ولعبا للأطفال، كما كان هناك الكثير من الصحفيين".

وأضافت الصحيفة أنه في 9 أيلول/ سبتمبر، ركب وسام عبارة متوجها نحو أثينا، ثم ركب حافلة متوجها إلى الحدود اليونانية-المقدونية، ومن هناك تابع المشي ليبدأ عبور البلقان، حيث قال: "حتى المجر، كان كل شيء يمر بسرعة وبسلاسة نسبيا، إلا أن الحدود الصربية المجرية كانت صعبة بشكل خاص".

وتابع وسام: "خيّم الظلام ونحن في الغابة، ولم يكن بإمكاننا رؤية أي شيء حتى إننا لم نكن نعرف موطئ أقدامنا، وكان كل شيء مخيفا، وخاصة مع مطاردة الشرطة لنا، وبعد عبور هذه الأدغال، ركبت سيارة تاكسي بمقابل 150 يورو، أوصلتني إلى بودابست".

وفي العاصمة المجرية؛ ركب وسام القطار متجها إلى فيينا، عاصمة النمسا، ومن هناك توجه إلى ميونيخ وشتوتغارت، ليصل في النهاية إلى ألمانيا في 13 أيلول/ سبتمبر.

وقال وسام: "شعرت بالارتياح، ولكني كنت متعبا جدا، ولا أعرف أين أذهب. نصحني أصدقائي بمواصلة المسير نحو الشمال، حيث يوجد العديد من اللاجئين".

وقالت الصحيفة إنه بعد يوم من وصول وسام إلى ألمانيا، أعلنت برلين أنه سيتم التكثيف من إجراءات المراقبة على الحدود، على الرغم من أنه خلال الأسابيع الماضية كان الألمان يستقبلون اللاجئين بكل حفاوة، ما أتاح الفرصة لـ63 ألف شخص أن يعبروا الحدود الألمانية خلال 15 يوما.

وأضافت أن "وسام" واصل رحلته تاركا هامبورغ، ومتجها إلى مالمو في السويد. وفي 16 أيلول/ سبتمبر. وصل أوسلو في النرويج. وقال وسام: "في هامبورغ ومالمو، نصحوني بالذهاب إلى المدن الشمالية البعيدة، حيث يقل عدد اللاجئين، وذلك بسبب تزايد مطالب اللجوء في ألمانيا والسويد".

وبحسب الصحيفة فإنه "بعد بضعة أيام وجد وسام نفسه وسط غابات الصنوبر في قرية جبلية تسمى ترومسو، وهناك لقي الرعاية الجيدة، فتم إيواؤه في فندق، كما تم تمكينه من وجبات الطعام والملبس والرعاية الصحية، والمساعدة القانونية". وقال وسام: "لم أكن أتوقع أن يكون لي منزل، كما أن المدينة رائعة، والناس هنا ودودون للغاية".

وقالت "ميديا بارت" إن "وسام" بدأ بحضور دورات في اللغة النرويجية، وأتيحت له فرصة لتقديم دروس حول عادات وتقاليد بلاده.

وأضافت أن اللاجئين يتساءلون عن المستقبل، وعن كيفية استقدام أسرهم، وماذا سيحدث لهم إذا رُفضت مطالب لجوئهم.
التعليقات (1)
بشير الحوراني
الجمعة، 06-11-2015 11:27 م
انا مواطن سوري من ريف درعا اجبرتني الحرب على مغادرة قريتي بسبب الخدمة العسكرية اللتي تجر الشباب على مقاتلة أهلهم وضلم الأبرياء لذلك قررت السفر إلى لبنان مع أهلي وهناك عشت حوالي الأربع سنوات وقد كان الشعب اللبناني مضياف بكل طوائفه وعندما أصبحت الضيوف أكثر صعوبة قررت الذهاب إلى أوروبا اللتي يضنها الكثيرون أنها جنة وأنا كنت اضن هذا فذهبت من لبنان إلى تركيا ومن تركيا ركبت البحر في رحلة خطيرة بالقارئ المطاطي إلى اليونان وبقيت يوم واحد فيها متوجهين إلى صربيا مقدونيا وكانت الدولتان ترحب بلاجئين وتقدم لهم كل ما يلزمهم من طعام وشراب ووصلنا إلى كرواتياسلوفينيا وكانت المعاملة سيئة وضقنا من البرد ما يكفي والنساء والأطفال امضو ليلة لا تنسى في سلوفينيا حتى قررت الحكومة النمساوية فتح الحدود ودخلنا النمسا ومنها إلى المانية وكانت المانية بكل المهاجرين إليها ترحب بهم ويشعر المهاجر أنه في بلده أما انا لم أبقى في ألمانيا ذهب إلى السويد ومنها إلى النرويج وبعد هذه الرحلة الطويلة اتمنى أن أعود إلى بلدي او إلى لبنان عند اهلي لأن هذه البلاد ليست جنة وليست كما نضن واتمنى إلى كل من يقرأ هذه الرساله أن لا يفكر بالسفر إلى اوروبا