سياسة عربية

الاحتلال يواصل احتجاز جثامين 50 شهيدا من شهداء "هبة الأقصى"

طالب ذوو الشهداء المحتجزة جثامينهم المؤسسات الدولية بالتدخل الفوري من أجل تسليم جثامين أبنائهم- غوغل
طالب ذوو الشهداء المحتجزة جثامينهم المؤسسات الدولية بالتدخل الفوري من أجل تسليم جثامين أبنائهم- غوغل
يواصل الاحتلال الإسرائيلي احتجاز جثامين العديد من الشهداء الفلسطينيين الذين وصل عددهم لـ50 جثمانا منذ اندلاع الهبة الشعبية الجماهيرية، ضمن سياسة اعتبرها مراقبون فلسطينيون قديمة جديدة.

وقال منسق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء سالم خلة، إن عدد الجثامين المحتجزة لدى سلطات الاحتلال تبلغ 50 جثمانا، كان آخرهم الشهيد محمد عبد الرحمن عواد من سلواد شمال مدينة رام الله.

وأكد خلة، أن الهدف من احتجاز جثامين الشهداء هو "ردع الشبان الفلسطينيين عن أعمال المقاومة وتخويفهم، بالإضافة إلى تحقيق مكاسب سياسية، وممارسة ضغوط على الفلسطينيين وأهالي الشهداء، وممارسة عقاب جماعي، والاحتفاظ بهم كرهائن".

وأشار إلى أن التحرك الشعبي الفلسطيني من خلال الخروج بمظاهرات ومسيرات مطالبة باسترداد جثامين الشهداء تصب في مصلحة القضية ويدعمها، مطالبا باستمرار الدعم ومواصلته.

من ناحية قانونية، أكد الباحث في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ياسر علاونة، أن "احتجاز جثامين الشهداء يعتبر ممارسة لا أخلاقية ولا إنسانية ومخالفة للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية، وأن الهدف من ذلك إلحاق أكبر قدر من الأذى والظلم والقهر بعائلات الشهداء".

وشدد علاونة أن "احتجاز جثامين الشهداء يشكل انتهاكا خطيرا للقوانين الدولية التي عمل الاحتلال على انتهاكها".

وأوضح أنه بموجب المادة 42 من لائحة لاهاي لسنة 1907 ففي الأراضي الفلسطينية التي تخضع لحالة احتلال حربي، يترتب عليها انطباق اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 الخاصة بحماية المدنيين زمن الحرب، إلا أن إسرائيل لا تسلم لهذا الموقف، وتتنكر لانطباق اتفاقية جنيف الرابعة على الأراضي الفلسطينية المحتلة تهربا من المسؤولية الدولية لخروقاتها المستمرة لأحكام هذه الاتفاقية.

وحول أسباب عدم لجوء أهالي الشهداء للمحاكم الإسرائيلية بطلب الإفراج عن جثامين ذويهم، أشار علاونة إلى خطورة هذا التوجه، موضحا أن التوجه إلى المحكمة الإسرائيلية من الممكن أن تعيق أي جهد يبذل، لأنه في حال كان هناك قرار قضائي فلن يكون بالإمكان حل هذا الملف إلا من خلال القضاء فقط، وقد يأخذ ذلك سنوات طويلة.

بدوره، رفض والد الشهيدة أشرقت قطناني من نابلس "الخضوع لأية شروط من قبل الاحتلال لتسليم جثمان ابنتي".

وأضاف، "أن رسائل الاستجداء والاسترضاء للاحتلال الإسرائيلي من أجل استرداد جثامين أبنائنا الشهداء لن تجدي نفعا حتى الآن".

وانتقد والد الشهيدة ضعف الحراك الشعبي والجماهيري وغياب المسؤولين عن التدخل للإفراج عن جثامين الشهداء، مطالبا بتحرك شعبي أكبر وأقوى حتى يتم الإفراج عن جميع الجثامين.

في السياق ذاته، اتهم شقيق الشهيدة مرام حسونة من نابلس إسرائيل بأنها تستخدم العقاب الجماعي لأهالي الشهداء من خلال احتجازها لجثمان أبنائها، وفرض شروط تعجيزية.

وطالب ذوو الشهداء المحتجزة جثامينهم المؤسسات الدولية والقانونية بالتدخل الفوري من أجل الإفراج وتسليم جثامين أبنائهم لإكرامهم ودفنهم وفق الدين.

وتواصل إسرائيل احتجاز جثامين أكثر من 50 شهيدا وشهيدة فلسطينية سقطوا خلال الهبة الشعبية الجماهيرية، من ضمنهم 13 شهيدا مقدسيا، بينهم أربعة أطفال.

يشار إلى أن مظاهرات جماهيرية غفيرة انطلقت في مختلف محافظات الضفة والقدس للمطالبة باسترداد جثامين الشهداء من الاحتلال الإسرائيلي، وأعقب المسيرات مواجهات بين المواطنين وجنود الاحتلال.
التعليقات (0)