حقوق وحريات

مصر.. منع الزيارة في العقرب إلى أجل غير مسمى

أهالي المعتقلين: الانتهاكات لا تقتصر على المعتقلين بل تتعداهم إلى أسرهم - عربي21
أهالي المعتقلين: الانتهاكات لا تقتصر على المعتقلين بل تتعداهم إلى أسرهم - عربي21
أغلقت سلطات الأمن المصري بسجن العقرب الزيارة أمام أهالي المعتقلين الخميس، حيث أخبرت الأهالي أن الزيارة سيتم منعها إلى أجل غير مسمى.

وطبقا لشهادات الأهالي الذين تواصلت معهم "عربي21"، فقد توجه عدد منهم الخميس إلى الزيارة في سجني العقرب وملحق المزرعة، لكنهم فوجئوا بالقيادات الأمنية للسجن تمنعهم، وفرضت حولهم طوقا أمنيا من الجنود.

وحينما تساءل الأهالي عن موعد فتح الزيارة، قال أحد الضباط: "الزيارة ممنوعة لسجن الملحق وسجن العقرب؛ لأسباب أمنية، ولن تفتح إلى أجل غير مسمى".

وربط الأهالي منع الزيارة بإضراب المعتقلين عن الطعام، واحتجاجهم على تردي أوضاع الاحتجاز، وتفشي الأمراض، وانعدام الرعاية الصحية، إضافة إلى الانتهاكات التي يتعرض لها الأهالي أثناء كل زيارة.

وكانت آخر تلك الانتهاكات ما حدث الأربعاء، حينما لطم أحد الضباط إحدى السيدات على وجهها، وقوله: "الأوامر جاتلنا نعاملكم بأكتر من كده، حتى لو هتوصل لضرب النار"، طبقا للأهالي. 

كما أمر أحد مسؤولي تنظيم الزيارات في العقرب بتحديد عدد الزيارات الداخلة إلى السجن الأربعاء، وقام بتحميل قطار نقل الأهالي "الطفطف" فوق حمولته بثلاثة أضعاف -طبقا لرواية أهالي المعتقلين- زاد على ذلك أن سائق القطار قاده بسرعة عالية أدت إلى انقلابه بجميع من فيه من ركاب، وبينهم نساء وأطفال.

وطبقا لشهادات الأهالي الذين تواصلت معهم "عربي21"، فقد تعرضت بعض النساء لحالات من الإغماء، وبعضهن لإصابات، كانت أشدها ما تعرضت له زوجة المعتقل عبدالوهاب مصطفى من إصابة بالغة بالرأس، أدت إلى دخولها في غيبوبة كاملة، ولم يقدم أي من مسؤولي السجن ومنظمي الزيارة أي مساعدة لها بنقلها إلى المستشفى، في حين قام الأهالي بذلك.  

وكان أحد المحامين قد نشر الثلاثاء أن الزيارة قد تم فتحها في سجن العقرب بشكل كامل، ما دفع الأهالي المتواجدين في محافظات أخرى إلى التوجه للعقرب الخميس، والمبيت أمامه، إلا أنه لم يتم السماح إلا لـ50 أسرة فقط من إجمالي 120 أسرة كانوا قد تواجدوا أمام السجن قبيل الفجر، طبقا لشهود عيان. 

وعلقت سارة، ابنة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر، على الحادث، والتي كانت ضمن شهود العيان قائلة: "‏تخيلوا المعتقلين لما يسمعوا أن الطفطف اتقلب، ومش عارفين يطمنوا علي أهاليهم، وتخيلوا الأهالي والطفطف بيتقلب بيهم، وتخيل أهالي الأهالي وهم قاعدين على أعصابهم، منتظرين خروج أهاليهم علشان يتطمنوا إن مفيش إصابات خطيرة، ‏معاناة فوق معاناة، ده كده ورئيس مصلحة السجون والمباحث بيبقو واقفين يتفرجو، كل ده بسبب تعنت الداخلية ومصلحة السجون وسوء تعاملها مع معتقلي العقرب وأهاليهم".

وقالت إيمان محروس، زوجة المعتقل الصحفي أحمد سبيع: "اليوم أبلغوا الأهالي أن الزيارات للعقرب أغلقت، طبعا لازم يغلقوها؛ كي لا نكشف انتهاكاتهم لأحبابنا، التي تؤدي بالطبع إلى موت، سواء سريع أو بشكل بطيء، أغلقوا الزيارات كي لا نعرض انتهاكاتهم التي تحدث مع الأهالي، خاصة بعد ضرب أخت بالأمس، وانقلاب الطفطف بنا وحالات الإصابات، ومنهم حالة ارتجاج في المخ وكسور في اليد". 

وأردفت: "أغلقوا الزيارة يا كل الإعلاميين ويا كل الحقوقيين، أغلقوا الزيارة يا دعاة الحفاظ على حقوق الإنسان، أغلقوا الزيارة، ولكن لنا رب قادر جبار سيقتص لنا ممن ظلمنا".

في السياق ذاته، بدأ أمس القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، المعتقل جهاد الحداد، ونائب رئيس حزب الوسط عصام سلطان، إضرابا عن الطعام؛ احتجاجا على أوضاع الاحتجاز داخل سجن العقرب.

وخلال منشور لوالدة جهاد الحداد عبر حسابها على "فيسبوك" قالت السيدة منى إمام: "يتم منع كل المستلزمات و الملابس الشخصية، ومنع خروجهم للتريض في الشمس في معظم الأحيان، ومنع دخول الطعام أو الماء من خارج السجن، ما يجبرهم على تناول طعام السجن القاتل، وبكمية لا تكفي، للبقاء على قيد الحياة، مع دفع مبالغ طائلة تعجز معظم الأسر عن توفير ثمنها للمعتقل".

وأضافت: "أكثر من عامين ونصف في هذه الظروف القاسية في مقابر انفرادية لا ترى الشمس وليس فيها نافذة، وحديثا يتم غلق الفتحة الوحيدة الموجودة في الباب التي يقدم من خلالها الطعام للسجين، ما يجعل المعتقل في عزلة تامة لن يصل صوته للخارج إذا أصيب بأي مكروه، كل ذلك بالإضافة إلى المعاملة المهينة لهم ولأهالي المعتقلين، وظروف الزيارة المستحيلة التي تستلزم المبيت أمام السجن قبلها، وتكون من خلف حائل زجاجي، ولدقائق معدودة، مع غلقها لفترات طويلة".

وأردفت والدة الحداد قائلة: "لقد تحول ابني جهاد الحداد إلى هيكل عظمي، ونقل إلى المستشفى في وقت سابق، بعد تعرضه لإغماء متكرر؛ نتيجة الأنيميا الحادة وسوء التغذية، لن تستطيع أجسادهم النحيلة -بهذا الطعام القاتل وبعيدا عن الشمس والتهوية والحركة- الصمود لفترة أطول، فهم مضربون قسريا؛ ولهذا كان الإضراب الطوعي هو الحل الوحيد أمامهم".
التعليقات (0)