سياسة عربية

السيسي يهدد معارضيه ويعيد مقولة "قوى الشر" (فيديو)

تجاهل السيسي أزمة الصحافيين المصريين- أرشيفية
تجاهل السيسي أزمة الصحافيين المصريين- أرشيفية
قال رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي إن "اللي يقف يوم "ثلاثة سبعة" (3 تموز/ يوليو 2013)، ما بيخافش"، فيما اعتبر أنه أقوى تهديد لمعارضيه، الذين خرجوا في مظاهرات ضده يومي 15، و25 نيسان/ أبريل الماضي، وينتوون الخروج في مظاهرات أخرى ضده أيام 8 و30 حزيران/ يونيو، و3 تموز/ يوليو المقبلة، في مناسبة مرور سنتين على تنصيبه نفسه رئيسا للبلاد، ومرور ثلاث سنوات على الانقلاب على الرئيس محمد مرسي.

وجاء تهديد السيسي في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال ببدء موسم حصاد القمح، صباح الخميس، من مدينة الفرافرة غرب البلاد، بعد أقل من 24 ساعة على مطالب اجتماع الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين له، بتقديم اعتذار رسمي، وإقالة وزير داخليته، مجدي عبدالغفار، عن جريمة اقتحام وزارة الداخلية لمقر النقابة، بحسب بيان للجمعية أصدرته في ختام اجتماعها الأربعاء.

ووصف السيسي مصر بأنها أشباه دولة، مؤكدا أن تكلفة المشروعات القومية بلغت تريليون و300 مليار جنيه.

وقال إنه ينتوي من شهر حزيران/ يونيو المقبل أن يكون له لقاء مع كل المصريين، وأن يقدم فيه كشف حساب بكل ما تم تنفيذه خلال السنتين (اللتين حكم فيهما)، معتبرا أن ما تم تنفيذه غير مسبوق، ويصعب على أي شعب تنفيذه في المدة التي تكلم فيها (السنتين)، بحسب تعبيره.

"ما تخافش.. إحنا معاك".

وفي البداية قال السيسي: "كلمتي معكم اليوم مختلفة شوية عن كلماتي السابقة.. وأنا في إسكندرية من كم يوم كنت ماشيا على الكورنيش من غير ترتيب،  ولقيت أتوبيس نقل عام، ولقيت الناس وقفوا، وبدأوا يحيوني، وقال لي أحدهم كلمة غريبة، قال: ما تخافش.. إحنا معاك".

وهنا تعالت هتافات بعض الحاضرين، من المحسوبين "فلاحين": "وإحنا معاك.. الله أكبر وتحيا مصر".

لكن السيسي تابع القول: "خلوني أقول الكلمتين اللي عاوز أقولهم لكل المصريين من خلالكم، فلو سمحتم لا تقاطعوني".

وأردف: "توقفت كثيرا: ليه قالوا لي كده: إحنا معاك.. ما تخافش".

وتابع: "ما عرفتش أرد عليهم لأنه ما كانش فيه فرصة لكن قلت سأرد عليهم من هنا.. لهم ولكل المصريين.. شوفوا: اللي يقف يوم 3 يوليو ما بيخافش.. خالص.. إنتوا مش واخدين بالكم.. قوى الشر كلها.. اللي يقف في نوفمبر 2013، ويدعو لحوار مع النظام في الوقت ده.. مابيخافش".

واستكمل حديثه: "اللي يقف في الكلية الحربية في يناير، ويقول إن مصر تدخل في نفق مظلم نتيجة السياسات دي مابيخافش..  اللي يقف، ويقول: هدي (سأعطي) مهلة 7 أيام لإنهاء الأزمة.. مابيخافش، اللي يدي48 ساعة أخرى.. مابيخافش".

واستطرد: "خلوا بالكم.. أقول هذا الكلام.. علشان أطمئنهم الأول.. وأطمئن كل مصري.. يمكن من كثرة الأحداث يكون قلِق.. أنا أخذت ألفين قرار في السنتين ونصف (سنة) اللي فاتوا.. واللي ياخذ القرار ما يخافش".

وأخذ السيسي يكرر العبارة الأخيرة: "اللي ياخد (يأخذ) القرار ما يخافش"، مضيفا: "حبيت أطمئن البسطاء المصريين، وأطمئنهم على مصر كمان"، على حد قوله.

دي بلدكم.. أشباه دولة

وموجها حديثه للمصريين قال السيسي: "الدولة دي لازم تبقى دولة حقيقية.. دولة حقيقية.. إحنا مش في دولة حقيقية.. خلوا بالكم.. طلوا على بلدكم بصحيح.. دي أشباه دولة.. مش دولة حقيقية".

وأردف: "نتكلم عن دولة قانون.. دولة مؤسسات.. دولة تحترم نفسها والعالم بيحترمها.. واوعوا تفتكروا أن الكلام ده هيتعمل، والناس هتسيبنا.. الناس مش هتسيبنا، وكل ما تنجحوا كل ما أهل الشر بيدوروا على مكايد أكثر، ويعملوا تخطيطا أكثر".

ومن جهته، قال أحد الفلاحين، مخاطبا السيسي: "أنت زعيم العالم والعرب والمصريين والأجانب".

وأضاف: "لا تحزن.. إن الله معك.. كلنا نقول: تحيا مصر، ويحيا السيسي، وتحيا القوات المسلحة"، على حد قوله.

وهنا ردَّ عليه السيسي بالقول: "تحيا مصر بكل أهلها.. ولازم نكون كلنا كده.. (ملوحا بقبضة يده)".

واستطرد: "لا يمكن أبدا نسمح بالاختلاف بينا وبين بعض.. وإنتوا كمان لا تسمحوا بالاختلاف أبدا".

وشدد على أن "مصر هتبقى كويسة مش بيَّ أنا"، مطالبا المصريين بأن يعرفوا "ايه اللي بيتعمل ليكم يا مصريين".

يا خسارة

وفي كلمته تابع السيسي قوله إن ما تم تنفيذه غير مسبوق، وإنه يصعب على أي شعب تنفيذه في المدة التي تكلم فيها، مؤكدا أن تكلفة المشروعات القومية بلغت تريليون و300 مليار جنيه.

وزعم أنه "تم إنجاز 5 آلاف كيلو في الشبكة القومية للطرق، وأن الشبكة عملت ربطا لمصر، وأنه تم عمل 135 كوبريا (جسرا) في أنحاء الجمهورية، وأنه مع نهاية العام سيصل العدد إلى 150 كوبريا"، وفق قوله.

وأضاف: "شبكة الكباري رفق بالناس.. أليست رحمة بالمواطنين لمَّا أعمل شبكة طرق بالطريقة دي مساهمة في التنمية، ونقول الناس اللي عايزة تعمل استثمارات في مصر: لدينا بنية أساسية متطورة تليق بدولة حديثة".

وتابع: "ماكنتش باتكلم كتير عشان أهل الشر، ولكننا النهاردة بنصرف على سيناء أكثر من 20 لـ 30 مليار جنيه"، مردفا: "ولكن يا خسارة".

قلة إيرادات القناة "غير صحيح"

وبالنسبة لما تردد حول قلة إيرادات قناة السويس قال إن ذلك غير صحيح، مضيفا: "سمعت حد بيقول إيرادات القناة قلت، لا.. طبعا.. باقولكم لا طبعا يبقى ده كلام مسؤول.. ويمكن بتزيد".

وأضاف: "كنت جالسا مع مسؤول غربي كبير، وقال لي: "إدارتكم للأمور في مصر مثيرة للانتباه"، حسبما قال.

وأضاف: "أنا مابخافش، لو خفت مكنش حاجة من اللي تكلمت عليها اتعملت..  لا دلوقتي، ولا بعد 10 سنوات.. كل جنيه فيه كنت بأموت معاه عشان يوضع في المكان السليم".

وتابع: "فيه مشروع قومي، ومش هقدر أتكلم فيه".

مشروع مثير للجدل

وكان السيسي وصل إلى منطقة سهل بركة بواحة الفرافرة، الخميس، لإطلاق شارة بدء حصاد محصول القمح، ضمن المشروع القومي "المليون ونصف المليون فدان"، الذي قالت وزارة الزراعة إنها استصلحت منه عشرة آلاف فدان كمرحلة أولى، منها 7500 فدان قمح.

وافتتح السيسي محطة تنقية مياه الشرب الرئيسية بالمشروع، وأعطى إشارة بالبدء في استصلاح 21 ألف فدان أخرى بمنطقة الفرافرة الجديدة.

وكانت القوات المسلحة قالت إنها انتهت من تنفيذ 2000 منزل ريفى كاملة التشطيبات، وزراعة 10 آلاف فدان بالكامل في مدة لا تزيد على أربعة أشهر فقط، وإنه شارك في تحقيق هذا الإنجاز 100 ألف شاب وعامل ومهندس وضابط من مختلف المحافظات.

ويتبع مشروع "المليون ونصف المليون فدان" بالفرافرة شركة الريف المصري الجديد، التي تطرح الشروط الخاصة بالاستفادة من المشروع خلال الفترة المقبلة.

لكن المشروع يلقى انتقادات قوية من خبراء ري واقتصاد، مؤكدين أنه مشروع وهمي، وأن تكلفته مرتفعة، وأنه ليست له عوائد قوبة.

وعلى الرغم من أن كلمة السيسي جاءت بعد ساعات قليلة من الاحتجاجات الحاشدة التي نظمها الصحفيون الأربعاء أمام نقابتهم وطالبوا الرئاسة باعتذار رسمي عن اقتحام الشرطة للنقابة واعتقال صحفيين منها، إلا أن السيسي تجاهل الأزمة تماما وتفرغ للإشادة بإنجازاته وتخويف المصريين من مؤامرات خارجية وداخلية تستهدفهم.


التعليقات (0)

خبر عاجل