مقابلات

محمود حسين: معارضة الانقلاب تتزايد والغضب الشعبي يشتعل

الأمين العام لجماعة الإخوان محمود حسين نفى وجود اتصال للجماعة مع سلطات الانقلاب- أرشيفية
الأمين العام لجماعة الإخوان محمود حسين نفى وجود اتصال للجماعة مع سلطات الانقلاب- أرشيفية
رفضنا دعوات القبول بالأمر الواقع احتراما لشرعية الشعب.. وسنظل على موقفنا
لم يحدث تواصل مباشر مع العسكر.. ولا توجد مبادارات إقليمية أو دولية لحل الأزمة
سننفتح أكثر على المجتمع الداخلي والدولي وفق المعطيات والظروف المسموح بها
ستظل الجماعة في قلب الحراك الثوري حتى يزول الانقلاب وتعود الشرعية للشعب
نراجع أداء الجماعة باستمرار ولا نترك ثغرة إلا ونعالجها
النصر قادم لا محالة لكن موعده بيد الله.. ونحن نأخذ بالأسباب
خلافات معسكر الانقلاب أشبه بصراعات اللصوص مع بعضهم البعض
رقعة المعارضة للانقلاب تتزايد والغضب الشعبي يشتعل
الإخوان ليسوا في مقدمة ولا مؤخرة المشهد.. ونؤمن بمشاركة الجميع
دور الجماعة بعد إسقاط الانقلاب لن يكون كما كان قبل 3 يوليو 2013
نعيش زمن المعادلات المقلوبة.. ونحن أولى بأن يعتذر لنا كل من ساند الانقلاب
توقعنا حدوث انقلاب عسكري ولذلك قرر المرشد خروجي مع جمعة أمين من مصر
 
حوار: طه العيسوي
 
كشف الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية الدكتور محمود حسين عن أنهم تلقوا اتصالات تهدف للضغط على الجماعة للقبول بالأمر الواقع، ونسيان الرئيس مرسي والدماء التي سالت في رابعة والنهضة وغيرهما.
 
وأكد "حسين" في حوار خاص لـ "عربي21"- أن "الإخوان" رفضوا "تلك العروض، وما زالوا يرفضونها، وسيظلون على رفضها، وفاء لتلك الدماء واحتراما لشرعية الشعب المصري"، مؤكدا عدم طرح أي جهات إقليمية أو دولية على الإخوان أي مبادرات لحل الأزمة.
 
وأوضح أنه لم يحدث أي تواصل مباشر مع نظام السيسي باستثناء اتصالات العسكر فور انقلابهم ببعض وزراء حكومة الدكتور هشام قنديل من الإخوان، لكي يواصلوا عملهم ضمن حكومة الانقلاب، وكذلك اتصالات وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم ورئيس أركان القوات المسلحة حينها صدقي صبحي بوزير الإعلام صلاح عبد المقصود لحضور اجتماع ما أسموه بحل الأزمة. 
 
وفي الوقت الذي أقر فيه الأمين العام لإخوان مصر بأنهم لم ينتصروا، شدّد على أن الانقلاب لم يستقر ولم ينجح، وأن النصر قادم لا محالة إلا أن موعده بيد الله، مشيرا إلى أن رقعة المعارضة للانقلاب - حتى من بعض أنصاره- تتزايد، والغضب الشعبي يشتعل، وهو ما يؤدي لقوة صف الثورة، وتآكل مؤسسة الانقلاب.
 
وفيما يلي نص المقابلة كاملا:
 
كيف ترون تطورات المشهد السياسي في مصر؟ وأين موقعكم من هذه التطورات؟

منذ الانقلاب العسكري لم يعد هناك مشهد سياسي بالمعنى الحيوي، فقد احتكر الانقلاب بأنصاره المشهد سياسيا وإعلاميا وحتى إنسانيا واجتماعيا، فقد تابعنا كيف يقوم الجنود بتوزيع معونات تموينية على الناس، وتابعنا كيف يرعى الجيش حملات طبية. 
لقد احتكروا كل شيء في مصر، ولم يتركوا من المشهد أي مساحة ولو صغيرة للقوى السياسية التي أيدتهم ودعمت انقلابهم، فاختفت تلك القوى تماما من المشهد. 
ولم يتبق في المشهد على الجانب الآخر سوى أولئك الصامدون الرافضون لهذا الانقلاب الغادر، ويشهد التاريخ أن هؤلاء لم يغيبوا عن ميادين وشوارع مصر يوما رفضا لهذا الانقلاب وسعيا لإسقاطه وكسره، لأكثر من ألف يوم، وقد دفعوا ضريبة باهظة من دمائهم وحريتهم وأموالهم ولم يصدهم ذلك عن رفض الانقلاب.
وموقع الإخوان في القلب من هؤلاء لا يتخلفون عنهم ولا يتقدمون عليهم، وسيظل الإخوان بإذن الله في موقعهم هذا دون أن يتزحزحوا قيد أنملة، حتى يزول هذا الانقلاب وتعود الشرعية للشعب المصري.
 
عشية تظاهرات جمعة الأرض صدر بيان من د. محمود عزت بشأن الخلافات الداخلية متجاهلا تظاهرات الجمعة، كما لم يصدر منه ولا من مكتب الإرشاد بيان بشأن التنازل عن الجزيرتين للسعودية.. فما تفسير ذلك؟

بخصوص بيانات الدكتور محمود عزت القائم بأعمال فضيلة المرشد العام، والبيانات التي تصدر من الداخل عموما، فهي تصدر في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، ولهذا ربما يتأخر إصدارها بعض الوقت، ولعل بيان الدكتور محمود عزت المشار إليه كان قد كتب قبل حدث الجزيرتين.
وبهذه المناسبة أود التأكيد على عدة أمور :
1-      أن الإخوان لم يتخلفوا يوما عن إعلان مواقفهم حيال القضايا الوطنية والقومية، وليس هناك ما يمنعهم عن ذلك فقرارهم مستقل ونابع من ضميرهم ووطنيتهم.
2-      موقف الإخوان طوال تاريخهم سيظل بإذن الله هو رفض التفريط في ذرة رمل واحدة من أرضهم، وهو ما عبر عنه الرئيس المختطف محمد مرسي: "أرض مصر حرام علي غيرها".
3-      إن حل مشاكل الحدود بين الدول العربية يجب أن يكون في إطار التفاهم الأخوي الذي يقرب بين الشعوب ويحفظ عليها علاقتها الودية، وإن تعذر فوفق القانون.
 
فكر الجماعة لا يعترف بوجود الحدود بين الدول الإسلامية.. فلماذا هاجمتم قرار ترسيم الحدود البحرية مع السعودية؟ 

الجماعة تعتبر المسلمين أمة واحدة، لا تفصل بينها حدود، ولا تعيقها سدود (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون). لكن ذلك لا يعني الفوضى التي ينتهزها أي طرف للسطو على ما في حوزة طرف مجاور من الأرض، وليس الحديث قاصرا على شيوع الأرض، ولكن أن تصبح البلاد الإسلامية بلدا واحدا يتجول المسلم بينها دون قيود.
أما وأن الوضع الحالي ينطق بوجود حدود بين الدول، وترسم تلك الحدود وتحل الخلافات بشأنها آليات تقوم على القانون الدولي، فإن المنطق يحتم احترام ذلك، ونتمنى أن يأتي اليوم الذي تزول فيه الحدود بين الدول الإسلامية بإرادة شعوبها وحكوماتها وبصورة حضارية. في ضوء ذلك كله اعترضنا وسنعترض على أي تنازل عن شبر من الأرض المصرية لأي طرف، حفاظا على الهوية والأرض المصرية.
 
كيف تنظرون للخلافات والصراعات داخل معسكر الانقلاب؟

هي خلافات وصراعات أشبه بصراعات اللصوص مع بعضهم البعض. إنها خلافات على الاستحواذ على نفوذ أكبر وامتيازات أكثر. خلافات على التحكم في رقاب العباد والسيطرة على مقدرات البلاد. فنحن لم نسمع عن خلافات بين أجهزة المخابرات مثلا على خطورة التحالف مع الكيان الصهيوني على أمننا الوطني والقومي، ولم نسمع عن صراعات داخل معسكر الانقلاب على خطة طموحة للنهوض بالاقتصاد وانتشال الناس من حال الفقر، إنما صراعات على الامتيازات ونهب مصر.
 
هل حدث أي تواصل مباشر أو غير مباشر مع نظام السيسي أو مؤسساته أو قريبين منه منذ الانقلاب وحتى الآن؟

على صعيد الاتصال المباشر، فذلك لم يحدث مطلقا، اللهم إلا اتصالات العسكر فور انقلابهم ببعض وزراء حكومة الدكتور هشام قنديل من الإخوان، لكي يواصلوا عملهم ضمن حكومة الانقلاب مثل الدكتور باسم عودة، وزير التموين، وهو ما رفضه تماما، وكذلك اتصالات محمد إبراهيم وزير الداخلية المنقلب وصدقي صبحي رئيس الأركان حينها بوزير الإعلام لحضور اجتماع لمناقشة ما أسموه حل الأزمة، وهو ما رفضه الدكتور صلاح عبد المقصود طالبا منهم الاتصال بالرئيس محمد مرسي، خلاف ذلك لم تحدث أي اتصالات مباشرة.
وهناك اتصالات غير مباشرة قامت بها بعض الشخصيات مثل هيكل ود. كمال أبو المجد ود. سعد الدين إبراهيم، وهي اتصالات قال أصحابها إنهم يقومون بها تطوعا من أنفسهم ولا علاقة لهم بقادة الانقلاب، وكل تلك الاتصالات كانت تصب في هدف واحد هو الضغط على الإخوان للقبول بالأمر الواقع ونسيان الرئيس الشرعي والدماء التي سالت في رابعة والنهضة وغيرهما، وهو ما رفضه الإخوان وما زالوا يرفضونه وسيظلون – إن شاء الله – على رفضه، وفاء لتلك الدماء واحتراما لشرعية الشعب المصري.
 
وهل هناك أي جهات إقليمية أو دولية تواصلت معكم بأي شكل من الأشكال؟

إذا كنت تقصد في إطار مبادرات، لا.. لم يحدث.
 
هناك رسائل وصلت لمفوض العلاقات الخارجية بجماعة الإخوان سابقا يوسف ندا ممن وصفهم بالشرفاء داخل الجيش المصري.. فما هي صحة تلك الرسائل؟ وكيف هي علاقتكم بالمجلس العسكري؟ 

الأستاذ يوسف ندا صاحب تاريخ عريق داخل جماعة الإخوان المسلمين، وهو يحظى باحترام شديد داخل الجماعة، وهو شخصية دولية مشهود لها بالاحترام واتساع الاتصالات، ولكنه كما قلت في سؤالك مفوض سابق للعلاقات الدولية فهو بعيد إلى حد ما عن دوائر اتخاذ القرار في الجماعة، وفي الوقت نفسه يتحرك وفق قناعاته الشخصية وبناء على اتصالاته فيما يعتقده في صالح مصر والإخوان وهو – بالطبع – حر في ذلك.
أما علاقتنا مع المجلس العسكري فهو جزء من الانقلاب.
 
هناك من يدعو الإخوان للابتعاد عن صدارة المشهد.. ما موقفكم من تلك الدعوات؟

أي صدارة للمشهد تقصد؟ الإخوان لم يفرضوا يوما أنفسهم على المشهد ولم يختطفوا صدارتهم أبدا، إنما كان الشعب دائما هو الذي يضعهم في الصدارة، في ثورة يناير شارك الإخوان في الثورة بين الشعب لا يتقدمون عليه ولا يتأخرون عنه، ثم شارك الإخوان في خمسة استحقاقات انتخابية كغيرهم وكانت نتيجتها أن شعبهم منحهم ثقته ووضعهم في الصدارة، مثلما تمنح الشعوب في العالم القوى السياسية ثقتها وتضعها في صدارة المشهد، فلم يكن ذلك جريمة لدي الإخوان، بينما هو ديمقراطية في بلدان أخرى.
ثم قام الجيش بانقلاب اختطف البلاد ووضع الإخوان وأنصار الحكم الديمقراطي في السجون ومازال يسجن ويقتل ويشرد حتى اليوم، فعن أي صدارة تتحدث اليوم؟ إنه لأمر غريب أن يدعو البعض الإخوان للابتعاد عن صدارة مشهد هم اليوم لا في مقدمته ولا في مؤخرته، إنهم في مواجهة مشهد انقلابي بامتياز.
أما إذا كنت تقصد ما يشاع من تفرد في المشهد، فالإخوان يؤمنون بأن وضع مصر لا يمكن لفصيل أن يتحمل أمانته منفردا وعلى الجميع المشاركة فيه دون إقصاء لأحد.
 
ما هي أبرز الأخطاء التي وقعت فيها الجماعة قبل الانقلاب وتلك التي وقعت بعده؟ وهل تعتذرون عن هذه الأخطاء؟

كيف تطلب من شخص أو جماعة كل حقوقها منتهكة وتعيش تحت ضغوط قاسية، ومعظم قادتها وكوادرها داخل السجون أو مطاردون وتعيش عائلاتهم في ظروف صعبة. كيف تطلب من شخص أو جماعة عنقها تحت السكين أن تحدثك عن أخطاء وتعلن الاعتذار عنها، بينما تترك القاتل والمنقلب والمتحكم في رقاب العباد، والذي يقبض على مقاليد السلطة ويعيش في بحبوحة من العيش دون توجيه هذا السؤال إليه. 
نحن الأولى بالاعتذار من كل من ساندوا الانقلاب بعد أن ذاقوا اليوم ويلاته. نحن نعيش زمن المعادلات المقلوبة.. انقلاب يقتل الإخوان ويحرقهم ثم يسجن ذويهم بتهمة القتل، ثم يأتي من يطلب منا الاعتذار عن أخطاء!! وكأن الجماعة هي المسؤولة عن تطور الأحداث وترديها وليس تآمر دولي وإقليمي ومحلي هو السبب.  
وعموما عندما تنال الجماعة حريتها وتعيش حياة طبيعية هنا يكون الحديث عن الأخطاء واردا ويكون الاعتذار واجبا لمن يثبت خطأنا في حقه.. ولم تكن جماعة الإخوان يوما فوق المحاسبة ولا فوق الاعتذار، لأنها ليست منزهة عن الخطأ.
 
المراجعات التي تقول الجماعة إنها تجريها منذ أكثر من عامين.. إلى أين وصلت؟ ومتى تنتهي؟

مراجعات الجماعة تعد من الشأن الداخلي للجماعة يهم صفها الداخلي، ومعالجة ما تسفر عنه تلك المراجعات وما ينبغي تصويبه أو المحاسبة عليه أو استحسانه لا شأن للرأي العام به، فكل المكونات الإنسانية من جمعيات وجماعات وأندية وأحزاب لها شؤونها الداخلية التي تخص المنتسبين إليها. وما نؤكده هنا هو أن المراجعات داخل الإخوان على كل المستويات لاتتوقف. والمراجعة والمحاسبة من أسس دعوتنا وهي من معالم ديننا.
 
في آخر اجتماع لمجلس الشورى تم الإعلان عن تشكيل 3 لجان منهم لجنة لوضع رؤية للجماعة.. فهل كانت الجماعة تسير بلا رؤية؟

لا.. ليس كذلك، فالجماعة تسير وفق رؤية منذ نشأتها، وذلك مما حفظ لها استمرارها حتى اليوم، لكن الرؤى بين الحين والآخر تحتاج إلى تطوير وأحيانا إلى تغيير، ولهذا كان تشكيل لجنة لتطوير وتحديث الرؤية ضمن هذه اللجان الثلاث.
 
أنتم رافضون للعمل الثوري الذي يرفع شعار كل ما دون الرصاص فهو سلمية وتقولون إنكم رافضون تماما لأي مصالحة مع نظام السيسي.. فكيف ستنتصرون؟

لا بد لمن يخوض ثورة تعارض انقلابا عسكريا دمويا أن يحسب حساباته جيدا، وانقلاب مدعوم من القوى الاستعمارية لا يتورع عن إبادة الشعب والمؤكد أن استخدام العنف والتخلي عن السلمية الثورية هو ما ينتظره العسكر، بل ويدفعون إليه حتى يحصل على مبرر لارتكاب ما يشاء من مجازر وللحصول من الغرب على دمغ الثورة بالإرهاب. 
ومنهج الإخوان سلمي في معارضتهم للحكومات ورفضهم للانقلاب وغير ذلك يعرض البلاد للهلاك.
نعم .. لم ننتصر، ولكن الانقلاب لم يستقر ولم ينجح، والواقع يؤكد ذلك ورقعة المعارضة للانقلاب - حتى من بعض أنصاره- تتزايد والغضب الشعبي ينتشر، ربما ليس بالصورة المطلوبة، ولكن الأمر ينبئ بازدياد قوة صف الثورة، ومؤسسة الانقلاب تتآكل. أما متى ننتصر فذلك أمر بيد الله سبحانه وتعالى.
 
من المعروف أن أي صراعات أو حتى الحروب بين الدول تنتهي بالمصالحة في النهاية.. فلماذا لن تتصالحوا مع السلطة؟ ومع من ستتصالحون إذن.. الشعب أم القوى الثورية أم ماذا؟

من الذي قال إننا في عداء مع الشعب أو مع القوى الثورية الحقيقية، عداؤنا مع من سرق حلم الشعب المصري في حكم ديمقراطي ومن عاونوه وأيدوه. ومطلبنا عادل وهو محاكمة كل من تلوثت أيديهم بدماء المصريين، وقرارنا أننا لن نضع أيدينا في يد من تلوثت أيديهم بهذه الدماء، وأن من حق الشعب أن يختار من يحكمه بالوسائل الديمقراطية المتعارف عليها، وأن زمن الانقلابات العسكرية لم يعد له وجود في عالمنا المعاصر.
 
هل ترى أن الأفق السياسي مغلق تماما الآن ولا توجد أي انفراجة قريبة؟

لا نفقد الأمل في الله سبحانه وتعالى، فبيده مقاليد الأمور، ولم تتزعزع ثقتنا في أن الشعب المصري الحر الأبي لن يقبل بالكبت والظلم ونهب مقدراته وضياع مستقبل أجياله على أيدي هؤلاء الانقلابيين، وأن النصر قادم لا محالة.
 
ما تقييمكم على أداء الجماعة بعد الانقلاب العسكري؟ وهل أنت راض عنه؟

نبذل أداءنا ونقوم بدورنا وفق إمكاناتنا وفي ظل ضغوط شديدة وحصار وشبه انعدام في الإمكانات، فالحرب التي تشن علينا شديدة الوطيس، ومع ذلك فنحن مستمرون، وبالطبع لست راضيا عن الأداء، فرضا المرء عن نفسه يعد أول خطوات الفشل، ونحن نراجع أداءنا في ظل إمكاناتنا باستمرار ولا نترك ثغرة إلا ونعالجها إرضاء لله سبحانه وتعالى وأداء للأمانة.
 
هل تكليف المرشد لك بالخروج من مصر قبل الانقلاب يعني أنكم كنتم تتوقعون حدوث الانقلاب أم لا؟

في الرؤية المستقبلية وتقدير المواقف يتم توقع كل السيناريوهات حتى أسوئها، ومما وضعناه في اعتبارنا خلال تخطيطنا احتمال وقوع انقلاب، وإن كان ذلك احتمالا ضعيفا، ورغم ذلك كان قرار فضيلة المرشد العام ونوابه لي وللأستاذ جمعة أمين نائب المرشد بالخروج من مصر قبل الانقلاب.
 
بعد إسقاط سلطة الانقلاب، هل سيكون دور الجماعة في المشهد العام مثل دورها قبل الانقلاب العسكري؟

بالتأكيد لا، فالأحداث تتغير والظروف تتبدل، وعندما يحين ذلك يكون القرار المناسب وفق المعطيات على الأرض، ولكل حادث حديث.
 
عشت فترة من حياتك في مدينة رفح بسيناء والآن تم تهجير أهل رفح.. فكيف ترى أوضاع سيناء بعد الانقلاب العسكري؟

ما حدث لرفح وأهلها مأساة بكل المقاييس، وهي جريمة حرب ضد مدنيين كان ينبغي على المجتمع الدولي أن يحاسب الانقلابيين عليها، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه، وسيناء عبر العصور ظلت مهملة من الحكومات المتعاقبة، وظل الجميع يتعاملون معها على أنها منطقة خربة. وقد رد الإمام الشهيد حسن البنا في مقال له في ثلاثينيات القرن الماضي على وصف صدقي باشا رئيس الوزراء لها أمام البرلمان بـ"الخربة"، رد بمقال بين فيه أهمية سيناء الاستراتيجية وكشف ما تختزنه أرضها من ثروات معدنية وما تمتلكه من مميزات كبيرة يمكن أن تحقق الخير لمصر.
لكن التعامل مع سيناء ظل تعاملا أمنيا، وقد وضع الرئيس مرسي خطة طموحة – لأول مرة – للنهوض بسيناء نهضة شاملة ورصد لذلك 3 مليارات جنيه، وكلف الجيش بالقيام بالمهمة، لكن قادة الجيش انقلبوا وأوقفوا كل شيء، بل شددوا الحصار على سيناء، وفتحوا المجال للصهاينة ليسرحوا ويمرحوا فيها كيف شاؤوا، وبتنا لا نسمع يوميا إلا عن سقوط قتلى من الجنود وقتلى من المدنيين. ولاحول ولا قوة إلا بالله.
 
منذ شهور طويلة وأنتم تؤكدون أن النصر قادم.. فمتى يأتي هذا النصر وفق تقديركم؟

النصر من عند الله (وما النصر إلا من عند الله ..)، ونحن نثق في وعد ونصر الله، ونؤمن أن دوام الحال من المحال. وتحديد موعد النصر بيد الله، شريطة أن نأخذ بما وسعنا من الأسباب، ولذلك نعمل ما في وسعنا ونترك ما فوق طاقتنا لله سبحانه وتعالى.
 
 ما هي أبرز الخطوات والتحركات التي تعتزم الجماعة اتخاذها خلال الفترة المقبلة؟

الحفاظ على تماسك الجماعة، وإعادة تنظيم صفوفها، وإعادة هيكلة إدارتها، واستكمال الهياكل التي بها نقص، كمجالس شورى المحافظات والمكاتب الإدارية ومجلس الشورى العام ومكتب الإرشاد. 
ونحن مهتمون في المرحلة القادمة باستمرار حراكنا الثوري، ومواصلة مد أيدينا لكل من يريد التعاون والتحالف وتوسعة الحراك من كل جوانبه من أجل إزاحة هذا الانقلاب. وسننفتح أكثر على المجتمع الداخلي والدولي، وفق المعطيات والظروف المسموح بها إن شاء الله.
 
أنت الشخصية الأكثر جدلا وتعرضا لانتقادات من بعض شباب الإخوان.. فلماذا لا تتنحى؟ ولماذا أنت حريص على الاحتفاظ بهذا المنصب؟

نحن نرفض أي تجاوزات لأخلاقيات الخلاف وافتراءات وسباب من "البعض"، ولا أرفض النقد، بل أرحب به، لأنه من وسائل تحسين الأداء، والمهم أن يحدث وفق ضوابطه. 
والقول بأن أتنحى بناء على انتقادات البعض، وأن تقرن ذلك باتهام الحرص على المناصب، فأي مناصب تلك التي تسوقنا إلى حبال المشانق والسجون ومصادرة الأموال والممتلكات؟ هل يوجد عاقل في الدنيا يصدق أن شخصا يتمسك بموقعه رغم أن ذلك يجر عليه الويلات، إلا إذا كان هذا الشخص -أي شخص- لديه رسالة ومهمة وأمانة يمكن أن يفقد روحه في سبيل أدائها والحفاظ عليها. 
المناصب في جماعة الإخوان مغارم كبيرة وليست مغانم، وهي مسؤوليات أمام الله وأمانة يسأل عنها من تولاها، ولذلك يكون اختيار الأشخاص لتلك المهام وفق مقومات وضوابط ومميزات تتناسب مع طبيعة موقعه ومنصبه. 
والمناصب في جماعة الإخوان تتم بالانتخاب الحر المباشر، ولوائح الجماعة وقوانينها لا تقضي أبدا بأن من يتم الاعتراض عليه من البعض أو توجه إليه اتهامات يجب أن يستقيل، وبناء عليه فإن من انتخبني هو من يملك إعفائي، والإعفاء يكون عبر لجان تحقيق داخلية تتحرى كل كبيرة وصغيرة، ثم يكون القرار أو بانتهاء المدة القانونية وفقا للوائح الجماعة. 
نحن لم نسع لمناصب في شبابنا حتى نتمسك بها في شيخوختنا، ولم نسع لمناصب في وقت السعة والراحة والحرية حتى نتمسك بها في وقت المحنة التي نعيشها، نحن نحافظ على الأمانة التي أوكلت إلينا من مجلس الشورى العام ومن مكتب الإرشاد أعلى هيئة في الجماعة، ولا أملك أن أتخلى عن تلك الأمانة. ومهما تطاول المتطاولون ومهما انهالت السباب، فلا رد لي سوى: "حسبي الله ونعم الوكيل".
 
هناك اتهامات توجه لكم بالحصول على أموال وتبرعات هي في الأساس موجهة للجماعة لكنكم تأخذونها لحسابكم الشخصي.. ما ردكم؟

 كلام مرسل لا أصل له والاتهامات لا تقال جزافا، وإنما بأدلة، ومن لديه دليل على أي انحراف أو سوء استخدام لي أو لغيري عليه تقديمه لقيادة الجماعة، حتى تحاسب صاحبه، أما ساحة الإعلام فهي ليست ساحة اتهامات ولن أسمح لنفسي بالخوض فيه دفاعا عن شخصي، لأن أمانة الموقع هي الدفاع عن الجماعة وليس الأشخاص، وأنا في حل من الحديث عن شخصي وتاريخي، وقد تنبه بعض ممن روجوا هذا الكلام المؤسف واعتذر عنه بعد أن ثبت له كذب تلك الاتهامات.. والحمد لله رب العالمين.
 
هل هناك من يقوم بمهام الأمين العام للجماعة داخل مصر وأنت فقط تحتفظ بصفة الأمين العام؟ وإذا كان موجودا فمن الذي أسند له هذه المهمة؟

هناك لجنة إدارية عليا مؤقتة جديدة تم انتخابها مؤخرا تدير المشهد داخل مصر برئاسة الدكتور محمد عبد الرحمن وإشراف الدكتور محمود عزت القائم بأعمال فضيلة المرشد العام، وبالطبع ففي هذه اللجنة موقع الأمين العام للجنة، وهو منتخب ممن لهم حق الانتخاب وفق تلك الدائرة. 
أما بالنسبة لي، فمهام الأمين العام داخلية وخارجية، ومن في الداخل يقوم بالمهام الداخلية بالإنابة، وأنا أقوم بمهامي الخارجية.
 
كيف تنظر لوصف البعض لخلافات الإخوان الداخلية بأنها تشبه الأزمة بين الإخوان وسلطة الانقلاب؟

وصف غير دقيق.
 
ما ردكم على اتهام بعض شباب الإخوان لكم بأنكم تتبعون أساليب المخلوع "مبارك" نفسها في السيطرة على مؤسسات الجماعة؟

تشبيه غير صادق بالمرة، وشتان بين جماعة ربانية نذرت نفسها لله ثم للوطن وحاكم متسلط فاسد، ومؤسسات الجماعة تدار عبر هذه المؤسسات وعبر الشورى، ولا يقول عاقل بأن أحدا كائنا من كان يستطيع السيطرة وتوجيه هذه المؤسسات بعيدا عن الشورى.
 
الخلافات بين الإخوان حول ماذا تدور تحديدا؟ هل حول فكرة السلمية والعنف أم الصراع على مناصب القيادة؟ وإلى أين تتجه تلك الخلافات؟

هناك خلاف في نقطتين أساسيتين، قد تكون حول الرؤى وبشأن بعض التصرفات، وليس مجالهما الإعلام، إلا أن هذه الخلافات اليوم انحسرت، ولم يعد لأسبابها وجود بعد اتضاح كل الجوانب، خاصة أن مؤسسات الجماعة الرسمية قد حسمت بعض تلك الخلافات، وفي سبيل حسم ما تبقى، ولن يكون إلا الخير للجماعة ولأبنائها.
 
من الذي قام بتعيين الدكتور محمود عزت في منصبه كقائم بأعمال المرشد العام؟ ومتى حدث ذلك؟

طبقا للائحة، إذا غاب المرشد العام بالمرض أو الحبس يقوم النائب الأول للمرشد بعمله كقائم بأعمال المرشد، بالإضافة إلى أن فضيلة المرشد د. محمد بديع قد أبلغ وصرح بذلك علنا فى إحدى جلسات محاكمته.
 
ما حقيقة ما يردده البعض بوجود اخترقات أمنية ومخابراتية لجماعة الإخوان؟

لم يثبت لدينا شيء من ذلك.
 
رغم إصدار الإخوان لوثيقة عام 1995 بأخذهم بالرأي الشرعي القائل بأن الشورى ملزمة إلا أنك صرحت بأن القائم بالأعمال غير ملزم بالأخذ بما تنتهي إليه الشورى.. فما الفارق بين الإخوان في مثل هذا التصرف وبين الأنظمة التي تهدر حق الشعب في الاختيار أو تعتدي عليه؟

لم أقل هذا الكلام.. ولو لديك فأطلعني عليه، وبالمناسبة فالتقولات كثيرة ولا تستند إلى دليل تقوم عليه. والشورى عند الإخوان ملزمة وستظل بإذن كذلك، فهي أصل من أصول الدعوة، وكنت أتمنى ألا تبني على اتهام باطل اتهام آخر أشد بطلانا.
 
دعوتم لإجراء انتخابات داخلية خلال أقل من 3 شهور لاستكمال المجالس الشورية والمكاتب الإدارية وتعيين مكتب إرشاد مؤقت رغم أن الظروف الأمنية لم تتغيير مطلقا.. فلماذا لا تكون إجراءات شاملة لانتخاب مجلس شورى ومكتب إرشاد جديدين؟

بداية.. ليس من حق أحد وفق اللائحة عزل عضو مكتب إرشاد أو عضو مجلس شورى أو أي منتخب في أي موقع بسبب غيابه لاعتقال أو مطاردة، وليس من حق أحد إهدار حق المعتقل أو المطارد في الانتخابات العامة للجماعة، ولذلك كان القرار استكمال غير الكامل من الهياكل الإدارية مكتب المحافظة ومجلس شوراها ومجلس الشورى العام ومكتب الإرشاد على أن يظل المعتقلون والمطاردون محتفظون بمواقعهم، حتى خروجهم أو عودتهم وإجراء انتخابات عامة في ظروف مواتية.
ومن هنا فإن إجراء انتخابات شاملة مخالف للوائح ومخالف للأعراف التي تمارسها الجماعة بأن المعتقل يحتفظ بمكانه حتى خروجه، احتراما وتقديرا له، وفي الوقت نفسه يحل محله مؤقت يقوم بالدور.
 
هل تعتقد أنه بعد إجراء الانتخابات الداخلية للإخوان قد يظل الدكتور محمود حسين أمينا عاما للجماعة؟ وماذا سيكون موقفك لو تم تكليفك بهذا الأمر مرة أخرى؟

الانتخابات الداخلية لا تشمل حاليا موقع الأمين العام ولا موقع المرشد العام ونائبيه ولا عضو مكتب الإرشاد الموجود حرا. والكلام عن قبول تكليفي بموقع الأمين العام للجماعة مرة أخرى سابق لأوانه.
 
أكثر من 10 مبادرات تم تقديمها من جهات مختلفة لمحاولة حل أزمة الجماعة لكنكم ترفضون الاستجابة لأي منها في حين أن الطرف الآخر يبدي ترحيبا كبيرا بها ويتفاعل إيجابيا معها.. لماذا هذا الرفض الدائم وكأنكم لا ترون ولا تسمعون إلا أنفسكم فقط؟ وإن لم يكن هناك رفض.. فما هو رأيكم بكل وضوح في تلك المبادرات؟

لم يحدث أن رفضنا أي مبادرة، بل تعاطينا مع هذه المبادرات وغيرها من المبادرات الفردية، لكن الكلام هو كيف تعاطينا؟ هل المطلوب الإذعان والتنفيذ - كما يتصور البعض- أم أن كل شيء قابل للنقاش، ويكون القرار لمؤسسات الجماعة، ثم إن القاسم المشترك بين هذه المبادرات هو المطالبة بإجراء الانتخابات، وقد قام مجلس الشورى العام بتشكيل ثلاث لجان للانتخاب واللائحة ووضع الرؤية وفق ما اقترحت هذه المبادرات. 
وللأسف فقد تم تنظيم حملة دعائية تروج لرفضنا لهذه المبادرات على غير الحقيقة، بل خرجت تقارير وأخبار تتهمنا قبل صدور مبادرة الشيخ القرضاوي برفضها!
والأمر الذي التبس على بعض مقدمي هذه المبادرات هو تفكيرهم بأنهم يمكن أن يضعوا آليات عملية لمبادرتهم ورعايتها بأنفسهم والتحقيق مع قيادة الجماعة وأبنائها المختلفين معها، وهذا مناف لأدبيات الجماعة وقوانينها، إذ إن أي جماعة أو أي تجمع بشري له لوائحه الداخلية التي يحل بها مشاكله ويحاسب بها أعضاءه دون حاجة لمن يأتي إليه ليفعل ذلك.
 
لماذا اعتبرتم توصيات الشيخ محمد أحمد الراشد "حكما" وتفتخرون بها في حين اعتبرتم بيان الشيخ القرضاوي وغيره من العلماء الكبار مجرد توصيات وقمتم بإحالتها للجنة لم تعلن موقفها الصريح منه حتى الآن؟

كيف ذلك؟ مبادرة الشيخ القرضاوي تضمنت خمس توصيات آخرها كان إجراء الانتخابات، وقبل ذلك توصيات مجملها أن يعود الجميع إلى سقف الجماعة وقياداتها، وأن تقوم قيادة الجماعة بإجراء الانتخابات وفق لوائحها، والتأكيد على المنهج السلمي للثورة، وقد لاقى ذلك منا كل ترحيب وتم تفعيله على أرض الواقع. والذي رفض أن نقوم بتلك الإجراءات تحت سقف الجماعة ومع قيادتها هم هؤلاء المختلفون مع الجماعة.
أما بالنسبة للأستاذ محمد أحمد الراشد فقد طلب دراسة ما يجري وألتقى مع جميع الأطراف، وأصدر حكما أدان في هؤلاء الإخوة وطلب منهم الاعتذار للجماعة والعودة للعمل تحت قيادتها، ثم أصدر توصيات لقيادة الجماعة تلقيناها بترحيب. 
وقد طلب الأستاذ الراشد عدم نشر هذا الحكم وهذه التوصيات، لكن عندما رد الدكتور محمد كمال عليه مستأنفا حكمه قام الأستاذ الراشد بإصدار حكم أخير كان فيه أكثر إدانة لهؤلاء الإخوة المحترمين، وقد سمح بنشره، وهذا سر انتشاره. 
 
المحامية هدى عبد المنعم نقلت عن المرشد محمد بديع قوله: "من يمثلني هو الدكتور محمود عزت".. فما مدى صحة ذلك؟

مع تأكيدي على صحة ما قالته المحامية هدى عبد المنعم فإن لوائح الجماعة تسمح بتولي نائب المرشد مهام القائم بأعمال المرشد في حال تعذر على فضيلة المرشد القيام بأعماله. وهذا ما حدث مع الدكتور محمود عزت بعد وفاة الأستاذ جمعة أمين يرحمه الله.
 
بعض الإخوان يشككون في حقيقة وجود الدكتور محمود عزت حرا طليقا داخل مصر أو إن كان موجودا على قيد الحياة أصلا.. فلماذا لا تقطعون الشك باليقين من خلال رسالة مسجلة بالفيديو له أو حتى تسجيل صوتي له؟

الدكتور محمود عزت موجود على قيد الحياة، وهو بخير ويمارس مهامه بفضل الله. ومن يتشكك فليتشكك، وهو يشكك في كل شيء، لكن في هذه الظروف الخانقة التي تعيشها الجماعة فليس من الحكمة إخراج فيديو أو غيره، ثم هناك في سلك القيادة مجلس الشورى العام قادر على حسم أي أمر.
 
قمتم بتعيين 3 متحدثين داخل مصر منهم سيدة بعد إقالة محمد منتصر لكن لم نلحظ لهؤلاء وجودا من خلال التصريحات أو البيانات الإعلامية.. فما قيمة قرار تعيينهم؟

ليس بالضرورة عندما يتم تعيين أكثر من متحدث أو يخرجوا جميعا للإعلام وبكثافة، وإنما يخرجوا عند الحاجة، وعندما تكون هناك أحداث تستدعي ظهور بعضهم أو كلهم.. ما العيب أن يكون لجماعة الإخوان ثلاثة متحدثين في الداخل أو أكثر أو أقل؟ وهل المطلوب منا أن نقدم للرأي العام كشفا بإنتاجهم؟!
 
ما هي حقيقة وجود قرارات فصل لبعض أعضاء الإخوان؟

هذه شؤون داخلية للجماعة لم تتعود الجماعة الإعلان عنها.
 
الجميع متفق على أن تلك الخلافات أضعفت موقف الجماعة داخليا وخارجيا.. فلماذا أنتم تقولون إنها صحية وطبيعية بل تعيشون حالة إنكار وتزعمون عدم وجود خلافات من الأساس رغم أن الجميع يدرك عكس ذلك؟

لم يحدث أن أنكر أحد من الجماعة وجود خلافات، فالخلاف أمر طببيعي بين البشر وفي جماعة كبيرة مثل الإخوان، والخلاف الموجود الآن بالنسبة لحجم الجماعة هو خلاف غير مهدد، ويظل في دائرة الخلاف الممكن حله. 
أما أنه قد أثر على الجماعة، فلا شك أنه أحدث آثارا سلبية ألقت بظلالها على الجماعة في فترة من الفترات، والمؤكد أن تلك الحالة في سبيلها للانتهاء، فالجماعة اليوم باتت أكثر تماسكا والتفافا حول قيادتها، وإن شاء تتعافى من محنة الانقلاب المجرم وتنطلق في رسالتها بأقوي مما كانت، ونسأل الله القبول.
 
التعليقات (3)
مُواكب
الأحد، 08-05-2016 05:32 ص
زرت مصر في نهاية 2011 ، وجدت بعض الناس مُتخوفين من وصول الإخوان المسلمين للسلطة ، فما الذي يُخيفهم؟ ولماذا لا يُخيف الأتراك وصول الإسلاميين للسلطة؟ أعتقد أن الجواب موجود في قول للسيد أردغان عندما زار مصر: أنا رجل إسلامي يرأس دولة علمانية! من هذا أرى ضرورة مُراجعة برامج العمل السياسي الإخوان المسلمين، وأرى أن لا غنى الإخوان عن تعريف الدولة بالعلمانية. لا إكراه بالدين تعني بالضرورة أنه لا يُمكن فرض الدين على أحد. آمل مُتابع هذا النقاش.
مُواكب
الأحد، 08-05-2016 04:41 ص
مُنذ زمن طويل أسأل: لماذا عجز الإخوان المسلمين عن الوصول إلى بالسلطة على الرغم من أن كوادرهم هم في كل مكان من خيرة الناس؟ وفي المُقابل من يصلون إلى السلطة أكثرهم من الأشرار المستبدين! وإذا نظرنا إلى نجاح الإسلاميين في تُركيا ، فماذا علينا أن نتعلم منهم؟
Abo Omar
السبت، 07-05-2016 11:00 م
حوار رائع من رجل مسؤول.