مقالات مختارة

الإمارات ضد الإسلام السياسي المتطرِّف والمعتدِل

سركيس نعوم
1300x600
1300x600
على اشتباه السعودية في اختراق «حزب الله» على نحو ما للجيش اللبناني، علّق المسؤول الكبير نفسه في «إدارة» مهمة داخل الإدارة الأمريكية مهمتها مكافحة الإرهاب بغير الوسائل العسكرية، قائلا: «ما رأيك أنت في هذا الاختراق أو في الاشتباه السعودي في وجوده؟». أجبت: رأيي أن جيش لبنان يضم جنودا ورتباء وضباطا من كل الطوائف والمذاهب. وفي الطوائف والمذاهب أمراض. إذا هذه الأمراض موجودة داخل الجيش وكل المؤسسات الأخرى، لكن هناك نوعا من الإجماع اللبناني الرسمي، على الأقل على محاربة الإرهاب. وهذا يعني أن محاربته تحظى بموافقة الجميع رغم اختلافاتهم. لكن من سخرية القدر أن هناك اليوم عملا شبه مشترك ضد «داعش»، والإرهاب عموما تقوم به أمريكا وروسيا وإيران والأسد و«حزب الله» ودول الخليج العربية على حد قولها.


ابتسم المسؤول نفسه لكنه أحجم عن التعليق. فسألت: هل تعتقد أن السعودية تدرج على لائحتها للإرهاب كل من تعرف فعلا أنه يساعده، وأنها تلاحق كلّ من يموّله وتعمل جديا لتجفيف منابع تمويله السنية، سعودية كانت أو غير سعودية؟ أجاب: «نعم. السعودية تلاحق كل الذين يموّلون الإرهاب (الداعشي) و(القاعدي) و(النصرتي)- من النصرة- وكذلك الذين يموّلون (حزب الله) وإرهابه. هذا التزام جدي وفعلي عند العائلة الحاكمة في المملكة وعند كل مؤسسات الدولة فيها. 

والحقيقة ليس هناك ما يدعو إلى الشك في ذلك. وفي هذا المجال قام الأمير محمد بن نايف بعمل جيِّد ومؤسِّس يوم كان مدير المباحث ثم وزيرا للداخلية فوليا للعهد وهو لا يزال يتابع القيام به. طبعا لا يزال الخليج كله في حاجة إلى وقت كي ينجز كل الأهداف الرامية إلى ضرب الإرهاب أفرادا وخلايا وتنظيمات ومنابع مالية». سألت: ماذا عن قطر، خصوصا في الموضوع الذي تتابعه أنت يوميا بل الإدارة التي تعمل فيها كلها؟ أجاب: «قطر دولة تريد أن تلعب دورا رئيسيا في المنطقة، أي قياديا (Leading). وهي قررت الالتزام بكل الإجراءات الضرورية لمكافحة الإرهاب وتمويله. وعلاقتها بالمملكة العربية السعودية اليوم، أي في عهد رئيسها الشيخ تميم بن حمد بن خليفة، جيدة، لا بل يمكن القول إنها صحيحة»، وعلّقت: هناك عائقان أمام قطر ودورها القيادي، تنافُسها مع السعودية واجتهادها لجعل دورها موازيا للدور السعودي في المنطقة أو أكبر منه. 

أما الثاني فهو رفض السعودية لـ«الإخوان المسلمين» واحتضان قطر لهم. ردّ: «كما قلت لك صارت علاقة قطر والسعودية جيدة. لكن لا يزال هناك الـ«ميل» الأخيرة (Mile) الذي لابد من قطعه، أو الخطوة الأخيرة التي لابد من القيام بها لكي تصبح علاقات الدولتين جيدة جدا. قطر تريد أن تصبح أو أن تكون سنغافورة الخليج أو المنطقة. أما موضوع «الإخوان المسلمين» فيمكن التفاهم عليه. وقد أظهر الشيخ تميم رغبة في ذلك». 

سألت: ماذا عن دولة الإمارات العربية المتحدة وولي العهد فيها الشيخ محمد بن زايد، وهو الحاكم الفعلي بحكم مرض رئيس الدولة الشيخ خليفة؟ هل هو حكيم؟ في رأيي أظهر حكمة يوم سارع إلى التعليق على إعلان السعودية عزمها على العبور برا إلى سوريا بالقول: نحن أيضا ولكن بعملية تقودها أمريكا. بعد أيام استدركت السعودية وقالت الكلام نفسه.

أجاب: «ماذا تريدني أن أقول؟ إنه حكيم؟ طبعا هو حكيم. الإمارات ضد كل الإسلام السياسي المتطرف والمعتدل، أي (الإخوان المسلمين) و(القاعدة) و(داعش) و(حزب الله) و(جبهة النصرة). وهي ستتابع السير على هذا الطريق، فضلا عن أنها حقّقت تقدما على كل الصعد». قلتُ: لنعد إلى لبنان، زار الولايات المتحدة وفد برلماني لبناني، وشملت مباحثاته وزارتي الخزانة والخارجية والكونجرس. 

كان هدفه إقناعكم ومعكم الكونجرس بالسعي لكي لا تؤذي المراسيم التطبيقية، التي ستصدر، عن تنفيذ قانون أصدره ويتعلق بـ«حزب الله»، لبنان. وأنت تعرف أن اقتصاد لبنان سيئ جدا باستثناء القطاع المصرفي. ردّ: «نحن قلنا للوفد وقلنا سابقا للجميع ونكرّر دائما إننا لا نستهدف القطاع المصرفي، ونريده ناجحا ومستمرا سواء كان وضع لبنان سيئا أو جيدا. طبعا سنحاول المساعدة ولكن ليس على حساب القانون والعدالة. 

سنلاحق «حزب الله» وكل منظمة إرهابية أخرى في كل مكان. ولن يُثنينا شيء عن ذلك. نتعاون مع المصارف والسلطات اللبنانية ولكن في الحدود التي ذكرتها لك». سألته أخيرا: هل أثار الوفد البرلماني مسألة السماح للمصارف بدفع رواتب النواب والموظفين المدنيين التابعين للحزب لكي تفتح حسابات لها؟، أجاب: «لن أجيبك عن هذا السؤال. لماذا عليّ أنا أن أحمل همّ رواتب نواب (حزب الله) الإرهابي؟».

ماذا في جعبة مسؤول مهم في «إدارة» ثانية مهمة داخل الإدارة الأمريكية؟

عن صحيفة النهار اللبنانية

1
التعليقات (1)
مُواكب
الثلاثاء، 14-06-2016 09:55 م
دُول الخليج لا تقوم بما عليها، وتُعطي الانطباع بأن الخوف من القادم يُسيطر عليها وأن أيَّاً من أعمالها لا يُشير إلى الحكمة التي يجب أن تُميز صانعي القرار. دُول المشرق العربي تتهاوى وما زالوا مُنشغلين بعدائهم للإخوان المسلمين. أما السيسي الذي أخذ على عاتقه تحويل مصر لِدولة فاشلة فهذا من يتقاسمون معه لقمة الحاف. لكن الله بهم عليم