صحافة دولية

ما هي مواقف كلينتون وترامب في السياسة الخارجية؟

ستريت جورنال: كلينتون وترامب يحملان رؤيتين مختلفتين تجاه السياسة الخارجية  - أرشيفية
ستريت جورنال: كلينتون وترامب يحملان رؤيتين مختلفتين تجاه السياسة الخارجية - أرشيفية
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا، تقارن فيه بين موقفي مرشحي الرئاسة الأميريكيين، بخصوص السياسة الخارجية لكل منطقة مهمة في العالم، موردة ما قاله المرشح الجمهوري دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، وما قالته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون خلال عملها وزيرة للخارجية، وخلال حملتها الانتخابية.

ويجمل التقرير مواقف كلا المرشحين من روسيا، والصين، وأوروبا والبريكيست، والهجرة والمكسيك، والعراق، وإيران، وتنظيم الدولة وسوريا، وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى رؤيتهما للإسلام والمسلمين، وحلف الناتو، وكوريا الشمالية.

وتلخص الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته "عربي21"، تلك المواقف على النحو الآتي: 

روسيا:

عوّم ترامب فكرة إيجاد تحالف جديد مع روسيا، وقال إن إعادة العلاقات إلى ما كانت عليه سابقا مع روسيا ستساعد على تخفيف التوتر في سوريا وغيرها، وامتدح الرئيس بوتين المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وهناك علاقات جيدة بين كبار مستشاري ترامب وموسكو، ولذلك يرى البعض في أمريكا أن فوز ترامب سيكون هدية لبوتين. 

ورفض ترامب الادعاء بأن الروس اخترقوا شبكة اللجنة الوطنية الديمقراطية، وسربوا رسائل إلكترونية مساعدة لمرشح الحزب الجمهوري، بل إنه دعا روسيا للبحث عن مراسلات كلينتون خلال عملها وزيرة خارجية، وهو تصريح تسبب بالقلق لدى الحزبين.

وفي المقابل، فإن كلينتون نعتت بوتين بـ"البلطجي"، ووصفت العلاقات بين روسيا وأمريكا بالمعقدة، وقالت خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2008، إن بوتين "عميل (كي جي بي)، وهذا يعني أنه دون روح"، وعلق بوتين على ذلك قائلا: "أظن أن من المهم أن يكون لدى زعيم أي حكومة عقل على الأقل"، لكن كلينتون حققت المزيد من التعاون بين البلدين عندما كانت وزيرة للخارجية، ووقفت مع بوتين في عام 2009 لأخذ صور وهما يضغطان على مفتاح كبير، كتب عليه "reset"، أي إعادة العلاقات إلى سابق عهدها.

ولكن مع نهاية وظيفتها وزيرة للخارجية، كتبت كلينتون مذكرة خاصة للرئيس، تحذره فيها من أن العلاقات مع روسيا وصلت إلى أدنى مستوياتها.

الصين:

كانت العلاقة بين أمريكا والصين معقدة لعقود، حيث كانت هناك تشابكات اقتصادية بين البلدين، وينظر إليهما على أنهما قوتان كبيرتان في أنحاء مختلفة من العالم، وهناك في العادة خلافات بين أمريكا والصين على قضايا، مثل السياسات الخارجية والتجارية، لكن الزعماء الأمريكيين في العادة يتجنبون محاولة عقاب الصين؛ خوفا من جعل المشكلة أسوأ. 

والصين هي من البلدان القليلة التي لا يزال لها نفوذ في أكثر مناطق العالم قمعا، مثل كوريا الشمالية، كما أنها من أكبر دائني أمريكا. 

ووصف ترامب في أول خطاب له الصين بأكبر أعداء أمريكا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسياسة الاقتصادية، وقال إنه سيسم الصين بأنها متلاعبة في المال، وإنه سيحارب القرصنة، ويهدد الصين بتعرفة عالية إن لم توافق على إعادة صياغة الاتفاقيات التجارية.

وقال ترامب أيضا إنه سيرفع من الوجود العسكري الأمريكي في بحر الصين الجنوبي ردعا للصين، التي تعد بعض الجزر الصناعية هناك جزءا من أراضيها، وأضاف أنه سيزيد من عقوبة سرقات الملكية الفكرية.  

أما كلينتون فانتقدت سجل الصين في مجال حقوق الإنسان، ووصفت العلاقة مع الصين بأنها تنطوي على تحديات، لكنها علاقة "إيجابية وتعاونية وشاملة". 

وحاولت كلينتون خلال عملها وزيرة خارجية دفع الصين للموافقة على المعايير الجديدة لغازات الدفيئة، وركزت في خطاب لها في 2010 على حرية الإنترنت، وانتقدت الصين وتونس وأوزباكستان؛ لزيادة رقابتها على الإنترنت، وكانت أحد المسؤولين الأمريكيين الذين اطلقوا الاجتماع السنوي بين أمريكا والصين، الذي يركز على القضايا الاقتصادية والاستراتيجية عام 2009.

أوروبا والبريكسيت: 

انتقد ترامب بشدة الزعماء الأوربيين؛ لعدم فعلهم ما يكفي لمحاربة تسلل الإرهابيين عبر حدودهم، وقال إن لدى فرنسا وبلجيكا قوانين تجعل من الصعب على المسؤولين الأمنيين القيام بإحباط الهجمات الإرهابية، وأضاف أن القيود الموجودة على امتلاك الأسلحة في تلك البلدان منعت المدنيين الأبرياء من حماية أنفسهم خلال الهجمات الإرهابية.

وامتدح ترامب البريطانيين لتصويتهم على مغادرة الاتحاد الأوروبي، وقال إن على ألمانيا وغيرها من البلدان أن تدفع لأمريكا المزيد من الأموال لحمايتها، أو أن تتحمل مخاطرة خسارة الدعم الأمريكي.

أما كلينتون فإنها تتحدث كثيرا عن دعم حلفاء أمريكا في أوروبا، لكنها قالت إن على أوروبا رصد تحركات المقاتلين العائدين إلى أوروبا من سوريا والعراق، وقامت بأكثر من خمسين زيارة لدول أوروبية خلال عملها وزيرة خارجية، وهي على علاقة بالعديد من الزعماء والدبلوماسيين هناك، وحذرت من خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وقالت إن الصوت البريطاني في الاتحاد الأوروبي ضروري.

الهجرة والمكسيك:

وتستدرك الصحيفة بأنه بالرغم من أن الهجرة التي في العادة ما تتسبب بخلافات سياسية في أمريكا هي الهجرة من المكسيك ومن أمريكا اللاتينية، إلا أنها انتقلت حديثا لوضع قوانين للأشخاص الفارين من مناطق غير مستقرة، مثل سوريا وغيرها من المناطق غير المستقرة في الشرق الأوسط.

ودعا ترامب إلى بناء جدار عازل طوله 1000 ميل، بتمويل من المكسيك؛ لحماية الحدود الجنوبية لأمريكا، وحتى يتم بناء هذا الجدار، وعد ترامب بأن "يحجز" على التحويلات المالية "الآتية من الأجور غير القانونية" المرسلة من العاملين في أمريكا إلى المكسيك، ويريد أن يضاعف عدد ضباط الهجرة والجمارك إلى ثلاثة أضعاف، ووعد بتسفير حوالي 11 مليون مهاجر لا يحملون الوثائق، يعتقد أنهم يعيشون الآن في أمريكا. 

ودعا ترامب إلى إيقاف العمل بإعطاء الجنسية لكل من يلد في أمريكا، ووعد بإلغاء اتفاقية التجارة الحرة لشمال أمريكا؛ لأنه يعتقد أن المكسيك تستخدمها لتحقيق فائض تجاري كبير ضد أمريكا.

أما كلينتون فدعت إلى تجديد لقوانين الهجرة، بما في ذلك طريق للحصول على الجنسية لمن هم في أمريكا بطريقة غير شرعية، عدا المجرمين، كما أنها تدعم الإجراءات التي تقوم بها إدارة أوباما لحماية الملايين من الترحيل، بما في ذلك الأطفال والشباب، الذين جيء بهم بطريقة غير قانونية لأمريكا، بصفتهم أبناء أو آباء لمواطنين أمريكيين، ومع أن كلينتون كانت تنتقد اتفاقية التجارة الحرة لشمال أمريكا، إلا أنها أصبحت أكثر تحفظا لدى الحديث عنها.

العراق:

انتقد ترامب قرار جورج بوش الابن لغزو العراق عام 2003، وقال إن ذلك ساعد على إطلاق موجة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى استمرار الفوضى، ومع أن ترامب قال إنه عارض الغزو في وقته، إلا أن منتقديه يقولون إن معارضته لم تكن بذلك الوضوح، كما أنه لم يحدد كيف سيتعامل مع العراق، عدا عن قوله إنه سيتعاون بشكل أكبر مع الأكراد.

في المقابل، فإن كلينتون صوّتت بصفتها عضوة في مجلس الشيوخ عام 2002، لصالح الغزو، وهو ما يهاجمها ناقدوها عليه، وقد اعتذرت عن ذلك، وزارت العراق مرة واحدة عندما كانت وزيرة خارجية في نيسان/ أبريل 2009، وانتقدت الجيش العراقي؛ لعدم فعل المزيد لحماية العراق من تنظيم الدولة، وامتدحت القوات الكردية؛ لقتالها في شمال العراق، ودعت إلى الضغط على العراق "لترتيب بيته السياسي"، وإنشاء حرس وطني.

إيران:

انتقد ترامب الاتفاقية النووية بشدة، حيث قال إن أمريكا سمحت بذلك بوصول 150 مليار دولار مجمدة لإيران مقابل تنازلات بسيطة، ودعا إلى إعادة التفاوض على الاتفاقية، مع أنه لم يشرح ماذا يريد من تلك المفاوضات، ودعا إلى مضاعفة العقوبات مرتين أو ثلاث؛ للحصول على التنازلات من إيران.

أما موقف كلينتون من إيران فكان أكثر صلابة من موقف أوباما، ومع أنها أيدت الاتفاقية النووية، إلا أنها انتقدت الحكومة الإيرانية لمعاملتها للبحارة الذين اعتقلتهم في المياه الإقليمية، وقالت إن إيران تخرق قرارات مجلس الأمن بتجريبها للصواريخ البالستية، ودعت إلى فرض عقوبات جديدة.

وكانت كلينتون جزءا من تشديد العقوبات على إيران، وجزءا من تذويب جليد العلاقات مع إيران.
 
تنظيم الدولة وسوريا:

قال ترامب إنه لن يشرح خطته الكاملة لهزيمة تنظيم الدولة؛ لأن ذلك سيلغي عنصر المباغتة فيها، لكن قال إنه سيستهدف عمليات النفط التابعة للتنظيم، وقال إن الأمر قد يحتاج إلى 30 ألف جندي لهزيمة تنظيم الدولة.

واقترح ترامب للتعامل مع المشكوك بانتمائهم لتنظيمات إرهابية، تغيير القوانين الدولية التي تحرم التعذيب، واقترح قتل عائلات الإرهابيين، كون ذلك وسيلة لردع الآخرين.

أما بالنسبة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، فإن ترامب قال عنه إنه سيئ، لكنه لم يدع إلى الإطاحة به، ويرى أن موقع روسيا أفضل من أمريكا في إحداث تغيير في سوريا.

أما كلينتون فترى أنه يجب أن يؤدي السنة والقوات الكردية دورا أكبر في محاربة تنظيم الدولة، ودعت إلى تكثيف الغارات الأمريكية في العراق وسوريا لهزيمة التنظيم، ودعت للحد من إمكانيات التنظيم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتجنيد والتدريب، ودعت إلى تعاون شركات التكنولوجيا في ذلك، وقالت إن على أمريكا أن تؤدي دورا أكبر في حل الأزمة الإنسانية الناتجة عن موجات الهجرة من سوريا.

ودعت كلينتون إلى منطقة حظر جوي في سوريا، وهو ما يتوقع أن يضع أمريكا في صدام مباشر مع روسيا، التي تقوم بقصف قوى المعارضة، وانتقدت كلينتون لقولها عام 2011 إن بعض المسؤولين الأمريكيين يعدون الأسد مصلحا، وقالت إن ذلك لم يكن رأيها أو رأي البيت الأبيض.

إسرائيل والأراضي الفلسطينية:

دعا ترامب إلى المزيد من الدعم لإسرائيل، وعمل على بناء الجسور مع إسرائيل، برفضه للاتفاقية النووية مع إيران، وأقلق بعض الإسرائيليين عندما قال إنه سيحاول أن يكون محايدا في أي محادثات سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ثم هدأ من قلقهم قائلا إنه من الصعب البقاء محايدا، وخطب في آذار/ مارس في إيباك، قائلا إنه سيتبنى مواقفهم، وقال في خطابه في كليفلاند إن إسرائيل هي أهم حليف لنا في المنطقة.

أما كلينتون فانتقدت مقاربة ترامب للتعامل مع إسرائيل، وحاولت الاصطفاف بقرب مع الزعماء الإسرائيليين في موضوع الأمن، وقالت إن علاقتها مع القيادات الأمنية الإسرائيلية يزيد عمرها على 25 عاما، ودافعت عن الخطوات التي اتخذتها إسرائيل للدفاع عن نفسها من الهجمات الصاروخية، وتدفع نحو المزيد من المساعدات الأمريكية؛ لتطوير الدفاعات ضد الصواريخ، وتطوير أجهزة كشف الأنفاق التي تبنيها حركة حماس في غزة. 

الإسلام والمسلمون:

دعا ترامب بعد أيام من قيام رجل وزوجته بقتل 14 شخصا في سان برنارديو إلى منع تام للمسلمين من دخول الولايات المتحدة، حتى تحدد السلطات ما الذي يحصل، ووجد الاقتراح صدى جيدا لدى الناخبين الجمهوريين، لكنه وجد نقادا في الحزبين؛ لكونه يتعارض مع الدستور، كما أنه لا يمكن تطبيقه. 

وقال ترامب إن التهديدات القادمة من المتطرفين الإسلاميين خطيرة جدا، ولذلك فإنه يجب أن تكون هناك اجراءات جديدة لحماية البلاد، ثم بدأ يخفف من لهجته في مقابلاته الإعلامية، فمن المنع التام وصل إلى اقتراح عدم إدخال أي شخص دون تدقيق شديد. 

أما كلينتون فانتقدت اقتراح منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وقالت إن مجرد الاقتراح سينفر حلفاء أمريكا من المسلمين في الشرق الأوسط، ويؤثر سلبا في علاقات أمريكا.
 
حلف الناتو:

يرى ترامب بأن على الحلفاء في الناتو دفع المزيد من الأموال للحصول على الحماية في أوروبا، واقترح بأن تغادر أمريكا الحلف، إن لم يتم هذا خلال حكمه، وقال إن الحلف أصبح لا فائدة منه، وعليه أن ينقل اهتمامه من روسيا إلى الإرهاب.

أما كلينتون فترى أن ترك الناتو يشجع موسكو، وقالت إن على أمريكا أن تفعل المزيد لتقوية حلفائها، وبالذات ضد الاعتداءات الروسية، وقالت إن وجود أمريكا في الناتو يخدم أمريكا أيضا.

كوريا الشمالية:

قال ترامب إنه سيضغط على الصين لتوقف كوريا الشمالية من تطوير الأسلحة النووية، وقال إن زعيم كوريا الشمالية "مجنون"، لكن الإعلام الكوري الشمالي وصف ترامب بـ"السياسي الحكيم"؛ لأنه قال إنه سيدخل في محادثات مباشرة مع كيم جونغ أون، كما أن ترامب هدد بسحب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية، وهو ما سترحب به كوريا الشمالية.

أما كلينتون فدعت إلى زيادة العقوبات على كوريا الشمالية؛ لإجبارها على التخلي عن برنامجها النووي، كما حصل مع إيران.
التعليقات (0)