ملفات وتقارير

حلوى المولد "مُرة" بمصر.. وبائع: "السيسي نشفها" (فيديو)

تعدّ "حلوى المولد" تراثا مصريا أكثر منه مناسبة إسلامية- أ ف ب
تعدّ "حلوى المولد" تراثا مصريا أكثر منه مناسبة إسلامية- أ ف ب
لأول مرة منذ عقود، يمر احتفال المصريين بذكرى المولد النبوي، التي تحل يوم الأحد 12 ربيع الأول، دون إقبال على شراء ما يسمونها "حلوى المولد"، ابتهاجا بالمناسبة، وتوسعة على أسرهم؛ نتيجة ارتفاع أسعارها إلى أرقام فلكية لم تشهدها مصر من قبل، ما اضطر غالبيتهم للامتناع عن شرائها، أو شراء كمية محدودة منها، وجعل أحد الباعة يتهم رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي بأنه "نشفها علينا".

وقفة احتجاجية تطالب بالمنحة

وبهذه المناسبة، درج موظفو المؤسسات الحكومية والأهلية على تلقي منحة مالية بسيطة يُطلق عليها اسم "منحة المولد النبوي"، إلا أن مؤسسات وهيئات عدة امتنعت هذا العام عن صرف هذه المنحة، ما حدا بالعشرات من موظفي وزارة التربية والتعليم إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مكتب الوزير، الهلالي الشربيني، بديوان عام الوزارة، الخميس؛ للمطالبة بصرفها.

وردَّد المتظاهرون هتافات منها "يا أبوالمجد قول للهلالي.. شهر المولد يرجع تاني"، فيما وعد مسؤولون في الوزارة الموظفين المتظاهرين بصرف المنحة في أقرب وقت، وذلك بحسب صحيفة "المصري اليوم".

بائع: "السيسي نشِّفها علينا" 


ومن جهته، قال أحد بائعي الحلوى في منطقة السيدة زينب: "إن أزمة السكر خلت (جعلت) فيه زيادة رهيبة في الأسعار، ونظام الحكم "بايظ" (فاسد)، كده بيقول للناس: اسرقوا بعضكم".

وأضاف، فيما نقلته عنه صحيفة "المصريون": "السوق مش ماشي السنة دي.. السيسي نشفها علينا، وعلى الشعب كله"، مشيرا إلى أن أسعار الحلوى في عهد الرئيس محمد مرسي كانت أفضل بكثير مما هي عليه الآن"، وفق قوله.

وقال: "أغلى كيلو حلوى أيام مرسي كان بعشرين جنيها.. أيام السيسي الأسعار تصل إلى خمسمئة جنيه وأكثر". 



مواطنون: "للفرجة" فقط


وأرجع تجار ارتفاع أسعار "حلوى المولد" هذا العام إلى ارتفاع أسعار السكر لمستويات قاربت أكثر من 100%، إذ وصل سعر كيلو السكر إلى 14 جنيها.

ومن جانب المستهلكين، ظهرت دعوات لمقاطعة شراء "حلوى المولد" بعد ارتفاع أسعارها. وقال كثيرون منهم إنهم سيقاطعون شراءها، فيما قلل آخرون من ذلك، مشيرين إلى أنها عادة لا تتكرر سوى مرة واحدة سنويا.

وتعدّ "حلوى المولد" تراثا مصريا أكثر منه مناسبة إسلامية، ويعود إلى الحكم الفاطمي منذ أكثر من ألف عام، ولم تُمنع عن المصريّين إلّا في "الشدّة المستنصريّة"، إلا أن هذا العام يأتي الاحتفال في ظل ارتفاع شديد في الأسعار، واختفاء للسكر الذى هو أساس تصنيعها.

وبلغ متوسط سعر كيلو الحلوى ما بين 65 إلى 85 جنيها، بارتفاع تخطى حاجز 80%، وهو مبلغ لا تستطيعه أي أسرة متوسطة المستوى، فضلا عن أن تكون محدودة الدخل، ويكاد هذا الكيلو يكفي بالكاد أسرة مكونة من ستة أفراد.

"الإفتاء": هذا حكم شراء "حلوى المولد"

ومن جهتها، اعتبرت دار الإفتاء المصرية الاحتفال بذكرى المولد النبوي والفرح بها من أفضل الأعمال، وأعظم القربات.

وقالت في بيان سابق لها: "يندب إحياء هذه الذكرى بكافة مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل، ويَدخُل في ذلك ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادي بها في المولد الشريف؛ فرحا منهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبة منهم لما كان يحبه؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ".(رواه البخاري وأصحاب السنن وأحمد)، فكان هذا الصنيعُ منهم سُنة حسنة، كما أن التهادي أمر مطلوب في ذاته؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "تَهَادَوْا تَحَابُّوا".(رواه مالك في "الموطأ"). 

وتابعت الدار: "لم يَقُمْ دليلٌ على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحَتِه في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأُخرى؛ كَإدْخَالِ السُّرورِ على أهلِ البيت وصِلة الأرحامِ، فإنه يُصبح مستحبا مندوبا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرا عن الفرح بمولدِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشَدَّ مشروعية وندبا واستحبابا؛ لأنَّ "للوسائل أحكام المقاصد".
التعليقات (1)
الله ينور عليك يبنى
الجمعة، 23-12-2016 07:16 ص
كلامك عسل .. بس ربنا يحميك ويستر عليك لما بتقول الحقيقة