سياسة عربية

الطريري يكشف ردة فعل العودة عند الصدمة الأولى والشريم يعلق

العودة والطريري تربطهما صداقة قديمة- أرشيفية
العودة والطريري تربطهما صداقة قديمة- أرشيفية
كشف الداعية السعودي عبد الوهاب الطريري، عن ردة فعل الشيخ سلمان العودة عند تلقيه نبأ وفاة زوجته وابنه بحادث سير قبل نحو أسبوعين.

الطريري -الذي تربطه صداقة قديمة بالعودة- كتب مقالا نُشر على موقع "الإسلام اليوم"، الذي يديره الشيخ العودة، بعنوان "عند الصدمة الأولى".

وأوضح الطريري أنه كان يتحضر رفقة العودة للسفر من اسطنبول إلى هلسنكي عاصمة فنلندا؛ للمشاركة في مؤتمر عن الأئمة والخطباء، إلا أن صديقا له هاتفه وأبلغه بالخبر.

وتابع الطريري قائلا إنه وبعد محاولته تكذيب الخبر أمام الشيخ العودة، إلا أن الأخير تأكد بنفسه من ابنه البراء، مضيفا: "سمعته يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، إنا لله وإنا إليه راجعون، ولما انتهت المكالمة قام وهو يحمد الله ويسترجع، فسألته عما حدث، فقال: أم البراء وهشام توفيا، إنا لله وإنا إليه راجعون، الحمد لله، الحمد لله".

وأضاف الطريري: "الشيخ عَبَر مرحلة الإنكار سريعا، حتى لا أدري أعبرها أما قفزها، وبدأ يتعامل مع المصيبة وقد استحضرها تماما بالحمد والاسترجاع، لا أحصي كم سمعت جملة "الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله"، بلهج لا ينقطع، وثبات لا يتزلزل، لم أر عَبْرة ذارفة، ولم أسمع شهقة بكاء، وإنما استرجاع وحمد، يستجمع بهما عزيمة الصبر، وفضيلة الرضا، وكان يستعين على ذلك بتكرار الحمد، الحمد لله، وإنما الصبر عند الصدمة الأولى. يا الله، هذه الكلمة كان ينبغي أن تقال له، وأن يُذَكَّر هو بها، لكنه الآن يَذْكرها ويذكرِّ بها نفسه، ليعبر الصدمة الأولى بالصبر الجميل والرضا عن الله بما قضى".

الطريري قال إن الشيخ العودة فاجأه بالطلب منه أن يواصل رحلته إلى هلسنكي لحضور المؤتمر، قائلا: "رباه حتى في هذا الكرب يحضره الدعوة والدعاة في قلبه، ويريد أن يؤثرهم ببعضه! لقد نسيت المؤتمر منذ سمعت الخبر، وها هو يتذكره باهتمام، ويريد أن نتقاسم المهمة، فقلت: شيخي طريقي وإياك واحد".

وقال الشيخ الطريري إنه وبعد رفضه الذهاب إلى المؤتمر، وفي طريق العودة إلى الرياض، تفاجأ بشدة من صبر العودة وثباته.

وكشف أن الشيخ العودة، وفي أثناء انتظار مغادرة الطائرة إلى الرياض، كان المعجبون يتوافدون لالتقاط الصور التذكارية معه، وهو يقبل ذلك بابتسامة؛ لعلمه أنهم لا يعرفون مصابه.

وأضاف: "دخلنا قاعة المغادرة، لقيه شاب، وسأل كما سأل غيره أن يتصور معه، فاستجاب له الشيخ بذات الود والحفاوة، فلما رأى الشاب إقبال الشيخ عليه وتلطفه به قال: يا شيخ، والدي قدم الآن من ألمانيا، وهو هناك، وأرجو أن تذهب معي لتسلم عليه، فهو يحبك، وأجاب الشيخ بدون أدنى تردد: هيا، هيا بنا إليه، ومضينا إلى والده، فإذا هو شيخ يتكئ على عصاه، فلما رأى الشيخ مقبلا قام فسلم عليه الشيخ، واحتفى به، وقال له مؤانسا: الآن رأيناك بهذه العصا، ولكن أريد أن أراك المرة الأخرى وقد ألقيتها وعدت شابا".

وفي نهاية المقال، سرد الطريري ما رآه من المواقف المؤثرة عند رؤية الشيخ العودة لابنه المتوفى (هشام)، وبعد خروجه من رؤية زوجته هيا السياري وانتهاء مراسم الدفن.

وأضاف: "عاد الشيخ من المقبرة بعد أن ترك فيها زوجته وابنه وابنة خالتهم، عاد بعد ملحمة صبر ورضا وتسليم ومشهد عظيم من مشاهد العبودية لله عز وجل في تلقي قضائه وقدره".

بدوره، علّق إمام وخطيب المسجد الحرام، سعود الشريم، على مقال الشيخ الطريري بأبيات شعرية نشرها الأخير.

وقال الشريم: "سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبا معاذ، وأرجو أن تكون بحال رضى واحتساب، قرأت مقالا عنكم للشيخ عبد الوهاب الطريري، فأثار القريحة بجهد المقل".

وتابع ناشرا أبياتا شعرية، قال فيها:
      "صبرا وقيت أبـا معــاذ إنمــا..    سنن الإله على العباد تنزّل
        إن الحياة بقضّها وقضيضها..     تصــل الفنـا وركابها تترحـل
        لو دام مخلوق لدام رسولنا..    ولـــدام أزواج ودام تبـعّـــل
        عوضت خيــرا بالتصبر إنمــا..    في الصبر سلوان لنا يتزمل"


التعليقات (0)

خبر عاجل