ملفات وتقارير

رغم العزلة والأزمة.. هكذا تماسكت الجبهة الداخلية في قطر

القطريون أعلنوا دعمهم لدولتهم وأميرها في أزمة العلاقات مع الخليج- أ ف ب
رغم تشديد عزلة قطر ومقاطعتها من دول عدة إثر الأزمة الأخيرة التي بدأتها السعودية والإمارات، فإن الجبهة الداخلية القطرية تبدو متماسكة وغير متأثرة بالحصار العربي وفق شواهد عدة ترصدها "عربي21" في هذا التقرير.

فالعزلة التي فرضت على قطر من دول عربية لا سيما جارتها السعودية التي تشاركها بشكل منفرد بالحدود بريا، بدأت تظهر بوادر فشل تحول دون تحقيق أهدافها، بسبب الضربة الاقتصادية الأولى ضد مقاطعة قطر، التي تمثلت بانتهاء الأزمة الغذائية.

ولقي وصول السلع التركية إلى السوق القطرية احتفاء كبيرا في قطر، ولدى شريحة واسعة من المتضامنين مع قطر من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رأوا أن الأمر يمثل أول رد عملي من تركيا لمواجهة الحصار الاقتصادي الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن ودول أخرى على قطر، يوم الاثنين الماضي.
 
وقال خبراء اقتصاد في وقت سابق لـ"عربي21" إن وصول السلع التركية إلى السوق القطري بدد شبح المخاوف من نقص المواد الغذائية بالأسواق القطرية، خاصة أن الدوحة تستورد 90 في المئة من احتياجاتها من الغذاء، مؤكدين فشل الحصار الاقتصادي لقطر، وانتهاء أثره في وقت أقصر من المتوقع.

وكان رئيس غرفة قطر التجارية، خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني، قال في تصريحات صحفية، إن قطر تمتلك مخزونا استراتيجيا من السلع الغذائية الأساسية يكفي السوق لأكثر من 12 شهرا. 

وأشار إلى أن أكثر من 95 في المئة من هذه السلع والمواد تصل إلى قطر من خلال البحر والجو، وأن نسبة 5 في المئة فقط هي التي تصل عادة عبر الحدود البرية، وهي نسبة لا تشكل أزمة للاقتصاد القطري.

اقرأ أيضا: أول ضربة اقتصادية ضد مقاطعة قطر.. هل فشل الحصار؟

جبهة داخلية متماسكة

ومما يحول أيضا دون تحقيق أهداف مقاطعي قطر لا سيما السعودية والإمارات، عدم وجود تهديدات داخلية تتمثل بمعارضة قوية للنظام القطري، وإمكانية الاستفادة منها في نشر مخاوف لدى الداخل القطري أو زعزعة الاستقرار السياسي.

وعلى الرغم من أن السعودية والإمارت والبحرين سبق أن توترت علاقتها مع قطر بسبب دعم انقلاب كتب له الفشل في عام 1996، إلا أن الجبهة الداخلية القطرية اليوم، تبدو متماسكة، ولا صوت لمعارضة داخلية، في حين يبدو الأمير القطري وسياسته الخارجية محل إجماع قطري، وفق ما سجلته ردود فعل القطريين، التي يمكن رصدها بسهولة في مواقع التواصل الاجتماعي. 






ولم تبد في قطر أي مظاهر للطوارئ على جميع المستويات، ووجهت الحكومة القطرية مواطنيها عبر وسائلها الرسمية من صحف ومواقع وحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي، ما لقي تجاوبا لدى الشعب القطري.

ودأبت الحكومة القطرية على طمأنة المواطنين بشكل مستمر بشأن مخاوف اقتصادية، وعملت على الإشراف على عودة القطريين من الدول المقاطعة إلى أراضيها.

وتعاملت الحكومة القطرية مع الأزمة بسياسة ضبط النفس، بعيدا عن ردود الفعل والتعامل بالمثل مع الدول المقاطعة، فلم تطرد أي دبلوماسي أو مواطن أو تحظر دخول أي طائرات لبلادها.

وطلبت الحكومة من الشعب القطري التحلي بروح المسؤولية وعدم الإساءة للدول أو رموزها أو شعبها، رغم الحملة الإعلامية في دول الخليج ضدها.

وبحسب بيان مكتب الاتصال الحكومي، فإن الحكومة طلبت من الشعب عدم الانزلاق بالرد بالمثل على الإساءات التي تنشر في وسائل الاتصال المختلفة.  

ولم تقرر السلطات القطرية عقوبة لأي مؤيد لحملة المقاطعة إن وجد، على العكس من القرار الإماراتي والبحريني ودول أخرى، الذي قضى بالغرامة والسجن للمتعاطفين مع قطر ومن يشاهد قنواتها.



نشاطات أمير قطر

وفي شاهد آخر، يبدو النظام القطري قريبا من الناس، ويزيد قربه مع الأزمة الحالية، إذ أعلن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في قطر تضامنهم مع حكومتهم وأميرهم، وتناقلوا نشاطات للأمير تميم بن حمد مع شعبه.

ومن بين أبرز النشاطات التي لقيت قبولا لدى القطريين وتفاعلا واسعا، مشاركة أمير قطر ببيت عزاء في خضم الأزمة الجارية، واقترابه من الناس.


وخصص نشطاء مواقع التواصل وسم #كلنا_تميم_بن_حمد، للتعبير عن دعمهم لقطر في أزمتها، غلى جانب وسم #قطر_تمثلني.

وبحسب وكالة الأنباء القطرية، فإن الأمير تميم يمارس عمله اليومي بشكل اعتيادي، في حين لم تظهر أي علامات على الطوارئ في البلاد، أو تغيرات في عمل الحكومة.


تغريم وسجن رعايا الدول المقاطعة المتعاطفين

واضطرت الإمارات والسعودية ودول أخرى من الجانب المقاطع لتحذير رعاياها من انتقاد مواقفها من الدوحة، وتهديد الناس بالعقاب، بالسجن والغرامة المالية الكبيرة ضد من يبدي تعاطفا مع قطر..

في حين لم يمنع هذا الأمر من ظهور تضامن عربي واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع قطر، لا سيما في الدول التي أعلنت مقاطعتها لقطر.


اقرأ أيضا: تنديد بعقوبات إماراتية-سعودية تجاه "المتعاطفين" مع قطر




وانتشر وسم "#قطر_ليست_وحدها" وآخر يحمل وسم "#الشعب_الخليجي_يرفض_مقاطعة_قطر.



وشهدت دول عربية بالإضافة إلى تركيا وقفات ومظاهرات تضامنا مع قطر وشعبها.

مظاهرات في جزر القمر:


وقفة في تونس:


وقفة في تركيا:


في موريتانيا: