سياسة عربية

في أكبر تحول بالأزمة السورية.. الغرب للمعارضة: الأسد باق

وزير الخارجية البريطاني قال إن رحيل الأسد لم يعد شرطا مسبقا- جيتي
في تحول سياسي كبير في الأزمة السورية، قامت بريطانيا وحلفاؤها الغربيون أخيرا بإسقاط مطلبهم الذي طال أمده بأن رئيس النظام السوري الأسد يجب أن يتنحى، بل وربما يقبل الانتخابات التي يسمح له بالوقوف مرة أخرى.

وبحسب تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية ترجمته "عربي21" أكد الوزراء، أمس الجمعة، تحولا في السياسة تجاه سوريا، وهو موقف حافظت عليه بريطانيا منذ بداية الانتفاضة في عام 2011. ومنذ ذلك الحين قتل ما لا يقل عن 400 ألف شخص، معظمهم من قبل قوات الأسد وحلفائه.

وقيل هذا الأسبوع، في العاصمة السعودية الرياض، لقادة المعارضة السورية إن لديهم الآن خيارا بسيطا هو القبول بأن "الأسد موجود في دمشق للبقاء". لم تعد هناك أي نقطة في إجراء محادثات حول مستقبل سوريا من خلال التمسك بالموقف الذي كان عليه أن يتنحى عنه قبل أن تبدأ المفاوضات.

اقرأ أيضا: الجبير للمعارضة السورية: حان الوقت لصياغة رؤية جديدة

وأشار بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني، إلى التغيير في مقابلة على برنامج راديو "فورس تودي".

وقال إن "من مصلحة الشعب السوري أن يسير الأسد في الغالبية العظمى". وأضاف: "كنا نقول إنه يجب أن يذهب كشرط مسبق. الآن نقول إنه يجب أن يذهب ولكن كجزء من عملية انتقال. أنه دائما مفتوح أمامه للوقوف في انتخابات ديمقراطية".

ويقول الدبلوماسيون إن جونسون يؤكد تحولا تدريجيا على المعارضة والغرب بسبب الأحداث على الأرض. وكان الموقف الجديد يتقاسمه حلفاء بريطانيا والداعمون الإقليميون للمعارضة.

من جانبه، قال يحيى العريضي الناطق باسم المعارضة إنه يشعر بخيبة أمل من الدول الغربية التي عرضت تأييدا للكلمات، ولكن ليس من الناحية العملية إسقاط الأسد.

 وقال: "إن مصالحهم تبدو قبل الأخلاق. الجرائم لا تختفي مع مرور الوقت".

اقرأ أيضا: هكذا تدخلت مصر في سوريا دعما للأسد برعاية سعودية روسية

إلى ذلك قال مصدر آخر: "تستند سياستنا حول البراغماتية والواقعية. من الصعب أن نرى أي مستقبل مستقر وسلمي في سوريا مع بقاء الأسد هناك، بالنظر إلى مقدار الضرر الذي تسبب فيه. لكن ما إذا كان هو أو لم يكن لم يعد مقدمة للمناقشات".

وتعد هذه الخطوة، بحسب "التايمز" بمثابة "حبوب منع الحمل المريرة للحكومة البريطانية"، التي أيدت خطا صعبا ضد الأسد منذ منتصف عام 2011 تحت ديفيد كاميرون. 

وقد ذكر نقاد سياسيون مرارا أنه من خلال استبعاد دور الأسد في المفاوضات، أجبره الغرب على تقوية موقفه، نظرا للأمل الكاذب للمعارضين ورسم روسيا وإيران في الصراع.