طب وصحة

هل تسهر كثيرا؟.. تعرف على الأضرار النفسية والصحية للسهر

سهر
يُبالغ البعض بالسهر لدرجة أن ليلهم أصبح كنهارهم وبالعكس، وهم لا يدركون أن له أضرارا على صحتهم سواء الجسدية أو النفسية.

يحتاج الجسم للراحة وأنسب وقت لها هو الليل، فهذه هي قوانين الطبيعة.

ويعد السهر أمرا غير صحي، خصوصا عندما تصبح عدد ساعات النوم غير كافية أي أقل من 6ساعات، أو ينقلب النوم ليصبح بالنهار بدل الليل، بحسب ما قال أخصائي الطب النفسي وليد سرحان.

وقال سرحان في حديث لـ "عربي21": "النوم لا يُنظم بساعة النوم بل بساعة الصحو، فمن يصحو الساعه السابعة كل يوم سينام بسهوله في وقت مبكّر، أما من يصحو عصرا فلن ينام حتى صباح اليوم التالي".

وأشار إلى أنه لا بد أن يمر على الإنسان 16 ساعة بعد الصحو حتى تبدأ دورة النوم.

أثر السهر على الحالة النفسية

تتأثر الحالة النفسية للإنسان بقدر تأثر جسده بالسهر، فعواقب السهر والنوم النهاري كثيرة، منها اضطراب المزاج والاكتئاب وضعف التركيز والنعاس معظم الوقت، بحسب سرحان.

ويضيف: "كما أن البعض تتأثر إنتاجيته، فالطالب يصعب تحصيله، وسيدة البيت تزداد كسلا وعدم إنتاجية ويزيد وزنها وصاحب العمل سيتأخر عن عمله وتضعف إنتاجيته أيضا".

وأشار سرحان إلى أنه أصبح من الشائع لمن يسهرون طوال الليل، الإكثار من استعمال الإنترنت حتى يصلوا إلى 6 ساعات وأحيانا 12 ساعة في اليوم، ولهذا الأمر آثار سيئة على الصحة النفسية والجسدية.

وأضاف سرحان: "دورة النوم الطبيعية بين 10 مساء إلى 6صباحا، والالتزام بها ينظم النوم والمزاج، ويؤثر على عدد من الدورات البيولوجية للإنسان، ويا حبذا لو التزم الناس بالتنظيم الرباني للساعات البيولوجية".

الفرق بين السهر والأرق

يختلف السهر عن الأرق، فهو عادة له أسباب ذاتية، أما الأرق هو عبارة عن اضطراب في النوم أو تقطعه وانخفاض جودته بحسب اختصاصي طب الأسرة متولي محمد.

وقال متولي محمد في حديث لـ "عربي21": "هناك أسباب عدة للأرق، منها نفسية وبعضها عضوي، وتختلف هذه الأسباب من حالة لأخرى".

أثر السهر على الجسم

يقول اختصاصي طب الأسرة إن هناك تأثيرات عدة للسهر على الجسم،

فهو يؤثر على صحة الإنسان ويتسبب في عديد من الاضطرابات على أعضائه. كما يؤثر السهر على تركيز الإنسان و أدائه اليومي. ويصيب السهر الإنسان بالخمول والتعب، ولأنه يصبح عادة تتحول مع الأيام لحالة مرضية "أرق" بحيث حتى لو أراد الإنسان النوم مبكرا لا يستطيع.

كما يؤثر السهر على جهاز المناعة لدى الإنسان مما يتسبب لاحقا في كثير من الأمراض.

أثر السهر على الوزن

أشارت تقارير طبية إلى أن السهر يؤدي لزيادة احتمالية حدوث الجوع عند الإنسان، وهو ما يؤكده خبير التغذية محمد عطية.

ويضيف عطية لـ"عربي21": "مع زيادة ساعات السهر يزيد إفراز هرمون الجوع، ويقل إفراز هرمون الشبع، حيث وجدت دراسة حديثة أُجريت على 1000 شخص، أن الأشخاص الذين يسهرون لفترات طويلة، ارتفعت لديهم إفرازات هرمون الجوع بنسبة 16%".

وأشار عطية إلى أن فكرة زيادة الوزن تندرج تحت مبدأ السعرات الحرارية اليومية، فإذا تناول الشخص أكثر من احتياجة فإنه سوف يخزن الفائض، والعكس صحيح، بالتالي حين يأكل الإنسان ليلا يزداد وزنه، لأنه يكون قد استنفذ سعراته الحرارية، ويكون الطعام الذي تناوله زائدا عن حاجة جسمه.

وينصح عطية الأشخاص الذين تجبرهم ظروف عملهم على السهر، بأن يتنالوا أغذية قليلة السعرات الحرارية، التي تحتوي على الألياف، ومن أهمهما مجموعة الخضراوات بجميع أنواعها والفواكه بشرط عدم الإكثار منها، بالإضافه إلى الأطعمة التي تحتوي على البروتين مثل التونة والبيض واللبن والحليب، ومن الممكن تناول المكسرات غير المملحة، والإكثار من شرب السوائل الساخنة مثل الشاي الأخضر ومشروبات الأعشاب المختلفة، وشرب كميات كافية من الماء.

نصائح للتخلص من السهر وآثاره

وينصح اختصاصي طب الأسرة متولي محمد بالذهاب إلى النوم في موعد ثابت، والاستيقاظ يوميا في موعد ثابت، والامتناع عن شرب المنبهات كالشاي والقهوة لعدة ساعات قبل النوم واستبدالها بمشروبات أخرى كالحليب مثلا.

كما ينصح بتجنب الغفوات النهارية، والحرص على أن تكون غرفة النوم مريحة، معتدلة الحرارة، خالية من الإزعاج وينبغي أن تكون هادئة مظلمة، وأن يكون السرير صلبا. والقيام ببعض التمارين الرياضية كالمشي، وعدم الإجهاد بتمارين عنيفة فقد يكون مفعولها عكسيا. والابتعاد عن الكحول. وعدم تناول العشاء متأخرا، بل قبل ساعات من النوم، وليكن العشاء خفيفا.