سياسة عربية

خاشقجي: السعودية دمرت اليمن وعجزت عن وقف التقدم الإيراني

خاشقجي قال إن السعودية تتحمل المسؤولية عن الوضع البائس في اليمن- أرشيفية

قال الكاتب السعودي جمال خاشقجي، إن المملكة العربية السعودية عجزت عن وقف التقدم الإيراني في اليمن، رغم الإنفاق الهائل على الحرب التي أنهكت الميزانية السعودية، وأحدثت دمارا هائلا في اليمن.


وأضاف الكاتب في مقال له نشرته صحيفة واشنطن بوست، إن السعودية تتحمل جزءا كبيرا من الوضع البائس الذي يعيشه اليمنيون، حيث تآكلت مصداقيتها بشكل كبير وأضحت صورتها مشوهة بفعل الدمار والفقر المدقع الذي حل باليمن.

وتابع خاشقجي: "عندما اندلعت حرب السعودية في اليمن في مارس 2015 كانت تحظى بتأييد شعبي سعودي واسع، وكنت ممن أيدها لأنني كمواطن سعودي شعرت بالقلق من سياسة إيران الطائفية التوسعية، والتي امتد نفوذها على كامل الشمال السعودي، فيما بات يعرف بالهلال الشيعي الممتد من إيران إلى البحر المتوسط".


ولفت إلى أنه كان من الداعمين للحرب ضد الحوثيين الذين اكتسحوا كل اليمن خلال الشهور التي سبقت الحملة التي تقودها السعودية، حيث رفضوا ترتيبات المشاركة في السلطة التي كان من المفروض أن تنقل اليمن نحو الديمقراطية بعد عقود من الدكتاتورية.

 

اقرأ أيضا: أعنف هجوم لخاشقجي على آل سعود.. دافع عن الإخوان (شاهد)

واستدرك خاشقجي: "لكني بت أيضا اشعر بالقلق بشكل متزايد لأن حكومة بلادي عجزت عن وقف التقدم الإيراني رغم الإنفاق الهائل على الحرب التي أنهكت الميزانية السعودية، حيث تقدر التكلفة اليومية لها بما يقرب من 200 مليون دولار يومياً".


وأشار إلى أن السعودية فقدت من احتياطاتها المالية نحو الثلث وانخفضت إلى ما يقرب من 400 مليار دولار. وبات الطلب شديداً على أنظمة صواريخ باتريوت الأمريكية الصنع، والتي تبلغ تكلفة كل واحد منها في المعدل ما يقرب من ثلاثة ملايين دولار، وأضاف: "صرنا في أمس الحاجة إليها لحماية البنى التحتية الحيوية، بما في ذلك محطات التحلية على ساحل البحر الأحمر".


وعدا عن العواقب الاقتصادية، تواجه المملكة العربية السعودية إلى تداعيات سياسية أشد سوءاً. حيث يقف اليمن اليوم على شفا كارثة إنسانية هائلة لدرجة أنه يواجه أخطر مجاعة في العالم منذ القحط الكبير الذي ضرب أفريقيا في تسعينيات القرن الماضي. بحسب الكاتب السعودي.


وقال إن السعودية تتحمل أكثر من غيرها المسؤولية عن الوضع البائس في اليمن، الذي نجم عنه تشويه صورتها وتآكل مصداقيتها. وتابع: "حتى أكثر المدافعين عن المصالح الأمنية السعودية لا يملك إلا أن يعتصر ألماً لصور الأطفال الذين تفتك بهم المجاعة يومياً، ويقف مذهولاً أمام المشهد الذي نبدو فيه للعالم كما لو أننا نتعمد تدمير أفقر بلد في العالم العربي وأكثر الشعوب أمية". 

وذكّر خاشقجي بالتدخل السعودي عام 1965 لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن، وقال: "إن على السعودية العمل على إعادة الأطراف المعنية إلى طاولة المفاوضات والدخول في محادثات للسلام. وذلك بالضبط هو ما فعلته في عام 1965 لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن، وبإمكانها اليوم أن تعيد الكرة من جديد من خلال الانتقال من مشارك فعلي في الحرب إلى ضامن للسلام".

 

اقرأ أيضا: لقاء ابن سلمان بزعيم "الإصلاح اليمني".. ما أهدافه؟

ورأى خاشقجي أنه في الصراع الذي تدور رحاه الآن، يتوجب على ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان أن يرى في الماضي سابقة تحتذى، وأن يسعى بنفس الطريقة إلى إحلال السلام من خلال التقدم ببادرة "عظيمة" تشتمل على وقف التمويل وكل أشكال الدعم للحرب. وفي نفس الوقت، يحتاج المجتمع الدولي لأن يضغط على الحوثيين، وعلى إيران للقبول بتسوية عادلة يتم التوصل إليها من خلال التفاوض، وينجم عنها اعتراف المملكة العربية السعودية بالحوثيين كفصيل يمني شرعي، على أن يعترف الحوثيون بشرعية الفصائل اليمنية الأخرى، ويقبل الجميع بمبدأ المشاركة في السلطة وبالإجراءات التي تضمن وحدة اليمن وتماسكه.


ولإنجاز السلام في اليمن وإنهاء الحرب هناك، رأى الكاتب أنه يتوجب على محمد بن سلمان أن يوقف حملته التي يشنها ضد الإسلام السياسي وأن يتخلى عن تشدده الواضح في رفض المبادئ الديمقراطية الأساسية مثل حرية التعبير داخل المملكة وداخل اليمن على حد سواء. 

وأشار خاشقجي إلى "بادرة" محمد بن سلمان مطلع الشهر الجاري حينما اتخذ خطوة "جريئة" واجتمع بقيادات حزب الإصلاح اليمني، والذي يعتبر فرعاً لجماعة الإخوان المسلمين، "التي تصنف ظلماً وعسفاً من قبل المملكة العربية السعودية، وبما لا يخدم مصالحها الاستراتيجية، كمنظمة إرهابية".