اقتصاد دولي

بظل توتر مع واشنطن.. باكستان تسمح باستخدام اليوان الصيني

أفاد بيان صادر عن "مصرف دولة باكستان" المركزي الثلاثاء بأن منشآت القطاعين الخاص والعام قد تستخدم اليوان للتجارة الثنائية والاستثمار- جيتي

في إشارة بدت وكأنها رسالة باكستانية سريعة للموقف والإجراءات والتصريحات الأمريكية الأخيرة ضد باكستان بعد تصويتها ضد الموقف الأمريكي من القدس، أعلنت إسلام أباد أنها ستسمح باستخدام اليوان الصيني في المعاملات المرتبطة بالاستيراد والتصدير والأنشطة الاستثمارية، في تحرك أشار خبراء اقتصاد الأربعاء إلى أنه سيسهل مشروعا استثماريا صينيا ضخما. 

 

ويأتي القرار الباكستاني وإن بدا اجراء اقتصاديا بحتا، في ظل توتر كبير تعيشه العلاقات بين إسلام أباد وواشنطن .

وأفاد بيان صادر عن "مصرف دولة باكستان" المركزي الثلاثاء أن منشآت القطاعين الخاص والعام قد تستخدم اليوان للتجارة الثنائية والاستثمار. 

وأضاف أنه "وفقا لقواعد النقد الأجنبي الحالية، تم اعتماد اليوان الصيني كعملة أجنبية في تعاملات النقد الأجنبي في باكستان". 

 

اقرأ أيضا :  مسيرات غاضبة في باكستان والحكومة ترفض تصريحات ترامب


وأكد أنه "في إطار الأنظمة في باكستان، فإن اليوان الصيني مساو للعملات الدولية الأخرى مثل الدولار الأميركي واليورو واليوان الياباني".

وأوضح المصرف أنه في ضوء مشروع صيني ضخم للبنى التحتية في باكستان، سيأتي التحرك الأخير "بفوائد بعيدة المدى على البلدين". 

وأشاد مسؤولون باكستانيون مرارا بالممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وهو مشروع كلفته 54 مليار دولار تم إطلاقه عام 2013 لربط غرب الصين بالمحيط الهندي عبر باكستان.

تلافي التعاملات بالدولار في تطبيق مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني "سيسهل الأمور بشكل كبير جدا".

ويأمل الجانب الباكستاني بأن تساعد محطات الطاقة وخطوط النقل التي سيتم بناؤها كجزء من المشروع، على تخفيف أزمة الطاقة المزمنة التي تعاني منها باكستان. 

ورحب المحلل الاقتصادي والمستشار الحكومي السابق المسؤول عن المسائل المالية سلمان شاه بقرار المصرف المركزي الباكستاني معتبرا أن تلافي التعاملات بالدولار في تطبيق مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني "سيسهل الأمور بشكل كبير جدا". 

وأشار إلى أن تحول الاقتصاد الصيني إلى أحد أكبر اقتصادات العالم يبرر استخدام العملة الصينية. 

 

وسبق أن اجتمع رئيس الوزراء الباكستاني شاهد عباسي مع أعضاء حكومته، الثلاثاء، لتقييم اتهامات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسلام أباد بـ"توفير مأوى للإرهابيين".

ويأتي هذا الاجتماع بعد يوم واحد من اتهام ترامب لباكستان عبر حسابه الخاص على "تويتر" بتوفير ملاذ آمن للإرهابيين الناشطين في أفغانستان.

ورفضت الحكومة بشدة الثلاثاء تهديد ترامب مشددة على التضحيات الكبرى التي بذلتها في مكافحة الإرهاب.

 

اقرأ أيضا : ترامب يهاجم باكستان: نعطيهم المال ولا يعطوننا إلا الأكاذيب


وفي بيان أصدرته عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي شارك فيه قائد الجيش ومسؤولون عسكريون كبار بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين، أعلنت رئاسة الحكومة الباكستانية أن باكستان "خاضت الحرب ضد الإرهاب أولا بمواردها الخاصة وبكلفة باهظة على اقتصادها"، بالإضافة إلى "تضحيات كبرى" شملت "خسارة عشرات آلاف المدنيين وقوات الأمن".

وأضافت رئاسة الحكومة انه لا يمكن "التقليل من أهمية" الأمر "باختصاره بالقيمة المالية"، معربة عن "خيبة امل كبيرة" بعد "التصريحات الأخيرة للقيادة الأميركية التي لا يمكن فهمها على الإطلاق والتي تناقض الواقع بكل وضوح".

وجابت مسيرات شعبية غاضبة شوارع باكستان رافعين لافتات تهاجم ترامب، ومرددين شعارات تستنكر التصريحات بأن باكستان تؤوي "الإرهابيين".