حول العالم

النار لا تزال مشتعلة في ناقلة نفط إيرانية قبالة ساحل الصين

فارس

أبلغ مسؤول بخفر السواحل الكوري الجنوبي رويترز، بأن النار لا تزال مشتعلة اليوم الاثنين في ناقلة تحمل نفطا إيرانيا بعد تصادمها في مطلع الأسبوع، مع سفينة صينية للبضائع الصب في بحر الصين الشرقي.


وقال المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه لأنه ليس مخولا بالحديث إلى وسائل الإعلام، إنه لم يتحدد حتى الآن ما إذا كان جرى إنقاذ أي من أفراد طاقم الناقلة المفقودين وعددهم 32. وكان يتحدث في الساعة الثامنة صباحا بتوقيت كوريا الجنوبية (23 بتوقيت غرينتش الأحد).


واصطدمت الناقلة (سانتشي)، التي تديرها شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية، بالسفينة (سي إف كريستال) على بعد نحو 160 ميلا بحريا قبالة الساحل قرب شنغهاي مساء السبت.


وعرض التلفزيون الصيني صورا يوم الأحد للناقلة، وقد اشتعلت فيها النيران وأعمدة الدخان الكثيف تتصاعد منها. وأرسلت الصين أربع سفن إنقاذ وثلاثة قوارب لتطهير التسرب النفطي إلى الموقع، في حين أرسلت كوريا الجنوبية سفينة وطائرة هليكوبتر.


وكانت الناقلة المسجلة في بنما في طريقها من إيران إلى كوريا الجنوبية حاملة 136 ألف طن من المكثفات. ويعادل ذلك ما يقل قليلا عن مليون برميل تقدر قيمتها بنحو 60 مليون دولار، بناء على الأسعار العالمية الحالية للنفط الخام.


وتم إنقاذ كامل طاقم (سي إف كريستال) البالغ عددهم 21 فردا وكلهم صينيون. وأشارت وزارة النقل الصينية إلى أن (سي إف كريستال) تعرضت لأضرار بسبب التصادم لكنها "ليست جسيمة".


وقال خبراء ملاحيون إن الحادث قد يعرقل الملاحة في وحول ميناء شنغهاي أحد أكبر الموانئ في العالم وأكثرها ازدحاما.


ولم يتضح حتى الآن مدى الأضرار البيئية الناجمة عن الحادث أو حجم النفط المتسرب إلى البحر.


وكانت آخر كارثة كبيرة تتعلق بناقلة نفط قد وقعت في تشرين الثاني/ نوفمبر  عام 2002 عندما غرقت الناقلة برستيج وهي تنقل 77 ألف طن من زيت الوقود الثقيل قبالة سواحل إسبانيا، مما تسبب في واحدة من أسوأ الكوارث البيئية في أوروبا.


وتسرب من حمولة الناقلة نحو 63 ألف طن إلى مياه المحيط الأطلسي، مما أحدث أضرارا في سواحل فرنسا وإسبانيا والبرتغال، وأجبرت السلطات الإسبانية على إغلاق المصائد في البلاد.


وبلغ حجم التسرب الناجم عن هذا الحادث مثلي ما نجم عن كارثة الناقلة إكسون فالديز، الذي ألحق أضرارا جسيمة بساحل ألاسكا عام 1989.

حادث بحري ضخم


ويعد الحادث أول حادثة بحرية كبرى لناقلة نفط إيرانية، منذ رفع العقوبات الدولية عن طهران في كانون الثاني/يناير 2016.


وكانت ناقلة إيرانية عملاقة، تابعة أيضا لشركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية، اصطدمت بسفينة حاويات في مضيق سنغافورة في آب/ أغسطس 2016 دون أن يتسبب الحادث في سقوط قتلى أو تلوث.


ولم تعط الحكومة الصينية أي تفاصيل عن حجم التسرب النفطي. وفي بيان منفصل قالت وزارة الخارجية إن سبب الحادث يخضع للتحقيق.


وتظهر بيانات تتبع السفن الخاصة برويترز أن (سانتشي) بنيت عام 2008 وتديرها شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية. وشركة (برايت شبينج) المحدودة هي المالك المسجل للناقلة.


وتشير البيانات إلى أنه كان من المفترض أن تصل الناقلة إلى دايسان في كوريا الجنوبية، قادمة من جزيرة خرج في إيران الأحد.


وقال كسرى نوري المتحدث باسم وزارة النفط الإيرانية للتلفزيون الرسمي، إن الناقلة التي استأجرتها شركة هانوها توتال للبتروكيماويات لديها "تأمين أجنبي ساري المدة".


ولم يتسن على الفور الوصول إلى تلك الشركة للتعليق.


وقالت الحكومة الصينية إن السفينة (سي إف كريستال) المسجلة في هونج كونج، تحمل 64 ألف طن من الحبوب من الولايات المتحدة إلى إقليم قوانغدونغ في جنوب الصين.


وتظهر بيانات رويترز أن السفينة، التي بنيت في عام 2011، كان من المقرر أن تصل في العاشر من كانون الثاني/يناير.