سياسة دولية

هل يضمن تحالف الحركة القومية مع أردوغان فوزه بانتخابات 2019؟

بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في تموز 2016 زادت شعبية أردوغان وشهد البلد مصالحة وطنية - ا ف ب

أعلن رئيس ثاني أكبر أحزاب المعارضة التركية دولت بهجلي دعمه المطلق لترشح الرئيس رجب طيب أردوغان في انتخابات 2019 وذلك في وقت مبكر للغاية قبل أكثر من عام على موعد الانتخابات.


ولم تكن هذه المرة الأولى التي يدعم فيها حزب الحركة القومية أردوغان حيث سبق ودعمه في الاستفتاء على الدستور العام الماضي.

فهل يرفع هذا الدعم من أسهم أردوغان في انتخابات الرئاسة القادمة ويزيد من فرص فوزه؟ .. هذا السؤال نطرحه على المهتمين في هذا التقرير.


دولت بهجلي وخياراته الوطنية

بداية أكد المستشار الأول لرئيس الوزراء التركي عمر قورقوماز، أن رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجالي اعتاد في مواقفه السياسية أن يميل للمصلحة الوطنية واستقرار الدولة التركية من وجهة نظره؛ لتحقيق أهداف تركيا 2023 في ظل قيادة يراها قوية وفاعلة مثل الرئيس أردوغان، واصفاً تلك المواقف بالتاريخية.

وبأن رئيس حزب الحركة القومية ليس الوحيد الذي أعلن دعم أردوغان مبكرا؛ فكذلك حزب الاتحاد الكبير ذو المسحة الإسلامية وحزب الهدى الإسلامي الكردي أنصارهم أيضاً سينضمون لدعم أردوغان في انتخابات 2019، وهذا لأنهم يتحسبون لتصريحات المعارضة بأنها حصلت على 48% بالاستفتاء وستدفع بمرشح رئاسي متوعدة أردوغان.

وأضاف قورقماز لـ"عربي21"، أن الانتخابات القادمة ستكون نقطة تحول تاريخية لتركيا في مواجهة التآمر الإقليمي من بعض الدول ضد الدولة التركية القوية لإضعافها، والرئيس أردوغان خاصة للتخلص من وجوده على الساحة السياسية الإقليمية ما يدفعهم لحشد وتمويل خصومه بقوة، لاسيما الكيان الموازي وكبيره القابع في بنسلفانيا والذي يقف وراء ذلك بقوة.

واستبعدا مستشار رئيس الوزراء أن يقدم الرئيس التركي السابق عبد الله جول على الترشح لمنافسة رفيق دربه الطيب أردوغان ولن يجرؤ على ذلك.

كما أكد الباحث التركماني في الشأن التركي محمد أردوغان، أن تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية في حال سارت الأمور وفق ما هو مخطط لها، يمكن أن يضمن فوزاً مريحاً للطيب أردوغان برئاسة تركيا في 2019، مشيراً إلى أن معدل فوز العدالة والتنمية في المعتاد 48% والحركة القومية بعد أن يتم خصم 40% من أصواته البالغة 12% لصالح يني بارتي، تصبح نسبة أصواته الداعمة لأردوغان 7% وهو ما يسمح بتجاوز نسبة الـ50%+1.

وأضاف لـ"عربي21" أن هناك العديد من أنصار الأحزاب الأخرى مثل حزب الهدي الإسلامي الكردي، وحزب سعادات وغيرهم يمكنهم أن يعطوا أصواتهم للطيب أردوغان فترتفع النسبة لتتجاوز الـ60%.

وحذر محمد أردوغان، من تجاهل تحركات المعسكر المضاد والذي يضم حزبي المعارضة الرئيسي CHP و Hdp مدعومان من الكيان الموازي، سيبذلون وسعهم لإعاقة فوز الطيب أردوغان وقد بدؤوا بالفعل بتمزيق حزب الحركة القومية وانتزاع 40% من أعضائه في كيان جديد هو حزب "يني بارتي" الذي يترأسه ميرال أكشنار، فضلا عن استثارة الأكراد ضده كذلك.

وأشار إلى أن الانتخابات الرئاسية تختلف عن الاستفتاء وعلى جبهة أردوغان أن تبذل جهوداً ضخمة، وتتحسب لأية طارئ يؤثر على شعبيتهم ويحشدون الرأي العام التركي والأنصار لأجل هذه المعركة الانتخابية الفاصلة في مستقبل تركيا وهذه كلها مجرد تكهنات.

معاً لمحاربة الـ PKK

في حين يرى د. إبراهيم بوعزي الإعلامي والأكاديمي التونسي المعني بالشان التركي، أن الانتخابات الرئاسية الماضية التي تمت في آب/أغسطس 2014 وصوت فيها الشعب التركي للمرة الأولى من أجل اختيار رئيس الجمهورية فاز فيها رجب طيب أردوغان بنسبة واحد وخمسين بالمائة؛ إلا أنه وبعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في تموز/ يوليو 2016 زادت شعبية أردوغان وشهد البلد مصالحة وطنية وتقاربا بين القوى السياسية. لكن تنظيم غولن سيعمل بلا شك على تقليص حظوظ أردوغان في انتخابات 2019 لذلك فقد بادر حزب الحركة القومية بإعلان دعمه لأردوغان منذ الآن كي يضمن بقاء نسبة أصواته في تلك الانتخابات فوق واحد وخمسين بالمائة..

وأضاف بوعزي، أن حزب الحركة القومية وقف موقفا مشابها في انتخابات 2014 إذ لم يقدم مرشحا له في الانتخابات الرئاسية، بينما رشح حزب الشعب الجمهوري البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، في حين رشح حزب الشعوب الديمقراطي رئيسه صلاح الدين دميرطاش، كما أن حزب الحركة القومية سيبقى داعما لأردوغان مادام الأخير يحارب إرهاب حزب العمال الكردستاني، بعد تعليق مباحثات المصالحة ووقف إطلاق النار وهو ما يرفع أسهم أردوغان بالفعل في انتخابات 2019.

تحالف لمواجهة مؤامرات هدم تركيا

ومن جهته يؤكد رئيس تحرير تركيا تايم فخر الدين داده، أن التحالف بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية جاء نتيجة ما تتعرض له تركيا منذ 4 سنوات من مخاطر تجاوزت الأحزاب وتباينات المواقف وهددت الدولة، حيث شهدت البلاد بعد أن اجتمع المتربصين داخليا وخارجيا مظاهرات وعمليات إرهابية ومحاولة انقلاب فاشلة ومؤامرات تُحاك دون هوادة لا لشيء سوى إسقاط الدولة التركية القوية.

ووصف لـ"عربي21" قرار تحالف دولت بهتشلي بالقرار العملي البعيد عن المساومة يدعم جهود حكومة الحزب الحاكم لمحاربة الإرهاب، ولمواجهة تحالف مضاد وغير معلن تشكل مؤخراً وضم حزبي الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطية، ويجمعهما الأسلوب والأدوات والمواقف المعادية لأردوغان، وهو ما عبرت عنه نائبة رئيس الشعوب الديمقراطي عقب انتخابات 2015 التي لم يحسمها العدالة والتنمية "هززنا جيدا معا".

بينما تؤكد الكاتبة الصحفية التركية كلثوم اوزترك أن هذا التحالف بلا أدنى شك يزيد من حجم شعبية الرئيس التركي فضلا عن الجماهيرية التي حصدها عقب تغلبه على المحاولة الانقلابية الفاشلة في 2016، مقللة من حجم المعارضين لهذا التحالف من أعضاء حزب الحركة القومية بأنهم قليلون ولن يؤثروا على فرص أردوغان في الفوز بانتخابات 2019.