علوم وتكنولوجيا

في سباق المساعدين الرقميين: هل تفوقت أمازون على غوغل؟

عقدت غوغل صفقات من أجل ترويج مساعدها الشخصي - CC0

نشر موقع "بزنس إنسايدر" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن التنافس المحتدم بين شركتي غوغل وأمازون في سباق إنتاج المساعدات الرقمية الأكثر تطورا على الإطلاق، خاصة في ظل نمو سوق هذه المنتجات وتزايد الطلب عليها بصفة كبيرة.

وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن شركة غوغل قادت حملة إعلانية كبرى للترويج لمساعدها الرقمي الجديد في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية السابق. وشهد هذا المعرض هيمنة غوغل من خلال جناحها الخاص أو من خلال الشركات التي روجت لمنتجاتها التي تتوافق مع مساعد غوغل الرقمي الجديد.

وأضاف الموقع أن جناح غوغل داخل المعرض غمرته المياه بواسطة عاصفة غير متوقعة، لكن ذلك لم يحل دون إعلان غوغل لبعض الأخبار المدوية، حيث تحدثت الشركة الأمريكية عن عقدها لشراكات جديدة مع عدة شركات تكنولوجية عالمية، على غرار "لينوفو" و"إل جي" و"سوني"، بهدف إطلاق سلسلة من شاشات العرض الذكية المدعومة بمساعد غوغل الرقمي.

وأورد الموقع أن إعلان غوغل يندرج ضمن محاولتها الرد على مساعد أليكسا الذي تنتجه شركة أمازون، التي تعتبر رائدة في مجال إنتاج الأجهزة الجديدة التي تعتمد على الأوامر الصوتية. وتتجلى هذه الهيمنة من خلال تألق مساعد أليكسا الرقمي في عدة عروض خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في السنة الماضية. وقد شهد المعرض ترويج غوغل لسماعاتها المنزلية الذكية، لكن ذلك لم يمنع أمازون من سرقة الأضواء.

 

اقرأ أيضا: هذا هو السوري الذي ساهم بإنشاء مختبر غوغل للذكاء الصناعي

وتحدث الموقع عن عودة غوغل هذه السنة وتألقها من خلال مساعدها الرقمي الجديد. لكن الشكوك لا تزال تحوم حول هذا الأمر، مما دفع مدير الأبحاث لدى شركة غارتنر، فيرنر غورتس، للتصريح بأنه من المبكر قياس تأثير وجود غوغل في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية. في المقابل، أكد فيرنر أن منتجات غوغل تركت انطباعا جيدا خلال المؤتمر.

وأشار الموقع إلى الجهود الحثيثة التي بذلتها شركة غوغل من أجل الالتحاق بأمازون خلال فترة قصيرة من الزمن. فقد دخلت مجال المساعدات الرقمية بعد إطلاق سماعات "غوغل هوم" الشبكية، في حين كان لأمازون السبق في هذا المجال، حيث يعود موعد إطلاق جهاز أمازون إيكو الذي يعتمد على مساعد أليكسا الرقمي لسنة 2014.

وذكر الموقع أن إطلاق غوغل لأجهزتها الجديدة يندرج ضمن مخططات الشركة للرد على أجهزة "إيكو شو" "وإيكو سبوت". وتستند غوغل في سباقها للتنافس مع أمازون على الشراكات الجديدة التي أبرمتها مؤخرا. وعلى الرغم من اقتراب غوغل من منافسها، إلا أنها تستعجل المراحل.

وتطرق الموقع إلى أرقام مبيعات هذه الأجهزة لدى الشركتين، حيث تزعم غوغل أنها تمكنت من بيع سبعة ملايين جهاز "غوغل هوم" خلال فترة الأعياد. في المقابل، صرحت أمازون بأنها باعت عشرات الملايين من منتجات أليكسا خلال الفترة نفسها. ويعتبر هذا التباين في المعطيات أحد الأسباب المعرقلة لإقامة مقارنة مباشرة بين الطرفين، لكن النقطة التي يتفق عليها الجميع هي أن غوغل في مركز متأخر.

وبين الموقع أسباب تفوق أمازون وريادتها لهذا السباق، ولعل أبرزها مواظبة الشركة على تكرير منتجاتها وإضافة أجهزة جديدة. فعلى سبيل المثال، شهدت السنة الفارطة إطلاق عدة منتجات لشركة أمازون، على غرار جهاز "أمازون إيكو"، وكاميرا "إيكو لوك" العصرية، فضلا عن سماعات "إيكو شو" الذكية، وأجهزة "إيكو سبوت"، و"إيكو باتنز" العصرية.

في المقابل، أنتجت غوغل سماعتين شبكيتين من فئة "غوغل هوم"، وتباع النسخة الميني بمبلغ 50 دولارا، بينما يجب عليك أن تدفع مبلغ 400 دولار من أجل شراء سماعة "غوغل هوم ماكس". وأفادت غوغل بأن مبيعاتها من النسخة المصغرة ممتازة، في حين لا تشهد النسخة باهظة الثمن إقبالا شديدا. 

وقالت الصحيفة بأن منتجات غوغل جيدة في حد ذاتها، لكنها ليست مثيرة للاهتمام بقدر التجربة التي توفرها منتجات أمازون إيكو، التي توفر للمستخدم إمكانية التفاعل مع مساعد أليكسا الرقمي بطريقة مثيرة، فضلا عن توفير خصائص مبتكرة، على غرار خاصية إنشاء كتاب تصاميم من خلال كاميرا "إيكو لوك" المتطورة.

وأوضح الموقع أن الشركتين تشهدان تطورا مذهلا على مستوى البرمجيات، مع تفوق طفيف لمحرك البحث العملاق غوغل. ويرجع هذا التفوق إلى الاستثمارات الضخمة التي ترصدها الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى تحسن أجهزة "غوغل هوم" يوما بعد يوم. ورغم هذا التقدم، يظن فيرنر غورتس أن الطريق لا يزال طويلا أمام غوغل للالتحاق بركب أمازون. والجدير بالذكر أن أمازون تعتني بالجانب البرمجي جيدا عن طريق دعم مطوري تطبيقات أليكسا حول العالم.

وفي الختام، أكد الموقع أن غوغل تحث الخطى للحاق بأمازون التي تبدو بأنها تسير على نحو أسرع من سائر المنافسين. لذلك، يتوجب على غوغل مضاعفة مجهوداتها وزيادة سرعتها إذا أرادت الذهاب أبعد من السيطرة على معرض الإلكترونيات الاستهلاكية.