ملفات وتقارير

انتشار القوات التركية في إدلب.. هل يوقف معركة النظام؟

انتشار تركيا في مناطق إدلب وحماة يأتي ضمن الاتفاق الروسي التركي- جيتي

بدأت القوات التركية، منذ أيام عدة، بالانتشار في بعض مناطق ريف إدلب الشرقي، الذي يعد ميدانا للمعركة بين النظام والمعارضة خلال الأسابيع الماضية.

 

وأعلنت تركيا أنها اتفقت مع روسيا في إطار محادثات أستانا على أنها ستنتشر في أكثر من عشرين نقطة في سوريا.

وأقامت تركيا نقاطا لها في ريف إدلب الشرقي وريف حلب الجنوبي، القريبة من جبهة النظام، مثل نقطة العيس وتل الطوقان، في الوقت الذي توقف فيه النظام حاليا عن مواصلة المعركة التي كان يقودها في إدلب، إذ أعلن أن وجهته ستكون نحو كفريا والفوعة.

 

اقرأ أيضا: تمركز قوة عسكرية تركية بإدلب بهدف تأسيس نقطة مراقبة

 

ويثير الأمر تساؤلات عن ما إذا كان الانتشار التركي يعني انتهاء عملية النظام هناك أم لا.

وعن هذا الأمر، قال المحلل العسكري والاستراتيجي، أحمد رحال: "إن انتشار القوات التركية في إدلب، هو تطبيق لاتفاق أستانا 6، وهو اتفاق الأخوة الأعداء الثلاثة، تركيا وإيران وروسيا، وواجهته مشاكل كثيرة".

 

وأوضح أن روسيا كانت تطلب من تركيا محاربة "تحرير الشام"، لكن تركيا رفضته ودخلت بسلاسة وتناغم مع الهيئة، والمشكلة الثانية هي تقدم قوات النظام في جنوب إدلب، الأمر الذي يعج تخط لخرائط أستانا، والعرقلة الثالثة هي القصف الذي طال القوات التركية من النظام، وفق قوله.

واعتبر أن "دخول القوات التركية بمثابة قوات فصل لإحداث حل سياسي مستقبلي، أو أنه يعني لروسيا وإيران مناطق تهدئة مؤقتة، للانقضاض على العهود، لأن هذه الدول حليفة النظام السوري لا تؤمن بالحل السياسي"، على حد تعبيره.

وقال رحال لـ"عربي21": "يمكن القول بأن قوات النظام الآن توقفت عن معركة إدلب واتجهت لما هو أهم حاليا وهو الصراع مع قوات "قسد" لانتزاع حقول النفط، كما أن قوات النظام وخاصة قوات سهيل الحسن اتجهت الآن إلى الغوطة الشرقية لكي تحسم المعركة هناك، لكن هذا لا يعني أن معركة إدلب انتهت بل سيفتحها النظام متى ما سنحت له لفرصة".

وأوضح أن "روسيا لن تتوقف عن قصف إدلب، فهي تتعامل بقاعدة إما اسيطر عليكم أو أقتلكم، ولذا هي تقصف المشافي والمدارس والدفاع المدني بحجة الحرب على الإرهاب، والعالم كله يعرف أن روسيا لا تحارب الارهاب، بل تدافع عن نظام الأسد".

وأضاف العميد رحال أن "إيران ربما لن تقبل بما تحدده موسكو، لأن إيران هي الأقوى على الأرض، وبالتالي فهي قادرة على تخريب أي اتفاق تعقده روسيا مع تركيا، فروسيا لا يمكنها أن تفرض حلا على طهران".

من جهته، رأى الكاتب والباحث خليل المقداد، أن انتشار تركيا في مناطق إدلب وحماة يأتي ضمن الاتفاق الروسي التركي، وهو الآن في أعلى مستوياته.

وقال المقداد لـ"عربي21": "التنسيق الروسي التركي معروف ومؤشراته كثيرة منها الصمت التركي تجاه القصف الروسي ،وتقدم النظام في ريف حلب وريف إدلب، إضافة لانعقاد مؤتمر سوتشي".

ويعزو الباحث الانتشار التركي الروسي إلى تعثر النظام في عمليته العسكرية، حيث تقوم روسيا بقصف المناطق لتضغط على الفصائل من أجل أن تتخلى عن العمل العسكري.

وأكد أن النظام سيلتزم بهذه الاتفاقات لأن روسيا وتركيا تكفياه التكلفة العسكرية التي سيدفعها إذا ما واصل عملياته العسكرية، فروسيا تقصف وترتكب المجازر يوميا، وتركيا تحاول أن تتمدد في إدلب وتضعها ضمن مناطق خفض التصعيد، والنظام مسرور بهذا، وفق قول الباحث.

وعن الموضوع ذاته، قال القيادي الميداني في "هيئة تحرير الشام"، أبو خالد الحلبي، إن "الانتشار التركي لا يعني أننا نلتزم بوقف العمليات ضد النظام، فشروطنا مع الأتراك هي أن تركيا تدخل نقاطا نحددها نحن، ومتى يطلب منهم الخروج يخرجون".

 

وأضاف أن الشرط الثاني هو "أن لا تتدخل تركيا في السيادة حيث تبقى السيادة للهيئة، والأمر الثالث يبقى جهادنا مستمرا، ولا أحد يتدخل فيه أبدا، فهذه الشروط إن صار بها خلل فالأمر قد يأخذ منحى آخر".

واعتبر القيادي في حديث لـ"عربي21"، أنه "لولا خوف الهيئة من خذلان الفصائل لما سمحت لتركيا بالدخول مطلقا"، على حد قوله.