ملفات وتقارير

لماذا أغلق "السراج" الملحقية العسكرية الليبية في موسكو؟

هل لواشنطن علاقة بقرار إغلاق الملحقة العسكرية؟- الأناضول

أثار قرار حكومة الوفاق الليبية بإغلاق الملحقية العسكرية في روسيا، عدة تساؤلات وتكهنات حول دوافع القرار وأسبابه ونتائجه على العلاقات الثنائية بن البلدين.

وكان وزير خارجية الوفاق الليبية، محمد سيالة قد أصدر قررا بإغلاق الملحقية العسكرية الليبية في موسكو، مطالبا "العاملين فيها بمغادرة البلاد بعد إصدار القرار الموجه إلى السفارة هناك"، دون مزيد من التفاصيل.

"علامة استفهام"
من جهته، وصف الملحق العسكري الليبي في روسيا، سراج العبيدي، هذا القرار بـ"الخاطىء وغير الحكيم"، وأنه "يحمل علامات استفهام"، مضيفا: "نخشى أن يكون وراء القرار إملاءات خارجية"، مطالبا الحكومة بإعادة النظر.

 

اقرأ أيضا: هل طلب "حفتر" من روسيا إقامة قاعدة عسكرية؟ وأين؟

وأوضح العبيدي، أن "الجهات العسكرية الليبية، في الشرق والغرب، أصدرت أوامرها بعدم تسليم الملحقية أو مغادرة البلاد حتى قدوم البديل، لكن القرار سيترتب عليه أضرار جسيمة، كون أن هناك اتفاقات عسكرية مع موسكو يجب الإشراف عليها"، وفق تصريحاته لصحيفة "المتوسط" المحلية.

وبخصوص أن يكون وراء القرار ترشيد نفقات فقط، قال العبيدي: "هذا كلام غير صحيح، لأن كل ملحقية عسكرية ليس فيها سوى شخص واحد، ممثل عن البلد، ولا يتقاضى راتبه من وزارة الخارجية وإنما من المؤسسة العسكرية التي لديها ميزانيتها الخاصة".

قرار أمريكي
من جانبه، أكد عضو البرلمان الليبي، علي السعيدي، أن "القرار جاء بناء على ضغط أمريكي، على رئيس الحكومة، فائز السراج، لوقف التواصل مع الجهات الروسية، وذلك خلال زيارة السراج الأخيرة إلى واشنطن".

وأضاف خلال تصريحات صحفية أن "الإملاءات والضغوطات الأمريكية على السراج، تهدف إلى إبقاء الأخير في سدة الحكم في ليبيا"، حسب تقديره.

إنهاء صراع دبلوماسي
الكاتب والباحث الليبي، عزالدين عقيل، رأى من جانبه؛ أن "الخطوة هدفها ضرب وتصفية الأطراف المتصارعة داخل الملحقية والتي أساءت إلى الدولة الليبية بصراعاتها الطفولية، ومن ثم أرادت الحكومة التخلص منهم بغلق الملحقية التي تشبه أزمة السفارة الليبية في مصر".


وأشار خلال تصريحات لـ"عربي21"، إلى أن "الإغلاق قد يكون إعادة ترتيب فقط، وبعد مغادرة هؤلاء المتصارعين يمكن للدولة اختيار شخصية "مرموقة" تصلح لأن تمثل ليبيا لدى دولة قوية وهامة مثل روسيا"، حسب كلامه.

واستبعد عقيل أي "تدخل أمريكي في الأمر"، مضيفا: "التفاهة من قبل ترامب لا تصل إلى حد تدخله من أجل استبعاد ملحق عسكري، وإلا كان الأولى تدخله لإغلاق السفارة الليبية برمتها".

محاصرة حفتر
لكن مدير منظمة "تبادل" والناشط الليبي، إبراهيم الأصيفر، رأى أن "الهدف من القرار هو قطع الطريق على أي عمليات مشبوهة أو تعامل غير رسمي من قبل موسكو مع خليفة حفتر أو تزويده بالسلاح".

 

اقرأ أيضا: موسكو تتهم بلدا لم تسمه بتسليح 3 أطراف في ليبيا

وأضاف في تصريحه لـ"عربي21"، أن "روسيا سوف تجد نفسها ملزمة بتطبيق هذا القرار ولا يمكنها مخالفته، مما سينتج توترا في العلاقات بين موسكو وحكومة السراج والتي ليست جيدة من الأساس، لكن روسيا نتيجة لقرب الانتخابات لا يمكنها القيام بردة فعل تجاه القرار"، حسب رأيه.

وتابع: "وربما يكون قرار إغلاق الملحقة العسكرية جاء بتوصيات من أمريكا لمحاولة الضغط على حفتر للقبول بتسوية سياسية وإنهاء حالة الاقتتال".

قرار غامض
وقال الكاتب الصحفي الليبي، عبدالله الكبير: "في الحقيقة الأمر غامض حتى الآن، لكن الأرجح أن هذه الملحقية كانت تنشط في خرق حظر تصدير السلاح إلى ليبيا، وأن لها قنوات تواصل مع سلطات الشرق الليبي"، حسب كلامه.

واستدرك: "لكن طبعا لايستبعد أن تكون واشنطن وراء الأمر، بسبب توتر العلاقات بينها وبين موسكو، خاصة بعد نشاط الأخيرة لتقوية نفوذها في ليبيا"، وفق تصريحه لـ"عربي21".