صحافة إسرائيلية

قلق إسرائيلي من تجاهل تقرير أمريكي للمخاطر الأمنية بالمنطقة

روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران من الدول التي تضطلع بدور كبير في حروب السايبر - أرشيفية

تساءل جنرال إسرائيلي عن سبب غياب الشرق الأوسط عن تقرير التهديدات الأمريكية، في ظل شعور حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بخذلانها لهم، وإمكانية توجههم للتحالف مع روسيا والصين وغيرهما من الدول العظمى.


وأوضح إيلي بن مائير في مقال نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، وترجمته "عربي21"، أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية أصدرت تقريرها السنوي الخاص بالتهديدات القومية على الولايات المتحدة، وركز على جملة منها دون التطرق لقضايا الشرق الأوسط التي تشغل إسرائيل على مدار الساعة، وهو أمر بحاجة إلى توقف وتأمل.


وأكد بن مائير، وهو الرئيس السابق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، أن أول هذه التهديدات من وجهة نظر الاستخبارات الأمريكية هي تهديد "السايبر" والحروب الإلكترونية، نظرا لقدرته على الإضرار بمنظومة البنى التحتية، وباتت المفاجآت التي يحملها هذا التهديد أكثر من متوقعة، مما يجعل نسبة خطورته تأخذ بالارتفاع مع مرور الوقت، لأن من يمارسه دول وجهات غير دولانية في الوقت ذاته، بما في ذلك منظمات وأشخاص. 


وقد ذكر التقرير أن روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران من الدول التي تضطلع بدور كبير في حروب السايبر، فضلا عن التنظيمات المسلحة المعادية التي بات لديها قدرات متحسنة ومتطورة في شن هذه الهجمات الإلكترونية.


التهديد الثاني كما ينقلها بن مائير، وهو ضابط استخبارات أول، وهو المتعلق بأسلحة الإبادة الإنسانية ومنها الكيماوي، حيث باتت العديد من الدول والتنظيمات تحوزه، كما يحصل في سوريا من النظام أو حزب الله أو تنظيم الدولة، مما يحفز استخدامه بمواجهات عسكرية قادمة، مع سهولة نقله وتصنيعه بفضل تسريب المعلومات التكنولوجية لباقي الدول والتنظيمات المعادية. 


أما التهديد الثالث، فيتعلق بالعمليات المسلحة والهجمات العسكرية، وتستند أغلبها للتنظيمات الإسلامية السنية لاسيما تنظيم الدولة والقاعدة، وفي المرتبة الثانية تأتي إيران وتنظيماتها الشيعية التابعة لها.


وأضاف: "رغم الإنجازات العسكرية لدول الحلفاء ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق، لكنه سيواصل العمل بمناطق أخرى، وسيحاول تنفيذ عمليات نوعية، مع تهديدات آتية من مواطنين يقيمون بالولايات المتحدة، وهو تحدٍ أمني كبير يواجه الأجهزة المختصة في العثور عليهم قبل تنفيذها".


التهديد الرابع يتعلق بالتطورات التكنولوجية في أسواق الطاقة على مستوى العالم، مما يتطلب مواءمتها مع الجهود الأمريكية في ظل التحسن الحاصل في قدرات الأعداء والخصوم على هذا الصعيد التقني، مما قد يعرض السيطرة الأمريكية على الأسواق العالمية للتهديد والمخاطر. 


أما التهديد الخامس فيتناول الطاقة والاقتصاد، في ظل استمرار صعوبات الدول الضعيفة في التعافي من أزماتها الاقتصادية، رغم استقرار وتراجع أسعار النفط، وهو في الوقت ذاته يهدد اقتصاديات الدول المستندة على أسواق النفط مثل فنزويلا، والسعودية، ودول الخليج العربي، وأنغولا، ونيجيريا، ولبيبا، والعراق، وإيران. 


بن مائير يقول إن التهديد السادس يرتبط بمدى استقرار الأنظمة السياسية في ظل تزايد حالة الحروب الأهلية، وانتشار ظاهرة الانقلابات العسكرية، مما يعرض الحالة الديمقراطية للخطر على مستوى العالم، فضلا عن مخاطر المناخ، وزيادة مستوى الحرارة، والتراجع المطرد بتوفر مصادر المياه، مما يلقي بظلاله السلبية على استقرار الدول المختلفة، بجانب مخاطر حروب الاستخبارات ومحاولة التأثير في الرأي العام، وحروب الفضاء ومنظمات الجريمة المحلية والعالمية. 


الكاتب الإسرائيلي يختم مقاله بالقول: "هذا التقرير كتب من الزاوية الأمريكية، ويشير لجهة التركيز الأمريكي في الفترة القادمة مما يتطلب من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية البحث في القواسم المشتركة مع نظيرتها الأمريكية حول تقييم هذه المخاطر.


وتساءل: "هل أن عدم استقرار أنظمة مصر والأردن والسعودية، وتهديد المنظمات المسلحة الفلسطينية بما فيها حماس وحزب الله، لا يؤثر على المصالح الأمريكية، للدرجة التي لم يرد ذكرها في هذا التقرير الاستخباري؟".