صحافة إسرائيلية

وسط أربعة تحديات.. متى تحتاج إسرائيل لدعم صديقها الأهم؟

يادلين: على إسرائيل أن تحاول الوصول لتفاهمات مع موسكو بالنسبة لأهمية صد تعاظم القوة والوجود العسكري الإيراني بسوريا

أكد جنرال إسرائيلي، أن "تل أبيب" تواجه تحديات "ثقيلة" في المنطقة، وهو ما يتطلب منها "العمل وحدها" ضد المسائل الحرجة، في ظل حاجتها لدعم صديقها "الأكبر والأهم" والمتمثل في الإسناد السياسي.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية فإن الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" الجنرال عاموس يادلين يرى أن الهجوم الثلاثي على سوريا، "جاء أولا وقبل كل شيء، لتثبيت خط أحمر معياري ضد استخدام السلاح الكيميائي".

وأوضح أن "الهجوم المركز جدا وتوقيت تنفذيه، لم يؤديا لأضرار ذات مغزى لبشار للأسد ومساهمته في الردع محدودة"، لافتا إلى أن العملية "تجسد أن إسرائيل تجاه المسائل الحرجة، ستضطر للعمل وحدها ومن تلك المسائل؛ تثبيت الوجود الإيراني في سوريا، وصواريخ أرض - أرض الدقيقة، ومستقبل نظام الأسد".

ورأى يادلين، أن "ما نجح الهجوم في تحقيقه بالفعل، على الأقل من الزاوية الأمريكية، يتعلق بلعبة القوى العظمى، وروسيا رب البيت الحصري في سوريا فشلت في ردع الغرب عن الهجوم".

وفي الوضع الناشئ عشية هجوم التحالف الثلاثي؛ الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وعقب أحداث الأيام الأخيرة، "تقف تل أبيب أمام أربعة تحديات ثقيلة"، وفق الجنرال الذي بين أن أولى تلك التحديات هو "التصدي لرد إيراني على ضرب رجالها وذخائرها (الطائرات المسيرة) في قاعدة التيفور الأسبوع الماضي، والأمر المتوقع في الفترة القريبة القادمة أن يكون الرد من سوريا أو من ساحة أخرى".

وفي ظل "استمرار إيران في تثبيت وجودها في سوريا كتهديد متواصل على أمن إسرائيل، وهنا يجري صراع بين تصميم إيران على مواصلة هذا الجهد وتصميم إسرائيل على صده، وبين استعداد الطرفين على دفع ثمن ذلك والمخاطرة بالتصعيد وقدراتهما العملياتية على العمل في الساحة"، وهذا هو التحدي الثاني.

تصعيد الصراع

ونوه إلى أن "الهجوم الذي نسب لإسرائيل على مطار التيفور، يعكس قدرة واستعداد إسرائيلي متعاظم لجباية ثمن مباشر وعال من إيران مما كان في الماضي، وذلك بعد أن رفعت إيران في 10 شباط المستوى، حين أطلقت بنفسها من سوريا نحو إسرائيل طائرة محملة بمواد متفجرة".

وأما التحدي الثالث، أكد يادلين أن "حرية عمل إسرائيل في سوريا تلقى تحد في ضوء مخاطر التصعيد مع إيران ونظام الأسد، وتحذيرات روسيا من ضعضعة أخرى للاستقرار وإمكانية التحسينات في منظومة الدفاع الجوي السوري، إذا اختار الروس تزويد السوريين بمنظمات متطورة من صواريخ أرض- جو".

 ويتمثل التحدي الرابع الذي يواجه "تل أبيب"، في "إمكانية التغيير بل والانعطافة في مكانة المشروع النووي الإيراني، في إطار الأزمة التي تتصدرها الإدارة الأمريكية حول صفقة النووي بين إيران والقوى العظمى، والمتوقعة في الشهر القادم".

وقال: "مثل هذه الأزمة، كفيل بأن تضع إسرائيل أمام تحد مهم للغاية، في حال اختيار طهران استئناف تخصيب اليورانيوم، وهو ما يتطلب من إسرائيل جاهزية استخبارية وعملياتية استعدادا لإحباط الرد الإيراني، وجاهزية استراتيجية وسياسية تكون مطالبة بها في أعقابه، بين تصعيد الصراع في الشمال والتحكم به وتحديده".

إسناد سياسي

وبالتوازي "على إسرائيل أن تحاول الوصول إلى تفاهمات مع موسكو بالنسبة لأهمية صد تعاظم القوة والوجود العسكري الإيراني بسوريا؛ كشرط للحفاظ على الاستقرار في الساحة"، بحسب الجنرال الذي شدد على أهمية "التنسيق الاستراتيجي مع الولايات المتحدة بالنسبة للخطوات اللاحقة في موضوع النووي الإيراني وأحداث الساحة الشمالية".

وأشار إلى وجوب سعي "إسرائيل الآن لاتفاق واضح مع واشنطن على ما نفعله نحن وحدنا وأين نحتاج لدعم مهم من الولايات المتحدة"، زاعما أنه "يمكن لإسرائيل أن تتصدى وحدها لنظام الأسد والإيرانيين في سوريا ولبنان، أما الدعم الأمريكي فمطلوب في شكل إسناد سياسي لخطواتها، بما في ذلك استخدام الفيتو في مجلس الأمن".

وتساءل: "ما وقع تصعيد مع إيران إذا ما انتقل الروس لموقف معاد مسنود بخطوات عملية؟"، منوها إلى أن كل ما سبق ذكره يأتي في ظل "عين مفتوحة قبيل 12 أيار/مايو المقبل؛ وهو الموعد الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للتوصل إلى اتفاق مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا بشأن الاستمرار في الاتفاق النووي مع إيران، وما يقابله من إمكانية عودة طهران للتخصيب.

وفي ظل هذا الواقع ومع ضيق الوقت، ذكر يادلين أنه "سيكون مطلوبا عمل مشترك (إسرائيلي أمريكي) لوقف إيران عن التقدم النووي، وهنا ستحتاج إسرائيل لدعم صديقها الأكبر والأهم (ترامب)".

 

اقرأ أيضا: بعد الهجوم على سوريا.. مخاوف إسرائيلية متعددة ومتصاعدة